نجاح محلي وفشل أوروبي.. ليس كل ما يلمع في أمريكا اللاتينية ذهبًا

في كل عام يأتي العشرات من اللاعبين اللاتينيين للقارة العجوز، طامحين إلى أن يسيروا على درب نجوم بحجم ليونيل ميسي ولويس سواريز ونيمار دا سيلفا، ليس على الجانب الرياضي فحسب، ولكن المادي أيضًا.

ولكن أحيانًا لا تأتي الرياح بما تشتهي السفن، والنجاحات التي حققها هؤلاء اللاعبون في بلادهم، ليس معناها بالضرورة أن تتحقق أيضًا عند الانتقال لأوروبا.

والحديث هنا تحديدًا عن جابرييل باربوسا “جابيجول”، ومارلوس مورينو، وباولو هنريكي “جانسو”، وجوناثان كاليري، وكارلوس سالسيدو، ورافائيل سانتوس بوريه.

فالبرازيلي باربوسا، على سبيل المثال، انضم إلى صفوف إنتر ميلان قادمًا من سانتوس، مقابل 30 مليون دولار، وهي قيمة كانت توحي بالتأكيد بأنك أمام مهاجم من الطراز الأول، على الرغم من صغر سنه حينها، 20 عامًا.

ووصل باربوسا وسط آمال كبيرة بتكرار تجربة الظاهرة رونالدو الناجحة، مع القطب الآخر لمدينة ميلان، لاسيما أنه جاء إلى إيطاليا، بعد المشاركة في تتويج بلاده بأول ميدالية أوليمبية في تاريخها، في أوليمبياد ريو دي جانيرو 2017.

وقال المهاجم الشاب عند انضمامه للفريق: “إنتر فريق كبير وأريد المشاركة في صناعة التاريخ معه”، إلا أنه وبعد انقضاء موسمه الأول في إيطاليا، لم يتمكن من هز الشباك سوى مرة وحيدة، خلال مشاركاته القليلة التي يمكن عدها على أصابع اليد.

نفس الأمر ينطبق على مواطنه، باولو هنريكي “جانسو”، الذي انضم لإشبيلية قادمًا من ساو باولو البرازيلي، الذي ودعه بعبارة “إلى اللقاء يا مايسترو”، في دلالة واضحة عل القيمة الفنية والإمكانيات التي يتمتع بها لاعب الوسط، الذي كان أيقونة في بلاد السامبا.

فاللاعب الذي انضم للفريق الأندلسي، بناءً على طلب المدرب الأرجنتيني السابق للفريق، خورخي سامباولي، لم يشارك كثيرًا، لتبدأ التكهنات في وسائل الإعلام البرازيلية والإسبانية، حول إمكانية عودة اللاعب من حيث أتى.

الفشل في إثبات الذات

لم يكن جانسو الموهبة اللاتينية الوحيدة التي فشلت في إثبات نفسها داخل الملاعب الإسبانية، بل هناك الكولومبي مارلوس مورينو، الذي تعاقد معه مانشستر سيتي الإنجليزي في صيف العام الماضي، بأكثر من مليون دولار، ليعيره في النهاية لديبورتيفو لا كورونيا الإسباني، بعد موسم كبير مع فريقه الأصلي أتلتيكو ناسيونال الكولومبي، قاده خلاله للتتويج بلقب كأس ليبرتادوريس.

ولم يسجل اللاعب الكولومبي حضورًا كبيرًا مع الفريق الجاليثي، إلا أنه رغمًا عن ذلك يأمل في تمديد فترته.

وقال اللاعب صاحب الـ20 عامًا: “اللاعبون الذين يأتون من أمريكا اللاتينية لأوروبا، تكون عملية التأقلم صعبة بالنسبة لهم.. أشعر بالهدوء، ولدي مشاعر إيجابية للغاية، وأثق في أن الأمور ستسير على ما يرام”.

ولم يكن مواطنه رافائيل سانتوس بوريه، أحد المواهب الصاعدة في كولومبيا، أفضل حالًا، بعدما تعاقد معه أتلتيكو مدريد الإسباني بمقابل تعدى الـ5 ملايين دولار، إلا أنه وبعد قضاء فترة الإعداد للموسم المنتهي مؤخرًا، أُعير في النهاية لفياريال.

ولم يتمكن المهاجم السابق لديبورتيفو كالي الكولومبي، من حجز مقعد أساسي له في صفوف “الغواصات الصفراء”، وباتت مشاركته معدومة تحت قيادة فران إسكريبا، وهو ما يجعل الأمور غامضة بالنسبة له قبل بداية الموسم الجديد.

لاعب آخر أتى إلى القارة العجوز، وهو مثقل بآمال السير على خطى مواطنيه المنتشرين عبر ملاعب أوروبا، إنه جوناثان كاليري، هداف كأس ليبرتادوريس 2016 مع ساو باولو البرازيلي، ولكن موسمه الأول مع وست هام يونايتد لم يكن على قدر التطلعات.

وقال اللاعب بمجرد انضمامه لـ(الهامرز): “البريميرليج هو الأفضل في العالم، أنا سعيد بفرصة اللعب ضمن هذه البطولة الكبيرة”.

إلا أن كاليري، وبعد تسعة أشهر من المنافسة، لم يسجل سوى هدف وحيد، ولم يحظ بثقة الكرواتي سلافين بيليتش، مدرب الفريق.

وفيما يتعلق بالمكسيكي كارلوس سالسيدو، كانت الأمور مغايرة بالنسبة له، بعدما حصل على فرصة أكبر مع فيورنتينا الإيطالي، ولكنه لم يعبر عن نفسه بالشكل المطلوب.

وجاء سالسيدو لإيطاليا كواحد من أفضل المدافعين الدوليين في المكسيك، وعلى الرغم من بدايته الجيدة مع الفيولا، فقد بدأ في الاختفاء من تشكيل الفريق، حتى باتت عودته للمكسيك مسألة وقت.

وكالة الأنباء الإسبانية EFE

شكرا للتعليق على الموضوع