حمدى صبحى يكتب : شدة الفقر وغلاء الاسعار ! كيف السبيل

غلاء الاسعار الشبح الذي اصبح يلازمنا بصفة مستمرة وضحاياه كثر وجلهم من الفقراء وذوي الدخول المحدودة التي أصبحت في حيرة من أمرها كيف يمكنها أن تؤمن غذاءها في هذه الظروف الصعبة إن لم تجد من يسعفها ويمد لها يد العون والمؤازرة من أجل تخطي هذه الأزمة التي أضحت واقع لا محالة حتى ان الطبقــة الـوسطـى اختفت نتيجة عدم التوازن في الموارد وانضمت الى الطبقة الفقيرة ولم تعد قادرة على تغطية حاجياتها بعد ان تدهورت مقدرتها الشرائية فاصبحت مصنفة ضمن الفئات الفقيرة فغلاء الأسعار بطبيعته يسبب ضيق شديد على الناس عامة فما بالك بالفقير الذي يكد ويكدح للحصول على أدنى متطلبات الحياة المعيشية الضرورية لحياته فقد سحقهم وقد اشتكى هؤلاء الفقراء وبكوا وصاحوا وناحوا ولكن هيهات لا مجيب .

وعليه فاستمرار غلاء الأسعار الذي تشتد وطأته على الفقراء وتزيد من معاناتهم إذا لم يعالج سيؤدي إلى كوارث ونتائج سيئة وظهور أمراض خطيرة اجتماعية فكثرة المتضررين واتساع الطبقة الفقيرة وإلحاق كثير من أفراد الطبقة المتوسطة بالفقراء سيزيد من البطالة والسرقة والإجرام ويشيع العنت ويعم الغم والهم والحزن .

ونحن ندق نا قوس الخطر ونحذر من تبعات الارتفاع الكبير للأسعار وتصاعد كلفة المعيشة على النسيج الاجتماعي في المجتمع ان مشكلة ارتفاع وغلاء الاسعار تحتاج الى وقفة جادة من قبل الحكومة والجهات المختصة تجاه كل من يستغل حاجة الناس فلابد من رقابة جادة ومحاربة حقة للفساد المالي والإداري وعلاج خلل السياسات الاقتصادية بقرارات تعادل الكفة بين أبناء الوطن الواحد، وتنقذ أرواح الجائعين والمحرومين والمعدمين .

ففي عام الرمادة زمن المجاعة في عهد عمر بن الخطاب فاروق الإسلام رضي الله عنه رفض أن تميل الكفة لصالح الأغنياء فأصدر قرارا سياسيا من على المنبر وأقسم فيه أن لا يأكل أحد سمنا ولا سمينا حتى يتساوى الناس وقام بعملية إغاثة وإنقاذ واستنفار وأمر الفقراء من شتى الأقاليم أن يرتحلوا إليه في ضواحي المدينة وحمل الطعام على رأسه ودخل الخيام يوزعه على الفقراء والمساكين بنفسه، وأرسل إلى عمرو بن العاص والي مصر من قبله يستحثه في إغاثة المسلمين فأرسل له قافلة كان أولها في المدينة وآخرها في مصر حتى رفع الله الضائقة عن الأمة .

فماذا ننتظر ساسة وأغنياء وعلماء ونحن نرى فقراءنا وأيتامنا في حال مزرية لا يقرها شرع ولا عقل ، سارعوا سارعوا يا صناع القرار ، ويا أهل المال و كانزيه بإغاثة الفقراء قبل أن يغضب العزيز الجبار ويسخط الواحد القهار ، فقد آن الاوان للعود الحميد إلى الله المجيد الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ، إننا مطالبون بالبحث عن كل الطرق التي من شأنها التخفيف عن الفقراء والأخذ بيدهم

أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يلطف بنا وأن يرفع عنا الغلاء والبلاء إنه سميع مجيب الدعاء .

شكرا للتعليق على الموضوع