سوريا ترى وقف مساعدة أمريكا للمعارضة المسلحة خطوة لإنهاء الأزمة

يرى وزير المصالحة الوطنية في الحكومة السورية إن قرار وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) إنهاء برنامج دعم جماعات من المعارضة السورية المسلحة التي تسعى للإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد “بداية” حل الأزمة السورية المستمرة منذ ست سنوات.

وقال علي حيدر في مقابلة مع “رويترز”: “خفض الدعم وإغلاق الحدود ووقف السماح للجسور الجوية لنقل المقاتلين إلى داخل سوريا… كل هذه الإجراءات هي بداية حل الأزمة السورية ودون ذلك لا حل” للحرب التي تسببت بمقتل مئات الآلاف حتى الآن.

وأضاف: “طالما هناك تسريب ومناطق كالجروح المفتوحة لن يكون هناك حل” دون أن يذكر المناطق التي يقصدها بالتحديد.

وسلط حيدر الضوء على عزم الحكومة السورية التوصل إلى المزيد من المصالحات مع الجماعات المسلحة في المناطق التي باتت تسمى بالمناطق “المنخفضة التوتر” في أرجاء سوريا نتيجة الجهود الدبلوماسية التي قادتها روسيا.

وقال في هذا الإطار: إن اتفاقيات خفض التوتر “يمكن أن تحول هذه المناطق إلى كنتونات مغلقة لديها كل مقومات الدفاع عن نفسها ويمكن أن تأخذها إلى مصالحات حقيقية في تلك المناطق” مشددا على أن “الدولة السورية والدول الحليفة تسعى إلى أن “تكون هذه الهدنات مقدمة لمصالحات وهذا هو مشروع الدولة”.

وعكست تصريحات حيدر رضا الحكومة السورية بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي إنهاء برنامج وكالة المخابرات المركزية الذي بدأ عام 2013 بهدف تسليح وتدريب عدد من المجموعات المعارضة السورية المسلحة المختارة بعناية.

وقال حيدر: “كل محاولات أمريكا في تمويل وتسليح وتدريب مجموعات سمتها مجموعات معتدلة لكي تستطيع أن تحارب بها وتستخدمها كورقة ضغط فشلت”.

وقدم البرنامج الذي أشرفت عليه وكالة المخابرات المركزية مساعدات إلى فصائل المعارضة التي شملها في جنوب وشمال سوريا بدعم من الأردن والسعودية وتركيا وقطر والإمارات.

ويعتقد على نطاق واسع أن قطر وتركيا قدمتا المساعدات لعدد من الفصائل المسلحة خارج قنوات وكالة المخابرات المركزية.

*برنامج خطر ونفقات مهدورة

وصف ترامب في تغريدة على حسابه على موقع تويتر يوم الثلاثاء تمويل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لفصائل المعارضة المسلحة المناهضة لنظام الأسد بأنه “هائل وخطر ونفقات مهدورة”. ونقل التلفزيون السوري ووكالة الأنباء السورية تغريدة ترامب.

واشتكت الفصائل السورية المعارضة التي كان يشملها البرنامج مرارا من أن التمويل والمساعدات لا تلبي ما تحتاجه لإحداث تغيير نوعي في الحرب مع الأسد الذي يتلقى دعما أكبر من روسيا وإيران.

وقال حيدر: إن الحكومة عازمة على التوصل إلى المزيد من المصالحات مع الفصائل المعارضة. وتعمل روسيا على تأسيس مناطق خفض التوتر في معاقل فصائل المعارضة المسلحة الكبرى في غرب سوريا وخصوصا في محافظة إدلب في شمال غرب البلاد والغوطة الشرقية على مقربة من دمشق.

وتوصلت موسكو وواشنطن إلى اتفاقيات هدنة منفصلة في جنوب غرب سوريا هذا الشهر.

وقال حيدر: “هناك تفاصيل كثيرة تعمل عليها الدولة السورية مع الدول الحليفة لتكون الاتفاقات التي تنجز تحت اسم مناطق منخفضة التوتر تتيح المجال لمصالحات حقيقية ولن نقبل بأقل من ذلك”.

وترى الحكومة السورية هذه الاتفاقيات “نماذج فعالة” تقرب البلاد من السلام لكن المعارضة تعتبرها تكتيكا لتهجير السكان المعارضين لنظام الأسد قسريا من مناطقهم بعد سنوات من الحصار والقصف.

وأنكر حيدر مثل هذه المزاعم وأكد أن الكثير من السكان عادوا إلى بلداتهم في أعقاب الاتفاقيات المحلية التي أنهت القتال هناك.

وقال حيدر: “قرار الدولة السورية هو بمنع تغيير أو إلزام أو إرغام أي مواطن سوري على ترك منزله وموطنه الأساسي أو مكان إقامته والانتقال إلى مكان آخر إلا في عامل الإرهاب لفترة مؤقتة”.

شكرا للتعليق على الموضوع