لماذا لم يبدأ بمصر … محلل إسرائيلي يكشف أسباب زيارة ترامب للسعودية
كتب المحلل الإسرائيلي “يوني بن مناحيم” مقالا تحت عنوان “إعادة بناء الشراكة الإستراتيجية بالشرق الأوسط” نشره “معهد القدس للشئون العامة والسياسية” ، حاول فيه تحليل أسباب ورمزية زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرتقبة للسعودية أواخر الشهر الجاري.
واعتبر “بن مناحيم” الأربعاء 10 مايو أن هدف زيارة ترامب في المقام الأول هو إعادة “الشراكة الإستراتيجية” مع الدول السنية المعتدلة، تلك الشراكة التي أهملها سابقه أوباما.
وقال إن الهدف هو تعزيز هذه الدول في مواجهة الخطر الإيراني، وتزايد النفوذ الشيعي في الكثير من الدول العربية، وهي الرؤية التي تشاطره إياها السعودية ومعظم الدول الخليجية والعربية.
وذهب “بن مناحيم” إلى أن اختيار ترامب زيارة السعودية في أول جولة خارجية له، ينطوي على كثير من الدلالات، أهمها اعتبارها زعيمة العالم العربي السني، وكذلك رغبته في إثبات عدم عدائه للمسلمين.
إلى نص المقال مترجما للعربية :
اختار الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بدء جولته الشرق أوسطية نهاية الشهر الجاري بالسعودية، زعيمة العالم السني والخصم الكبير لإيران الشيعية.
يأتي الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط لإعادة بناء “الشراكة الإستراتيجية” مع المحور السني المعتدل، وهو المحور الذي قرر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما إهماله وفضل إيران التي وقع معها الاتفاق النووي رغم اعتراض كل المعسكر السني وحكومة إسرائيل.
وصف الرئيس ترامب زيارته المتوقعة للسعودية بــ”التاريخية” كذلك استخدم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير نفس الكلمة لدى تعليقه على الزيارة.
كانت العلاقة بين السعودية وإدارة أوباما في أواخر ولايتها متوترة للغاية، فيما تبدو العلاقات الآن على وشك الازدهار مجددا لأن الإدارة الجديدة تروق للقيادة السعودية كونها تشاطرها “بنفس العين” رؤية المخاطر في الشرق الأوسط وفي مقدمتها إيران ومشكلة إرهاب داعش.
من مهد لزيارة ترامب للسعودية كان في الحقيقة وزير الدفاع محمد بن سلمان الذي زار واشنطن ونجح في إيجاد “كيمياء” ممتازة مع الرئيس ترامب، والتوصل معه لتفاهمات إستراتيجية مبدئية حول زيارته للسعودية.
بينما فضل الرئيس السابق باراك أوباما زيارة مصر كمحطته الأولى بالشرق الاوسط قبل 8 سنوات، يبدو أن مستشاري الرئيس ترامب قد وصلوا لاستنتاج مفاده أن السعودية هي أهم حليف عربي للولايات المتحدة بالشرق الأوسط، ليس فقط كونها تمتلك أكبر احتياطي نفطي بالعالم، بل أيضا بسبب مكانتها الدينية والإقليمية.
اختار ترامب السعودية أيضا لأنها تضم الأماكن المقدسة في الإسلام في مكة والمدينة، لتبديد المزاعم بأنه يكره المسلمين، ولإظهار أن الولايات المتحدة عازمة على تعزيز الحوار بين الحضارات والأديان.
يعد السعوديون الآن الرأي العام في العالم العربي والإسلامي استعدادا لزيارة الرئيس ترامب الذي يُنظر له في الكثير من الدول كعنصري وكعدو للإسلام. ويوضحون أن هذه الصورة قد “ألصقت” به على يد خصومه في المعركة الانتخابية، وأنه في الحقيقة ليس كذلك.
قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الأسبوع الماضي إن زيارة الرئيس ترامب “رسالة واضحة وقوية بأنه ليست هناك نوايا سيئة لواشنطن تجاه العالم العربي والإسلامي”.
وصرح الجبير في 9 مايو أن بلاده تنوي دعوة 17 زعيما لدول عربية وإسلامية للقاء الرئيس ترامب خلال زيارته للسعودية.
حتى الآن، أُرسلت الدعوات للملك المغربي والرئيس العراقي وسوف يتم إرسال باق الدعوات خلال الأيام القادمة.
خلال زيارة الرئيس ترامب للسعودية سوف يجري ثلاثة لقاءات قمة:
لقاء يجمعه بالملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.
لقاء يجمعه بزعماء الخليج.
لقاء يجمعه بزعماء الدول العربية والإسلامية.
معدل اللقاءات ومستوى المشاركين فيها يؤكدان بالفعل أن الحديث يدور عن زيارة “تاريخية” لرئيس أمريكي بالشرق الأوسط.
تذهب التقديرات في العالم العربي إلى أن زيارة ترامب ستشمل التصديق على صفقات سلاح كبيرة بقيمة عشرات مليارات الدولارات تضم أنظمة أسلحة متطورة للجيش السعودي.
يتصدر الزيارة الخطر الإيراني الذي يمثل مصلحة مشتركة للولايات المتحدة والسعودية. ويتوقع أن يناقش ترامب مع مضيفيه في السعودية الوضع في سوريا، ولبنان، واليمن في ضوء التدخل الإيراني المتزايد في تلك الدول، ويعتبر الرئيس ترامب إيران الداعم الأول للإرهاب ليس فقط بالشرق الأوسط بل في العالم بأسره، لذلك هناك حاجة فورية لكبح زمامها.
هناك قضايا أخرى يتوقع طرحها خلال زيارة ترامب للسعودية، هي الحرب على إرهاب داعش واستئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية تحت “مظلة عربية”. تصريحات المضيفين السعوديين إيجابية في هذا الصدد، وقال الجبير إن فرص التوصل لاتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين “جيدة” كون الرئيس ترامب يتبع نهجا “جيدا”.
هل ينوي الرئيس ترامب إقناع السعودية بالموافقة على عقد مؤتمر إقليمية لإطلاق ومتابعة المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين؟ علينا الانتظار لمعرفة ذلك.
خصصت زيارة ترامب للسعودية لتمهيد الطريق أمام محور الدول العربية المعتدلة للتصدي لإيران والحرب على الإرهاب الإسلامي.
كذلك سيحاول الرئيس ترامب استغلال هذه المنصة لإيجاد إطار معتدل للدول العربية التي تمنح رعايتها أيضا للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية وتساعد في دفع “الصفقة” الكبيرة التي يريدها.