عبد الله حاج محمد يكتب : روسيا والنظام السورى
هاهي روسيا، التي اقترحت الهدنة مع أمريكا ، تعود لوحشيتها، وتهدف لترحيل السكان ، باستهداف مركز طبي في خان طومان، وأودت بحياة 14 من الأطباء والمسعفين، كما أسفرت عن قتل 33 شخص بغارات على حلب وريفها عقب انتهاء الهدنة، وسبق ذلك استهداف قافلة المساعدات في أورم الكبرى ، وقد أكدت أمريكا أن هناك طائرتين سيخوي 24 كانتا تحلقان فوق المنطقة ، والمسوؤل عن الجريمة روسيا والنظام ، إلا أن روسيا كعادتها نفت ذلك ، وقال المتحدث باسم الحكومة أن التفجير ناتج عن إحراق القافلة من قبل الثوار، وترافق ذلك مع اشتباكات في تل بازو، ومشروع 1070 جنوب غرب حلب ، وغارات على تلبيسة ، والغوطة الشرقية ، والتمانعه ، ودير الزور، وقامت مساء أمس بأكثر من 100 غارة على حلب .
الواضح أن روسيا تهدف إلى تطبيق حل “غروزني” الذي نفذته بالشيشان ودمرت البلد .
وقد أكد رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن روسيا أرسلت من3000 من المرتزقة إلى معامل الدفاع في حلب لتنفرد بالاحتلال ، وتهدف للسيطرة على المعارضة، وترويع الشعب باستهداف الطواقم الطبية بعد أن سيطرت على إرادة النظام مستغلة عدم محاكمتها ، وعجز أوباما عن الرد، وانحسار الجهود العربية بتقديم المساعدات ، كما فعل وزير خارجية السعودية بقوله أن دولته ستقدم 75 مليون لإغاثة اللاجئين، والجامعة العربية لم يصدر عنها شيئا ، رغم أن فرنسا وصفت اجتماع الدول في نيويورك من أجل سورية بالفاشل ، في حين صرح بان كيمون بأن مستقبل سورية لا يتوقف على مصير شخص واحد ، لكنه تصريح خجول يفتقد للإرادة الدولية .
بينما يؤكد منذر ماخوس بأنه لا إمكانية لحل سياسي في الوقت الحاضر، دون الضغط على النظام وروسيا، لخلق ظروف سياسية بقوة على الأرض، ترغمهم على الحل، وأن إنكار روسيا لجريمتها أدى إلى حرب كلامية مع أمريكا، وأكد البيت الأبيض أن المعلومات تشير إلى هجوم روسيا على قافلة الإغاثة ، بينما تعرض المعارضة التقاط إشارة نفذت من قبل الطائرات الروسية وأن روسيا تهدف إلى :
1- فرض الأمر الواقع مستغلة غياب الخصم، وضعف إمكانيات الثوار بالتصدي لطائراته .
2- استبعاد أي محاسبة لها كونها تمتلك الفيتو، وتعطل القرارات الدولية .
3- إغراق دول الخليج بمستنقع اليمن .
4- إحكام الحصار على المناطق المحاصرة، لتنفيذ عملية ترانفسير سكاني تمهيداً لفرض التقسيم .
والمطلوب منا فضح هذا السلوك الإجرامي من قبل الشعب المشرد في أنحاء العالم عن طريق المظاهرات ،والاعتصامات أمام مكاتب الأمم المتحدة والسفارات الروسية، طالما أنهم لم يجدوا نصيراً من حكومات العالم فربما نتوجه للشعوب .
إن الائتلاف الفاشل لم يهتم بالإعلام لتسويق قضيتنا، ولم يقم ولو محطة فضائية على حساب ما يصرفونه على الفنادق ، والاجتماعات، وهاهي روسيا تستعمرنا عسكرياً، ولا تلتزم بمسؤولية المستعمر وتتصرف كغازي لبلادنا، ولن تلق معارضة من أحد بحجة أنها تحارب الإرهاب، ومعظم الجهات المعارضة لازالت تعول على الآخرين لردع المعتدي علماً أن جميع الدول التي تدخلت في القضية السورية إن كانوا مع المعارضة أو مع النظام يعملون لصالح دولهم، ولم يلق شعبنا السوري أي نصير.