تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني يجذب مزيدا من السياح

تقارير – التلغراف : شارك العديد من السياح الصينيين في طوابير طويلة مع آلاف السياح من جنسيات مختلفة في الساعات الأولى من صباح اليوم ، أمام معبد أبوسمبل بمحافظة أسوان جنوب القاهرة، لمشاهدة تعامد الشمس على وجه تمثال الملك الفرعوني رمسيس الثاني.

وبدا جميع السياح في حالة ترقب وإثارة بينما ينتظرون هذا الحدث، الذي يحدث مرتين سنويا، في 22 أكتوبر و22 فبراير كدليل على تقدم الفراعنة في مجال الفلك.

31

وبشغف، تحدثت رن وي وهي سائحة صينية (20 عاما)، إلى صديقاتها عن روعة الرسومات الفرعونية على أحد جدران معبد أبوسمبل، مؤكدة أن ” الجو العام ساحرا وجذابا”.

وقالت وي ” لطالما كنت أشعر بالفضول حول الأساطير المصرية، وقصصها الساحرة والمواقع الآثرية المصرية، منذ أن كنت طفلة، حيث قرأت العديد من الكتب، وشاهدت العديد من الأفلام عن مصر، لذلك مثل العديد من الصينيين كنت دائما اتمنى أن أرى تاريخ هذا البلد”.

وتعاني مصر من ركود سياحي على مدار السنوات القليلة الماضية بسبب الاضطراب السياسي والمشاكل الأمنية المرتبطة بها.

لكن السياح الصينيون عبروا خلال هذا الحدث عن شعورهم بالأمان في مصر، وسط تواجد وانتشار أمني في كل مكان.

وأضافت وي ” نحن نشعر حقا بالأمان هنا، رغم أني كفتاة اتردد قليلا في السير في الشارع بمفردي”.

ورأت أن “مصر بلد يملك إمكانات هائلة وموارد سياحية مثمرة، تحتاج فقط إلى مزيد من التنمية”.

وازداد عدد السياح الصينيين في مصر من 65 ألفا إلى 135 ألفا في 2015، وتسعى وزارة السياحة المصرية إلى مضاعفة هذا العدد في 2016.

وقال وزير السياحة الذي حضر الحدث برفقة عدد من المسؤولين بينهم وزيرا الآثار والثقافة، إنه لاحظ المزيد من السياح الصينيين هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية، وأكد أن السياحة الصينية في مقدمة الأجندة التسويقية لمصر.

وأضاف “ضمن آلاف السياح أرى اليوم المزيد من الوجوه السياحية، واعتقد أن السياحة القادمة من الصين في نمو، ونحن نحتاج إلى زيادتها أكثر فأكثر”.

وأردف ” نحن نحب الصينيين جدا، وسوف نركز أكثر على السوق الصيني لتحسين تدفق السياح إلى مصر”.

وتابع إن “هناك أنشطة قامت بها الوزارة مؤخرا لجذب السياح الصينيين”.

وأثناء الحدث كان يسمح للسياح بالدخول عند تمثال الملك رمسيس الثاني في مجموعات، لإلقاء نظرة على وجه الملك أثناء تعامد الشمس عليه.

” هذه أول مرة بالنسبة لي ولأسرتي نأتي إلى مصر، والكلمة التي يمكن أن تصف المعبد هو أنه بديع″، قالتها بان هونغ يان، وهي سائحة صينية في الأربعين من عمرها، أثناء التقاطها صورا لزوجها وابنها على بوابة المعبد.

وأضافت هونغ يان إنها وأسرتها زاروا العديد من الدول الآسيوية والأوروبية لقضاء الإجازات، وفضلوا هذا العام أن يأتوا إلى مصر ليروا ثقافتها وحضارتها المختلفة.

وأوضحت إن ” كل من الصين ومصر حضارات قديمة”، مشيرة إلى أن ” مصر لم تعد بلدا نائيا أو بعيد الوصول بالنسبة للسياح الصينيين، مصر دولة فريدة ونحن كنا محظوظين بمقابلة مرشد سياحي جيد يتحدث الصينية بطلاقة، واستمتعنا بالرحلة”.

أما لي جيان فانغ، وهي في الخمسين من عمرها، فقالت إنها جاءت خصيصا من الصين مع صديقاتها لكي ترى هذا الحدث والآثار المصرية القديمة.

وأشادت بدور الحكومة المصرية في الحفاظ على هذه المواقع الآثرية الثمينة، وعزت السبب في زيادة أعداد السياح الصينيين في المزارات السياحية المصرية إلى التعاون الاقتصادي المتزايد بين مصر والصين ونمو الشركات الصينيية في مصر.

وتابعت ” المواقع الثقافية والحضارية والآثرية في مصر تستحق أن يزورها المزيد من السياح من حول العالم”.

بدوره، قال وزير الثقافة المصري هذا الحدث مهم جدا بالنسبة لمصر، حيث أنه يجذب آلاف السياح كل عام، مشيدا بالجهود التي قام بها مسؤولو محافظة أسوان والوزارات المختلفة في إنجاح هذه الحدث العالمي.

وختم إن ” هذه حضارتنا وهذا تراثنا التاريخي، ونحن يجب أن نستمر في الترويج له، ونرحب بكل السياح من جميع أنحاء العالم، خاصة السياح الصينيين”.

شكرا للتعليق على الموضوع