امرأة من المستقبل… رواية ل “هيفاء العرب”

بيروت – تقلا ابراهيم : صدر ضمن سلسلة علوم الايزوتيريك رواية “امرأة من المستقبل…” تأليف المهندسة هيفاء العرب. تضم الرواية 224 صفحة من الحجم الوسط، منشورات أصدقاء المعرفة البيضاء، بيروت.

جرت العادة أن يكتب الرجل في المرأة وعنها، ولكن الكاتبة شاءت من خلال روايتها أن تكتب المرأة ايضاً عن دواخل الرجل في شؤونه وشجونه مع المرأة والحب والزواج، انطلاقاً من مبدأ الارتقاء بالوعي الفردي والارتقاء بالوعي المتزامن بين شريكي الوجود… فجاءت رواية “امرأة من المستقبل…” لتسلـّط الضوء على دور المرأة في الحب كشريك اساسي الى جانب الرجل في اسلوب روائي مشوّق…

طرحت الكاتبة جملة تساؤلات حول إذا ما كانت “تختلف الادوار في الحب بين المرأة والرجل؟!”، وإن كان “يمكن للحب أن يدوم غراماً متأجـّجاً مع تقدّمه في العمر؟”، ثم “على من تقع مسؤولية إنجاح الحب، عليها أم عليه؟؟؟…”. ثم اجابت عن هذه التساؤلات انطلاقاً من مفهوم الحب الواعي كما يشرحه علم الايزوتيريك فاوضحت أن: “الحب هو حال شراكة نفسية، معنوية، جسدية-حميمية وحياتية-مادية بين قطبي الوجود. وكما تتقلـّب حال النفس البشرية في الحياة اليومية جراء صراعاتها وتحوّلاتها الداخلية، تتقلـّب حال الشراكة بين الحبيبين. في ظل هذا الواقع يبقى الثابت ارادة المشاركة وارادة الحب التي تتعزّز مع تنامي صدق النوايا وتفعيل النقاء الداخلي سلوكاً ايجابياً في التعامل اليومي مع الآخر”. بالتالي فإن المسؤولية بين الجنسين مشتركة ومتساوية في الحب تماماً كما هي مشتركة ومتساوية في تحقيق الوعي الفاعل في الحياة وفي تربية الابناء.

بطلا “امرأة من المستقبل…” رجل يعاني من وحدته رغم امتلاكه كل ما رغب به في الحياة… وامرأة مميزّة تمتلك ما يفتقر اليه هذا الرجل من استقرار نفسي وتوازن فكري-عاطفي… فاذا بهما يقفان على طرف مناقض للآخر.

هو، طبيب نسائي بارع في اختصاصه، وإذ يسعى الى علاقات عابرة يخشى الارتباط والزواج.

هي، امرأة متقدّمـة على درب الوعي، تكافح في سبيل تحقيق الحب بعدما وعت اهميته في تحقيق التوازن النفسي، الفكري والمشاعري، على مسار الوعي…

على هذا الاساس ترسم رواية “امرأة من المستقبل…” شخصية المرأة الواعية قدرها، القادرة على اختيار دورها الى جانب من تحب، والقادرة على ايصال من تحب الى مصاف الحب الواعي القائم على انسجام الفكر والعاطفة بين الشريكين. هذه المرأة المميـّزة تدرك كيف توازن بين الجدية والرومنسية كمسلك انثوي ينضح بذكاء إنساني متوهـّج من منطلق أن “المرأة الواعية تستنبط اساليب الحوار مع حبيبها، تضع ملاقاة الحبيب (نفسياً وجسدياً) هدفاً تعمل في سبيله بجد وثبات وارادة صلبة، وتحافظ على شعلة الحب وترعاها بكل عاطفتها ورقـّتها وانوثتها، وتبادر كلما دعت الحاجة الى رفع مستوى التواصل مع الحبيب…”.

“امرأة من المستقبل…” تنطلق من معاناة النفس البشرية في الزمن الراهن، فتلقي الضوء على التباعد الحاصل بين السواد الاعظم من الجنسين في شؤون الحياة الخاصة والعامة، كي ترسم “خارطة الطريق” لمستقبل الحب المنشود، ومستقبل الشراكة بين المرأة والرجل في ظل الحب الواعي هدفه. فهذا الحب وحده القادر على الارتفاع بالنفس لتخطي عذاباتها انطلاقاً من حقيقة أن زمن الحب الاصيل هو المستقبل الآتي، وأن الحب شراكة انسانية لتجربة تـَفتـُّح الوعي بين الجنسين، قطبي الحياة.

فهل تحيي “امرأة من المستقبل…” الامل بنعمة الحب الذي يتلهـّف اليه الجنسان؟ وكيف؟ هذا ما يشرحه الكتاب ببساطة السهل الممتنع، بدقة البيان، وروعة التصوير بالكلمات…

شكرا للتعليق على الموضوع