غياب التكنولوجيا يهدد بأخطاء تحكيمية جديدة في الدوري الإسباني
مرت بطولة الدوري الإسباني، بحلقة جدلية جديدة مع التحكيم أول أمس الأحد، بعد إلغاء هدف صحيح للاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي، نجم برشلونة، في مرمى فالنسيا، ما أثار نزاعا يبدو أنه سيتكرر مرارا طوال الموسم الجاري، أمام تنازل المسؤولين هناك طواعية عن الاستعانة بأدوات التكنولوجيا الحديثة.
وكانت الواقعة المذكورة على ملعب “المستايا”، معقل فالنسيا، في المباراة التي جمعت هذا الأخير مع برشلونة في المرحلة 13 للدوري الإسباني.
وأطلق ميسي قذيفة مدوية مع حلول الدقيقة 30 من المباراة من خارج منطقة الجزاء أخفق حارس فالنسيا في التعامل معها لتمر الكرة من بين قدميه وتتخطى خط المرمى قبل أن يخرجها بيده مرة أخرى.
وأنطلق لاعبو برشلونة للاحتفال بالهدف، ولكنهم فوجئوا بقيام فالنسيا، في الوقت الذي كان يلوم فيه الحارس نفسه على مسؤوليته عن الهدف، بشن هجمة مرتدة، بعدما قرر حكم اللقاء، إجناسيو أجليسياس فيانويبا، عدم احتساب الهدف واستكمال اللعب.
ولكي يزداد الموقف تعقيدا، لم يتمكن أي من مساعدي الحكم أيضا من رؤية الكرة وهي تعبر خط المرمى، الأمر الذي أثار غضب لاعبي برشلونة بشكل كبير.
وانتفضت الصحافة الموالية للنادي الكتالوني ضد هذه الواقعة، التي وصفتها صحيفة “سبورت” في عنوانها الرئيسي بـ “السرقة التحكيمية”، كما أكدت صحيفة “موندو ديبورتيفو” أن ما حدث يعد بمثابة “فضيحة”.
ومن جانبه، أشار ارنستو فالفيردي، المدير الفني لبرشلونة، بهدوئه المعهود، إلى أن فريقه تضرر هذه المرة من القرارات التحكيمية، كما استفاد منها في مرات سابقة.
وقال فالفيردي “نحن متفقون جميعا أن في هذه اللعبات الواضحة تكون تقنية الفيديو نافعة للغاية، قبل وقت قصير سجلنا هدفا في مالاجا رغم أن الكرة كانت قد تجاوزت خط الملعب، لقد استفدنا آنذاك وتضررنا هذه المرة”.
ومنذ سنوات وكرة القدم تستعين ببعض الأدوات التكنولوجية المختلفة لمساعدة الحكام في المواقف المثيرة للجدل، ومن أبرز هذه الأدوات تقنية خط المرمى، التي تنذر حكم اللقاء عندما تدخل الكرة إلى المرمى.
هذا بالإضافة إلى تقنية المقاطع المصورة “فيديو”، التي يتولى إداراتها أحد الحكام داخل غرفة معدة لذلك وتحتوي على العديد من الشاشات من أجل تنبيه حكم المباراة عند حدوث أي خطأ.
ولكن في إسبانيا لا يتم تطبيق أي من هاتين التقنيتين، رغم أن رابطة أندية الدوري الإسباني أكدت قبل انطلاق الموسم الجاري أنها ستستعين بتكنولوجيا خط المرمى، المعروفة أيضا باسم “عين الصقر”.
ويعد الدوري الإسباني البطولة الوحيدة الكبرى في القارة الأوروبية التي لا تستخدم هذه التقنيات لتحديد صحة الأهداف.
وطالب الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بالحصول على أربعة ملايين يورو (أربعة ملايين و800 ألف دولار) من أجل السماح للدوري الإسباني بتطبيق التقنيات التكنولوجية المذكورة، بيد أن رابطة الأندية الإسبانية اعتبرت أن هذه القيمة ثمنا مبالغا فيه.
وعلى الجانب الآخر، ادعى الاتحاد الإسباني لكرة القدم أن عزوفه عن تطبيق تقنية “الفيديو” يعود إلى عدم وجود فريق من الخبراء في هذا الأمر لديه.
ومؤخرا، أكد اتحاد الكرة الإسباني ورابطة أندية الدوري أن تقنية “الفيديو” سيتم تطبيقها في الموسم المقبل، على أن يتم تجربة هذه التكنولوجيا خلال الموسم الجاري.
ومن المقرر أن تتواجد تقنية “الفيديو”، على سبيل التجربة، في مباراة أتلتيكو مدريد أمام إلتشي في بطولة كأس ملك إسبانيا والمقرر إقامتها غدا الأربعاء.
وقال الفرنسي زين الدين زيدان أمس الثلاثاء: “جميعنا نعرف أن التكنولوجيا ستغير الوضع الحالي، وستكون نظاما يساعد في تحسين كرة القدم”.
ولكن حتى انطلاق الموسم القادم لن تحظى بطولة الدوري الإسباني بالمساعدة التي تقدمها التكنولوجيا من أجل الفصل في اللعبات المثيرة للجدل، كما هو الحال في هدف ميسي في مرمى فالنسيا.
ويفتح تنازل منظمي الدوري الإسباني بمحض إراداتهم عن الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة الباب على مصراعيه أمام حدوث فضائح جديدة تفجرها لعبات جدلية كتلك التي شهدتها مباراة السبت الماضي.
DPA