ناصر اللحام يكتب : لأول مرة .. المواطن فاهم والمسؤول ضائع
لأول مرة منذ الانتفاضة الأولى، يشعر المواطن أنه متأكد من فهمه للواقع السياسي. فيما يفقد المسؤول البصيرة السياسية ويضيع في متاهة المصالح وقرارات الدول المباغتة والفرامل الفجائية التي تملأ طريق الوضع الراهن.
لأول مرة اسمع القادة والمسؤولين يجلسون في الصالونات العامة ويسألون: ما الذي يجري؟ ماذا يحدث؟ وماذا سيحدث؟
هل ستقوم السعودية باجتياح قطر بدبابات قوة التدخل الخليجي كما فعلت بالبحرين قبل سنوات. هل تُسقط الأمير تميم وتعين مكانه أميرا مواليا؟
هل تدخلت أمريكا لمنع السيناريو السابق؟ أم أنها قامت بتأجيل هذه الخطوة فقط؟
أوليس السعودية وقطر كلاهما تدوران في الفلك الأمريكي؟ كيف يختلف الحلفاء إذن؟ وكيف يتحالف الخصوم؟ ومن الذي يقف مع من؟ ومن الذي ضد من ؟
هل أمريكا مع إسرائيل ونحن ضد إسرائيل وبالتالي ضد أمريكا؟
إذن لماذا نقف ضد إيران ؟
ألم نعلم من قبل أن دحلان هو العدو الأول لحماس ؟ فلماذا تغازل الطرفان في القاهرة ؟
وعشرات الأسئلة من هذا القبيل … لا يجرؤ أي قائد ولا أي مسؤول من أي تنظيم أن يجيب عليها.
أما المواطن فيعطي اليوم إجابات إبداعية لا تخطر ببال السياسيين.
قبل رمضان بيوم واحد، وفي سوق بيت لحم الشعبي، كان رجل يصرخ ويقول باعلى صوته (والله العظيم سوف تندمون. اقسم انكم سوف تندمون على هذه اللحظة!!!) . وحين تقدم الناس بفضول كبير نحوه. أردف يقول: اشرب عصير الخروب، تعال واشرب لان اليوم اّخر يوم افطار وغدا ستصومون وتندمون لانكم لم تشربوا في ساعات النهار.
كان تسويقيا ابداعيا لبضاعته، درس في الدعاية الشعبية…
الاجابات التي تبحثون عنها حول قضايا مثل “كهرباء غزة، حوار القاهرة، ازمة قطر، مفاوضات ما بعد عيد الفطر، الاستيطان، فتح سوق العمل الاسرائيلي امام العمال الفلسطينيين، ارسال معلمين فلسطينيين الى قطر، تركيا وتقربها من روسيا بعكس موقفها في سوريا واقترابها من قطر بخلاف موقفها من العلمانية، علمانيون يحاربون الدول العلمانية، دول اسلامية تحارب الحركات الاسلامية، مفاوضون يدعون الى المقاومة، مقاومون يدعون الى المساومة”.
كل هذا تجد اجاباته عند المواطن. ولن تجد اجابته عند اي مسؤول .