إيطاليا تخشى شبح السيناريو الغائب منذ 60 عامًا
تسود مشاعر من الخوف والريبة منتخب إيطاليا بطل العالم أربع مرات قبل خوض مواجهة فاصلة الشهر المقبل في ملحق التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم، بعد أداء باهت من مباراة إلى أخرى خلال مشوار التصفيات.
ورغم احتلال إيطاليا المركز الثاني في المجموعة السابعة من التصفيات إلا أنها قدمت أداء مخيبا في آخر أربع مباريات بخسارة غريبة خارج ملعبها أمام إسبانيا وتعادل على أرضها أمام مقدونيا وفوز صعب بهدف واحد على الكيان الصهيوني ثم ألبانيا لتبتعد بخمس نقاط خلف إسبانيا المتصدرة.
ويتحدد مصير الفريق في التأهل للنهائيات من خلال ملحق يتكون من مباراتي ذهاب وإياب في نوفمبر/ تشرين الأول المقبل وغالبا ما ستواجه إيطاليا فريقا من بين أيرلندا أو السويد أو اليونان أو أيرلندا الشمالية ما يثير مخاوف حول قدرة الفريق على الوصول إلى النهائيات للمرة الأولى منذ عام 1958.
ويختلف المشهد تماما عن بطولة أوروبا 2016 حينها كان الأتزوري بقيادة أنطونيو كونتي يعاني بشدة من نقص حاد في المواهب.
لكن جيامبييرو فينتورا الذي خلف كونتي في المهمة حاول إعادة بناء الفريق بواسطة جيل جديد من اللاعبين لكنه يحتاج للمزيد من الوقت لإنجاح الأمر.
وقال فينتورا: “يبدو أن إيطاليا ليست جاهزة لكأس العالم لكننا نعمل على الوصول. كان من المعتاد أن يتألف المنتخب من عدة لاعبين من فريق واحد وقد يصل العدد إلى أكثر من تسعة لاعبين من فريق واحد”.
وأضاف: “لدينا اليوم لاعب واحد أو اثنان فقط من كل فريق. هذا يحتاج إلى أساليب مختلفة تماما في التخطيط والهجوم. نحتاج أن نعمل أكثر على هذا في التدريبات ولكن في كل مرة يتم فيها استدعاء اللاعبين أقضي معهم ثلاث أو أربع ساعات لشرح الأمر”.
وأوضح فينتورا أن الإصابات لعبت دورا حيث غاب لاعب الوسط دانييلي دي روسي وماركو فيراتي عن مباراة ألبانيا إضافة للمهاجم أندريا بيلوتي.
ورغم هذا، فإن فينتورا يقول إن خططه كانت على ما يرام حتى تلقى الفريق الهزيمة من إسبانيا 3-صفر في سبتمبر/ أيلول الماضي، ووصف ذلك بالقول: “لقد دفعتنا هذه الهزيمة 10 خطوات إلى الخلف”.
لكن فينتورا ليس بعيدا عن الانتقادات، فهو أكبر المدربين سنا (69 عاما) الذين تولوا تدريب إيطاليا ورغم أنه أمضى فترة طويلة ومستقرة من تاريخه الكروي وهو يدرب فرقا وليس منتخبات إلا أنه لم يتول مهمة تدريب فرق ذات أسماء كبيرة باستثناء نابولي.
ويمتلك فينتورا سمعة ممتازة في تحفيز وتطوير أداء اللاعبين الصغار ولهذا تم النظر إليه على أنه أنسب الخيارات لبناء فريق جديد يحل محل أصحاب الأعمار الكبيرة.
وجرى انتقاد فنتورا كمدرب لمنتخب إيطاليا لسببين وهما لجوئه لطريقة 4-2-4 غير المعتادة والتي طبقها في مباراة إسبانيا واعتبرت نوعا من المخاطرة إضافة لاختيارات اللاعبين التي أثارت الدهشة.
وضمت تشكيلة إيطاليا في مباراة أمس الإثنين أمام ألبانيا لاعب وسط إنترناسيونالي روبرتو جاليارديني الذي شارك مع فريقه في ثلاث مباريات فقط من إجمالي سبع مباريات في دوري الدرجة الأولى الإيطالي الموسم الحالي والمهاجم إيدر الذي لم يبدأ أي مباراة مع فريقه إنترناسيونالي أي مباراة ولعب لمدة 78 دقيقة فقط إجمالا.
وقال أوريليو دي لاورينتيس مالك فريق نابولي للصحفيين إن تولي قيادة منتخب إيطاليا مهمة ثقيلة لا تجلب لصاحبها الشكر. ولم يستمر كونتي في هذا المنصب سوى عامين فقط.
وأضاف: “لا تنسوا ذلك. لقد فر كونتي من هذه المهمة بأسرع ما يمكن”.
وأكمل: “وإذا كنت سأقول هذا فإنه سيأتي بدافع إسداء النصيحة إلى فينتورا. أقول له.. دعك من طريقة 4-2-4 فهي طريقة لا يعرفها معظم لاعبي الفريق وتجعل الأمور بالنسبة لهم أكثر تعقيدا”، بحسب ما نقلت وكالة “رويترز” للأنباء.