عادل السعدني يكتب: إنقاذ كوكبنا يبدأ من “شرم الشيخ “

كعادتها تعيد مصر صناعة التاريخ مجددا فى ظروف شديدة الصعوبة والحساسية بعقدها المؤتمر العالمى للمناخ بشرم الشيخ في نوفمبر المقبل،والتى تشهد بدورها تحولا مهما بمناسبة انعقاد مؤتمرالمناخ العالمى (COP27 )على أرضها ،ومن أهم ملامح هذا التحول التوسع فى استخدام الطاقة المتجددة والتنقل الإلكتروني وإعادة استخدام المياه والحفاظ عليها واعتماد عملية إدارة النفايات المناسبة، حيث تم دمج هذه المبادئ في نسيج COP27 باستخدام بدائل صديقة للبيئة قابلة لإعادة التدوير للمنتجات البلاستيكية واستخدام الورق، مع الأخذ  في الاعتباربالطبع أبعاد الاستدامة في المشتريات ومواد البناء وسلسلة التوريد والمطاعم وغيرها من جوانب المؤتمر،وكذلك استخدام الأنظمة اللازمة لترشيد استهلاك الطاقة فى كل من مطارى القاهرة وشرم الشيخ، ومركز المؤتمرات الدولى، وكذلك الفنادق.

ومؤتمر المناخ هو مؤتمر سنوى يعقد في إطار اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي لتقييم التقدم المحرز في التعامل مع التغير المناخي،ويهدف لوضع التزامات ملزمة قانونًا للدول المتقدمة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى، لذلك فالعالم كله يأمل أن يكون هذا المؤتمر خطوة مؤثرة باتجاه إنقاذ كوكب الأرض من النتائج الوخيمة للتغيرالمناخى من خلال عدة محاور، المحور الأول هو الخاص بحماية النظم البيئية من الخطر الذى تسببه على الكرة الأرضية، والمحور الثاني يتعلق بالبعد التقني وأهم أسئلته المطروحة: كيف نتعامل مع الطاقة الجديدة ونتحول من طاقة الوقود الأحفوري والبترول إلى طاقة شمسية وطاقة رياح للحد من الغازات الدفيئة والعمل على تقليل معدلات التلوث ،،ثم المحور الأهم الذى بدونه لاقيمة لكل المحاور وهو المحورالاقتصادى والتنموى،فأى تحول مطلوب لحماية المناخ والكرة الأرضية يكون فى حاجة لقروض ميسرة ومنح، وفى هذا الإطار لا يجب أبدا أن تتمسك الدول التكنولوجيا الكبرى بالاحتكار للتكنولوجيا التنموية المتعلقة بالزراعة والصناعة والإسكان والنقل وغيرها، بخاصة في وسط التدهورالمتسارع في النظم البيئية على الصعيد العالمى، وهو المحور الذى تحدث الرئيس السيسي عنه باهتمام بالغ واستفاضة،مؤكدافخامته على ان التمويل اللازم لدول إفريقيا وللدول النامية بصفة عامة مهم جدًا لكي تواكب جزء من التنمية من ناحية ،وتشارك فى تحقيق أهداف حماية كوكب الأرض الذى نحيا عليه جميعا من التأثيرات المدمرة للتغيرات المناخية من ناحية أخرى.

من هنا يعلق العالم آمالا كبيرة على مؤتمر المناخ 2022بشرم الشيخ للانتقال من مرحلة الوعود البراقة إلى مرحلة المواجهة الحاسمة لإنقاذ كوكبنا فى مواجهة واحدة من أخطر، إن لم تكن أخطر، قضايا البشرية على وجه الإطلاق.

اقرأ ايضاً

عادل السعدني يكتب: قمة العلمين ..ومواجهة التحديات

شكرا للتعليق على الموضوع