مراد ابو الرب يكتب: نيسان شهر الأحزان

شهر نيسان مليء بالذكريات الحزينة، وهنا في فلسطين يأتي نيسان وتأتي معه الذكريات التي لا تُنسى، حفرت نفسها رغماً عنا، فهذا الشهر يبدأ بذكرى الاجتياحات، وبنصفه تأتي ذكرى أمير الشهداء ابو جهاد و الرنتيسي، وبعده يوم الأسير الفلسطيني، فبأي حالٍ عُدت علينا يا نيسان ؟!! 

أعدتَ لتزيد الأحزان؟؟ … في بداية النيشان وقبل واحد وعشرون عاماً كانت قوات الاحتلال الصهيوني تعيث في الأرض الفساد، طائرات تقصف من الجو، ودبابات تقصف من البر، ومدرعاتٌ تنقل جنوداً تحت حجة محاربة الإرهاب، قصفوا البيوت وهدموها فوق رؤوس ساكنيها ، وقتلوا الأطفال و الشيوخ ، و النساء و الرجال ، ومارسوا سياسة الأرض المحروقة … في جنين ونابلس و بيت لحم وطولكرم وقلقيلية وطوباس ، في رام الله واريحا وغزة و الخليل ، في كل مكانٍ كان الدمار ، وفي كل بيتٍ حكاية ، والشهداء في كل مكان !!! 

في جنين مجزرة و في نابلس هدموا البلدة القديمة، والشهداء بالعشرات، وفي طولكرم عاثوا فساداً، وفي بيت لحم حاصروا الكنيسة، و في رام الله كان الختيار تحت الحصار  … واحدٌ وعشرون عاماً مرت على ذلك الدمار و غزة لا زالت تحت الحصار !! 

في كل يوم من كل عام تمتلئ المقابر بالزائرين الذين يأتون حاملين معهم الذكريات يجلسون بقرب أحِبائِهم، يُحدثونهم وكأنهم معهم جالسين … واحدٌ وعشرون عاماً مرت وما زالت أمهات الشهداء يمارسن طقوس الشوق والحنين، والأشبال كبروا وصاروا أسوداً يحمون هذا العرين!! … واحدٌ وعشرون عاماً مرت والجاني لا زال يرتكب جرائمه، والأرضُ خيراتها نُهبت، والاستيطان توغل في هذا الجسد گالسرطان، وأشجار الزيتون لا زالت تُحرق و تقلع و تقطع … والبيوت ما زالت تهدم … الشهداء ما زالوا يعرجون إلى السماء أقماراً تضيء عتمة التائهين وتعيد البوصلة نحو القدس كلما انحرفت.

واحدٌ وعشرون عاماً مرت على ارتكاب تلك المجازر التي أضيفت على ما سبقتها من مجازر منذ النكبة ونفس الجريمة تُرتكب والجاني هو نفسه لا محاكمة !!.. واحدٌ وعشرون عاماً ونحن ننتظر أن ينصفنا العالم، لكن العالم أصم وأعمى!! لا يأبه لأي شيءٍ، فأي عالمٍ هذا الذي ننظر فيه وننتظر منه شيئاً ، فبعد كل هذه العقود وهو ما زال يصنع السلاح الذي به نقتل … يا نيسان تكفينا الأحزان .. فلا تأتي لنا محملاً بمزيدٍ من الاحزان !! 

قلعة الشهيد عبد القادر ابو الفحم

سجن عسقلان المركزي

الأسير القائد مراد ابو الرب

اقرأ للكاتب

مراد ابو الرب يكتب: المرأة الإسرائيلية في ظل حكومة اليمين المتطرف

شكرا للتعليق على الموضوع