رغم الانتقادات.. منظمات غير حكومية تواصل عمليات إغاثة المهاجرين في المتوسط
تواصل منظمات غير حكومية عمليات إنقاذ مهاجرين في البحر المتوسط، بمعزل عن الجدل الذي تشهده إيطاليا حول دور هذه الهيئات في هذه العمليات التي تقوم بها قبالة سواحل ليبيا، وفقًا لقناة “روسيا اليوم”.
وقامت هذه المنظمات بأكثر من عشرين عملية إنقاذ، الجمعة، في البحر المتوسط.
وقالت ماتيلد أوفيان من المكتب الصحافي لمنظمة “إس أوه إس ميديتيراني” غير الحكومية: “كان هناك أكثر من عشرين قاربا في وضع صعب قبالة سواحل ليبيا، والوضع الصعب أصلا تفاقم بوجود أشخاص في مياه البحر”.
وتواجه هذه المنظمة وغيرها منذ أيام هجمات من قبل قضاة وسياسيين إيطاليين يتهمونها “بالتواطؤ” مع مهربين يعملون في ليبيا.
من جهتها قالت منسقة عمليات الإنقاذ في منظمة أطباء بلا حدود ميشال ترينيتي: “نواجه هجوما سياسيا، على الأرجح لأننا نقوم بإسماع صوت الذين ننقذهم في البحر، ولأننا نكشف فشل أوروبا في مواجهة هذه الأزمة”.
جدير بالذكر أن سفينة “فوس برودانس” التابعة لمنظمة “أطباء بلا حدود”، نقلت جثث ستة أشخاص تم انتشالها في المتوسط إلى كاتانيا في صقلية، علما أن عدد القتلى والمفقودين في المتوسط ارتفع إلى أكثر من 1000 شخص منذ بداية العام الجاري.
وأضافت منسقة عمليات الإنقاذ في منظمة أطباء بلا حدود: “نخشى أن يسوء الوضع مع حلول الصيف والأحوال الجوية الجيدة”، مشيرة إلى أن الوضع في ليبيا يتدهور يوما بعد يوم.
وأفادت بأن المنظمة غير الحكومية سمعت قصصا عن أعمال عنف وحالات تعذيب واغتصاب، بما في ذلك اغتصاب عائلات بأكملها.
ويتابع النائب العام لكاتانيا كارميلو زوكارو بدقة تحركات هذه المنظمات، وقد صرح مؤخرا أن تدخل عدد من سفنها جرى حتى قبل أن يطلب المهاجرون المساعدة، مما يدل برأيه، على احتمال وجود اتصالات مسبقة بين المهربين والمنظمات غير الحكومية.
وأكد قائد خفر السواحل الإيطالي الأميرال نيكولا كارلوني أمام البرلمان الإيطالي هذا الأسبوع، أنه في نصف الحالات لم تعد عمليات الإنقاذ تجري وفق إشارة من خفر السواحل الإيطالي في هذا الجزء من المتوسط، وأوضح أن فرق الإنقاذ ترصد المركب مباشرة ثم تبلغ خفر السواحل.
كما تحدثت الصحيفة الإيطالية “كورييري ديلا سيرا”، الخميس، عن تقرير للوكالة الأوروبية لحماية حدود الاتحاد الأوروبي (فرونتيكس) يشير إلى اتصالات مباشرة بين مهربين ومنظمات غير حكومية.
جدير بالذكر أنه وبدعم من اليمين، وخصوصا حزب رابطة الشمال المعادي للتكامل الأوروبي وللمهاجرين وحركة “خمس نجوم الشعبوية” وحتى وزير الخارجية الذي ينتمي إلى يمين الوسط، طلب النائب العام لكاتانيا، هذا الأسبوع، أن يتم تسجيل الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية وأن تراقب طائرات البحرية سفن المنظمات غير الحكومية.
في المجموع، وصل حوالي 550 ألف مهاجر إلى إيطاليا بين 2013 و2016، و37 ألفا منذ بداية العام الجاري، قدموا جميعهم من ليبيا.