تعرّف الى ذكائك واكتشف تقنية العبقرية والإبداع وأسرار الشخصية المتفوقة
التلغراف – بيروت – تقلا ابراهيم :علوم باطن الإنسان (الإيزوتيريك) منهج، طريق وهدف. هذا ما عوّدتنا عليه في كل مؤلف من سلسلة مؤلفاتها.
فهي تسلِّط الضوء على النواحي المجهولة في باطن الإنسان، تفصِّلها بأسلوب المنطق العلمي الذي يتماشى مع المنطق الحياتي، ثم تقدِّم وسيلة التحقق عملياً بواسطة التجربة والاختبار، فتظهر النتيجة كأي شيء طبيعي بعد الممارسة. هكذا، بكل بساطة، تتحول الغوامض ومجاهل اللاوعي إلى وعي وإدراك يغني حياة الإنسان.
“تعرَّف إلى ذكائك” يتناول الناحية الأهم في الحياة العملية، وهي الذكاء… يشير إلى مصدر الذكاء، وإلى موقعه وآلية عمله… ثم يقدِّم الفارق بين عمل الفكر وعمل الذكاء، وبين الفهم والإدراك، للملاحظة والتثقيف بالمقارنة. إذ يقول “أن الفهم رداء الذكاء، والإدراك رداء الفكر”. الأول حالة تفاعل باطني ينبعث من الداخل؛ والثاني حالة ظاهرية تأتي من الخارج. والمقصود أن الفهم خاص بالذات الإنسانية، لأنه معرفة مباشرة لا تتأتّى عن طريق الحواس. فيما الإدراك ينتمي إلى النفس البشرية، عالم الحسّ والواقع والتفكير.
أهم ما في هذا الكتاب العملاني الفريد والبعيد عن التنظير والإنشائية أنه يتوغل في علم الإنسان، ويقدِّم “علم الذكاء” إذا جاز التعبير… إذ يقسَّم الذكاء إلى ثلاث مراتب للتركيز (عملانياً) على دقائق شرحه، وهي: الذكاء الأسمى أو ذكاء الروح؛ الذكاء الإنساني أو ذكاء الذات؛ والذكاء البشري أو ذكاء النفس. الأول شعاع نور، الثاني أشعة (تحيط بشعاع النور كهالته) والثالث إشعاعات هي الضوء المنعكس على الأشياء. الشعاع هو الجوهر، والأشعة العَرَض. أما الإشعاعات فتظهر جراء الممارسة. إذ أن الأشعة، بعد أن تلامس المعطيات، تتكسَّر وهي تتفاعل معها، فتنطلق الإشعاعات… ما يعني ذوبان الحقيقة الواحدة (الجوهر-الأصل) في الواقع المتعدد الأوجه. ثم يشرح الكتاب الذكاء البشري في ثلاثة أقسام: الذكاء العادي، الذكاء العلمي، والذكاء المتفتِّح على خلفية باطنية. على هذه الصورة “الذكية” المبسَّطة يسترسل الكتاب في صور تعبيرية وتفاسير رقيقة دقيقة تربط ظواهر الأمور ببواطنها في سهل ممتنع يكشف الحقائق الخافية، وفي تقنية رائدة تميِّز علوم الإيزوتيريك عن سواها كوسائل للتحقّق عبر التطبيق العملي.
“تعرَّف إلى ذكائك” يشرح الذكاء البشري، عملياً، بأنه إدراك الظواهر بالفكر (intellect) عبر التحليل والتمييز… والذكاء الإنساني هو الفهم الداخلي المباشر (intelligence) الذي يتخطى المحسوسات. الأول يُتوصل إليه بالفكر فالاستنتاج، والثاني وليد أحاسيس وتفاعلات تربط النتائج بأسبابها.
والجدير ذكره أن الفلسفات الإنسانية لم تستطع تحديد الفارق بين الذكاء الإنساني والذكاء البشري… ولم تتنبّه إليه العلوم أو تناولته كموضوع بحث. لأن الفلسفات تنظر إلى الإنسان كواقع، والعلوم كنتيجة… إلا أن أياً منهما لم ينظر إليه كأصل! لذا بقيا بعيدين عن كنهه.
“تعرَّف إلى ذكائك” هو تتمة لكتابنا السابق “تعرَّف إلى فكرك” حيث ذُكر أن الفكر رمز الرقم والذكاء أصله… بمعنى أن الذبذبة الفكرية تتحرَّك وفق سلَّم رقميّ معيّن يقرِّب الفكر إلى الذكاء.
تكشف الاختبارات العملية التي يقدِّمها الكتاب بهدف تحويل التفكير إلى ذكاء، إن الذكاء تقنية تعلُّم ومهارة اكتساب سريع… كسائر التقنيات المبسَّطة التي قدَّمتها علوم الإيزوتيريك لرفع مستوى الوعي الإنساني، باعتبار أن الحكم الأول والأخير يعود إلى القارئ في ضوء نتائج التجربة والاختبار التي تؤكد له، من جملة ما تؤكد، أن الذكاء هو حسّ الجمال في بُعد باطن الإنسان… وهو أيضاً شعور الحب الصحيح في الجنسيْن. فالحب هو العامل الأهم لاكتفاء المشاعر، وهو الحلقة الفريدة التي تربط معطيات الباطن بالظاهر. ذلك الحب الذي يتوالد جراء انصهار الفكر والمشاعر في الطرفين… فيضحى الحب السر في إشعال الذكاء الإنساني بدءاً بالمساواة والاكتفاء العاطفي وصولاً إلى أرقى مستويات التفاهم الخاص والعام. وهذا العمل على تشذيب المشاعر ورفع مستواها، إلى جانب إكساب الفكر دقَّة التعبير وصدق التصرّف والنظرة الثاقبة، توثّق علاقة الذكاء بالمشاعر من خلال الحدس، فيبقيه متيقظاً في كل حين، كاشفاً له الغوامض مسبقاً. على هذا النحو ينطلق الذكاء في معادلات حياتية عملية هدفها تحويل مناطق اللاوعي (الكامنة في كل إنسان) إلى وعي (مكتسب). كتاب جديد مضمونه، وهو في متناول مدارك الأجيال الصاعدة وكل راغب في التقدّم والارتقاء.