الإبادة الجماعية.. جريمة ممنهجة في جوهرها

لطالما كانت الإبادة الجماعية جريمة لا تتم إلا بوضع خطة منسقة وممنهجة؛ ليتولى تنفيذها بدقة عدد قليل من قياداتها مع إشراك وإشراف تأمين من الأجهزة الحكومية، برغم كونها حدثا عفويا في ظاهره.

ولا يمكن التخطيط لإبادة جماعية؛ إلا بعد غرس الكراهية في قسم من الشعب تجاه قسم آخر، وإذا لم يتم القضاء على أي شكل من أشكال العنف في مرحلة مبكرة، تطرأ كوارث مفاجئة قد تؤدي إلى القضاء على جيل كامل من المجتمع.

فبإلقاء الضوء على تاريخ عدد من هذه الجرائم؛ كالإبادة الجماعية التي نظمت ضد التوتسي عام 1994؛ نجد أنها خططت بدقة ونفذت من قبل نظام جوفينال هابياريمانا، وكانت محرقة 1941 إبادة منهجية لليهود من قبل ألمانيا النازية وحلفائها، في حين ارتكب الحزب الشيوعي الإبادة الجماعية في كمبوديا عام 1975 في عهد نظام حكم الخمير الحمر وبتأييدهم.

وأوضح المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة اجيس تراست جيمس سميث – في افتتاح أسبوع السلام بكيجالي خلال المؤتمر الدولي للشباب في ذكرى الإبادة الجماعية – أنه خلال الهولوكست انضم 45% من الأطباء في ذلك الوقت إلى صفوف النازية وطلب منهم تخدير اليهود بالمستشفيات في محاولة للقضاء عليهم وإرسالهم إلى غرف الغاز، وأصبح القتل جماعيا ومطلقا من قبل الطبقة العاملة التي لا يتوقع اشتراكها في جرائم قتل، ووصول النازية إلى الحكم 1933.

وأشار سميث إلى أن قدرة الحكومات على حشد الشعب وتحريضه على قتل قطاع من الشعب غير مرغوب في وجوده، قضية تتطلب وعيا من الشعوب ووقوفا علنيا ضد أي شكل من أشكال التفرقة والتمييز العنصري والعنف، قبل أن يصبح القتل جماعيا وممنهجا، وفق لما نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط.

حضر المؤتمر 100 شاب من بناة السلام من 16 بلدا حول العالم؛ لإعدادهم ليصبحوا صانعي سلام في مجتمعاتهم، وأوضح المؤتمر آثار جرائم الإبادة الجماعية وإعادة إعمار ما بعدها والجهود اللازمة لتجنبها.

شكرا للتعليق على الموضوع