ناصر اللحام يكتب : مفاجئات قادمة – ماذا لو قرر الفلسطينيون انه لا يوجد حل للصراع ؟
لم تتوقع اسرائيل معظم احداث المنطقة في السنوات السبع الماضية ، لم تتوقع انقلاب المشهد في سوريا ، ولا اتفاق خمس زائد واحد مع ايران ، ولا طريقة تفاعل المشهد الفلسطيني مع نفسه بهذه السرعة التي ارتدت نحو اسرائيل .
واليوم . لا تتوقع اسرائيل ماذا سيحدث في نهاية الشهر القادم . وأقصد سياسيا من ناحية الصراع القائم .
وتظن تل أبيب أن حصار غزة وخنقها سيعمل لصالحها ، وان شوكة النكاية التي تستخدمها ضد السلطة في الضفة ستعمل لصالحها . وقد اقنع حكام تل أبيب أنفسهم ان الوقت دائما يعمل لصالحهم ، وان على الفلسطينيين ان يركضوا ويلهثوا طوال حياتهم لمسابقة الزمن حتى تنهك قواهم . ولم تفكر تل ابيب يوما ان الفلسطينيين يمكن ان يتوقفوا عن الركض ويكفوا البحث عن حل لهذا الصراع .
ماذا لو انقلب المشهد وكف الفلسطينيون البحث عن حل ، وقرروا أن يتعايشوا مع هذا الصراع باعتباره صراع وجود وليس صراع حدود ؟
وقرروا فجاة ان يديروا ظهورهم لكل الحلول التسويية المعروضة في سوق النخاسة الامريكي ؟
ماذا لو قال الفلسطينيون للعرب وللعالم : نعم لقد اقتنعنا انه لا يوجد أي حل بيننا وبين الاحتلال . وسوف نتعايش مع هذا الامر ونوصي اولادنا ان لا يبحثوا عن اي حل وان يتعايشوا مع هذه الحقيقة ؟
يقول الفيلسوف العربي ابن خلدون في نظرية الدولة ان هناك قانون يحكم المجتمعات البشرية وهو قانون الحتمية ( يتفق معه الماركسيون تماما في هذا الامر ) ، وهناك قانون اّخر هو قانون التشابه بين الماضي والحاضر، وأنَّ المجتمعات البشرية تتشابه من بعض الوجوه، ويرجع ذلك الى الوحدة العقلية للجنس البشري.
ويوضح ابن خلدون في خضم هذه النظرية أن أصحاب السلطة قد يميلون الى التشابه وتقليد أصحاب السلطة السابقة. وصولا الى ان الناس المغلوبين قد يندفعون لتقليد أصحاب الدولة الجديدة.
والتقليد عند ابن خلدون قانون عام يدفع بحركة التطور إلى الأمام ،لأنَّ التقليد يكون للأفضل.
حتى نهاية ايلول القادم . هناك من يوصل النهار بالليل وهو يفكر كيف يتخلص من صخرة سيزيف ويخرج من دائرة البحث عن حل.
فقط تخيّلوا ان القيادة توقف البحث عن سراب حل . وتفكر بطريقة مختلفة !!!!
تخيّلوا .
اقرأ للكاتب :