كارثة..5 مدن على بعد 3 درجات من الغرق بينها مدينة عربية
يجتمع مفاوضو الأمم المتحدة بشأن المناخ في محادثات القمة خلال الشهر الجاري، لبحث كيفية التصدي لخطر شديد يحدق بالعالم، ويهدد 275 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.
ويحاول العلماء البحث عن طريقة لإيقاف درجات الاحترار العالمي عند درجتين، أي مستوى ما قبل الثورة الصناعية، إذ تشير أحدث التوقعات إلى زيادة قدرها 3.2 درجة بحلول عام 2100، ما يعد أحد أكبر التهديدات للمدن في جميع أنحاء العالم، خصوصًا أنه سيؤدي ارتفاع منسوب مياه البحر الناجم عن توسع المياه في درجات حرارة أعلى، وذوبان طبقات الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي. وقال إريك سولهيم، رئيس شؤون البيئة في الأمم المتحدة: “ما زلنا غير قادرين على القيام بما يكفي لإنقاذ مئات الملايين من الناس من مستقبل بائس”.
وأشار التقرير الذي نشرته صحيفة الغارديان، إلى أن تكون المدن الآسيوية ستكون أسوأ المتضررين من هذه الكارثة التي تقع على بعد 80 عاما، وعلى رأسها مدينة أوساكا اليابانية، القلب التجاري للمنطقة، والمهددة بالاختفاء تحت الماء، مما يهدد الاقتصاد المحلي، وحوالي 19 مليون نسمة. ونتيجة لارتفاع مستوى سطح البحر والعواصف العواصف وعوامل أخرى، يرى الاقتصاديون أن الفيضانات الساحلية قد تعرض ما يقرب من مليار دولار من أصول أوساكا للخطر بحلول عام 2070.
ويشير التقرير إلى أن مدينة الإسكندرية بمصر تقع ضمن قائمة المدن المهددة، إذ أفادت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن شواطئ الإسكندرية ستغمر حتى مع ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 0.5 متر، في حين سيجري تهجير 8 ملايين شخص بسبب الفيضانات في الإسكندرية ودلتا النيل إذا لم تتخذ إجراءات وقائية.
وقال الدكتور مجدي علام، رئيس اتحاد خبراء البيئة العرب الذي كان سابقا جزءا من وزارة البيئة المصرية: “إن مصر تنفق 700 مليون جنيه مصري [30 مليون جنيه استرليني] سنويا لحماية الساحل الشمالي”، واستشهد علام بحائط محمد علي البحري الذي بني في عام 1830 كحماية رئيسية، فضلا عن الكتل الخرسانية التي تربط بين الخط الساحلي والتى تهدف إلى “تجفيف مياه الفيضان بعيدا عن الأحياء السكنية”.
وتقع مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية على خط الكارثة كذلك، ليس فقط شواطئ ريو الشهيرة مثل كوباكابانا، ولكن أيضا المناطق الداخلية من حي بارا دي تيجوكا، حيث عقدت دورة الألعاب الأولمبية في العام الماضي.
وقد دمرت عواصف العواصف مؤخرا مئات الأمتار من الرصيف على شاطئ البحر المطلة على شاطئ ماكومبا، وهي بقعة شعبية في ركوب الأمواج على أطراف ريو الغربية. وقالت متحدثة باسم أمانة المدينة للبيئة إن التحدي الحالي يتمثل في تعميق المعرفة ورصد الظواهر المحيطية وتطور قاع البحر والساحل.
وتضم القائمة مدينة شنغهاي بالصين، وتشير التوقعات إلى أن الغالبية العظمى من المدينة يمكن أن تغمر في المياه في نهاية المطاف، بما في ذلك الكثير من منطقة وسط المدينة، فضلا عن تشريد 17.5 مليون شخص.
ومنذ عام 2012، ما فتئت الحكومة تحقق تقدما مطردا لمعالجة التهديد، بما في ذلك بناء أكبر شبكة للصرف الصحي في المياه العميقة تحت ممر سوتشو كريك، المكون من 15 كم من الأنابيب لتصريف مياه الأمطار عبر مساحة 58 كم مربع. كما نفذت مشروعا للتفريغ من الفيضانات في النهر بقيمة 40 مليار يوان، والتي ستمتد لمسافة 120 كيلومترا بين بحيرة تايهو ونهر هوانغبو في محاولة للتخفيف من خطر الفيضانات في بحيرة المنبع.
ويجري بناء جدران الوقاية من الفيضانات على طول الواجهة البحرية، وفي الأماكن التي يرتفع فيها ارتفاع النهر، يتم وعد أكثر من 200 كيلومتر عبر المناطق النائية في المدينة.
وهناك عدد قليل من المدن الأخرى في العالم لديها الكثير الذي يخسره من ارتفاع منسوب مياه البحر مثل ميامي، إذ سيتعرض حوالي 15 مليار دولار من الممتلكات الساحلية لخطر الفيضانات في غضون 15 عاما، ويجري العمل على قدم وساق لتخصيص 192 مليون دولار لتطوير محطات الضخ وتحسين الصرف وتربية الجدران البحرية، وفق ما نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية.