بشرى لمرضى السرطان …علاج جديد اكثر فعالية من العلاج الكيميائي
اكتشف علماء آلية جديدة لقتل الخلايا السرطانية، تُدعى “الموت الخلوي غير المعتمد على الكاسباس” ، وتستطيع هذه الآلية التخلّص من الأورام والحدَّ من الانتكاس والآثار الجانبية للعلاج الكيميائي. واستطاع الموت الخلوي غير المعتمد على الكاسباس إزالة الأورام كلِّيًّا بقتل جميع الخلايا السرطانية في النماذج التجريبية.
وتحمل العلاجات الحاليّة كالعلاج الكيميائي والعلاج المناعي والأشعّة مخاطر عديدة بسبب الآثار الجانبية، وتفشل غالبًا في قتل جميع الخلايا السرطانية. وتعمل من خلال الموت الخلوي المبرمج، وهو عمليّة تعتمد على تفعيل بروتينات تُدعى الكاسباس لتؤدّي إلى الموت الخلوي.
وقال الطبيب ستيفن تيت الباحث الرئيس لفريق جامعة جلاسكو في مشروع تقنية الموت الخلوي غير المعتمد على الكاسباس لوكالة أنباء سكاي «أدّت التقنية الجديدة إلى تراجع السرطان كاملًا، وقد تكون هذه التقنية أكثر كفاءةً لمحاربة السرطان من غيرها. وتزيد التقنية بصورة واضحة كفاءة العلاجات المضادة للسرطان وتقلّل من سمّيتها غير المرغوبة. ونقترح إجراء أبحاث أكثر قبل طرح آلية الموت الخلوي غير المعتمد على الكاسباس ضمن خطط علاج السرطان السريرية.»
المرحلة المقبلة من علاج السرطان
يُعَدُّ السرطان واحدًا من أهمّ أسباب الوفاة عالميًّا. وفي عام 2012، ظهرت 14 مليون حالة سرطان جديدة حول العالم، وحدثت 8.2 مليون حالة وفاة مرتبطة بالسرطان كذلك. وخلال العقدين المقبلين، سيرتفع عدد حالات السرطان الجديدة إلى 22 مليون حالة حول العالم.
وفي العام 2016، شُخّص نحو 1,685,210 حالة سرطان جديدة في الولايات المتّحدة الأمريكية وتوفي نحو 595,690 شخصًا. يحدث نحو 454.8 حالة سرطان جديدة من كل 100 ألف بالغ، ونحو 171.2 وفاة مرتبطة بالسرطان من كلّ 100 ألف بالغ كلّ عام في الولايات المتّحدة الأمريكية. وسيُشخَّص قرابة 39.6% من سكّان الولايات المتّحدة الأمريكية بالسرطان في مرحلة من حياتهم. وقد تبلغ النفقات السنوية التي ستنفقها الدولة على رعاية مرضى السرطان 156 مليار دولار بحلول عام 2020.
يتطلّع العلم بشغف إلى فهم السرطان بصورة أفضل ليتيح لنا الوقاية منه وعلاجه وربّما الشفاء منه يومًا ما. وتعمل الطرائق العلاجية الحاليّة بكفاءة جزئية، ويقتصر كثير منها على نوع سرطان محدَّد من بين أنواع عديدة من السرطان. وتهاجم هذه العلاجات التقليدية خلايا الجسم السليمة وتصيبها بالأذى، ما ينهك بقية الجسم ويعرّضه لمعاناة شديدة إلى جانب معاناة الأورام السرطانية. خلافًا لذلك، تعمل آلية الموت الخلوي غير المعتمد على الكاسباس من خلال قتل الخلايا السرطانية وتحفيزها على تحرير بروتينات التهابية تنبّه الجهاز المناعي ليرفع من أهبة الدفاعات الطبيعية في الجسم ويقضي على أي خلايا ورمية متبقّية من عمليّة العلاج الأوّلية.
ما زال أمام الباحثين عمل كثير، إذ لم ينجحوا بتفعيل الموت الخلوي غير المعتمد على الكاسباس في البشر حتّى الآن. ويأمل الباحثون أن تتحقّق أهدافهم مع استمرار البحث وتوسيع نطاق الخلايا السرطانية التي ستخضع للتجارب، إذ ركّزت الدراسة الحالية على خلايا سرطان القولون والمستقيم فحسب. إلّا أنّ النتائج المبدئية التي قدّمتها الدراسة مشوّقة جدًّا حتّى الآن.
وقال الدكتور جستن ألفورد لوكالة أنباء سكاي «على الرغم من أنّ علاجات عديدة للسرطان تعمل من خلال تفعيل الموت الخلوي المبرمج، تفشل هذه الطريقة أحيانًا في إتمام مهمّتها وقد تزيد من صعوبة معالجة الورم كذلك. ويقترح هذا البحث الجديد إمكانيّة قتل الخلايا السرطانية بطريقة أفضل، إضافة إلى تفعيل الجهاز المناعي أيضًا.»