ثلاث أساطير شائعة تسمعها النساء الحوامل

يقال للسيدات الحوامل إنه يجب عليهن تغيير العديد من جوانب حياتهن، بدءا من تناول المزيد من الطعام وصولا إلى الحذر من الطيران، لكن ما هي الحقيقية؟

يمكن إعطاء النساء الحوامل جميع أنواع النصائح الغريبة عندما يعرف الأصدقاء والأسرة أنهن يتوقعن طفلا في المستقبل القريب.

وبينما تكون النية حسنة في الغالب، إلا أنه في العديد من الحالات تكون هذه النصائح مبنية على القليل من الأسس العلمية. وننظر هنا إلى الثلاث الأساطير الأكثر شيوعا.

تناول الطعام لشخصين

لا يتطلب إطعام الجنين العديد من السعرات الحرارية الإضافية. وحتى في الثلث الأخير من الحمل، وإضافة إلى التوصية بتناول ما قيمته 2,000 سعر حراري يوميا، تحتاج النساء إلى 200 سعر حراري إضافي يوميا من أجل الجنين. وهذا يعادل قطعة من الكعك أو ملعقة كبيرة من المايونيز.

ويمكن للنساء حتى اتباع نظام غذائي دون الإضرار بأطفالهن. وفي الواقع فقد وجد أن الحميات الغذائية الصحية الهادفة إلى إنقاص الوزن لها فوائد للأم والطفل. ووجد تحليل لـ 44 تجربة عشوائية، وبعد تجميع بيانات من أكثر من سبعة آلاف امرأة، أن اللواتي اتبعن الأنظمة الغذائية التي قدمت لهن زادت أوزانهن بمعدل أقل ممن لم يتبعن تلك الأنظمة بـ 3.8 كيلو غرام مع نهاية فترة الحمل.

وفي هذه الدراسات، أعطيت سيدات نظاما غذائيا تقليديا متوازنا، فيما أعطيت أخريات نظاما غذائيا منخفض السكر. ولم يحدث أي من النظامين فرقا في أوزان أطفالهن عند الولادة، ولكنه خفض بشكل حاسم من خطر الإصابة بتسمم الحمل.

آلام الحيض تختفي

إن مقدار الألم، إن وجد، الذي تعاني منه النساء خلال فترة الحيض يختلف كثيرا بين امرأة وأخرى، مع ندرة إصابة النصف المحظوظ من النساء به أو عدم المعاناة منه إطلاقا. وبالنسبة إلى اللواتي يعانين من ألم الحيض، فمن المطمئن التفكير أنه بمجرد الإنجاب لن يكون هناك المزيد من الألم، ولكن قد لا يكون الأمر بهذه السهولة.

إن شدة ألم الحيض لا يتغير بمرور السنوات، لكنه عادة ما يقل مع التقدم بالسن. وكثيرا ما يفترض أن هذا يعود إلى أن العديد من النساء لديهن أطفال. ولكن في عام 2006، أجرى فريق في تايوان دراسة على نساء فوق سن الـ 40، واستنتج أنه عندما يتقدمن بالسن تخف آلام الحيض، حتى لو لم يكن لدى أي منهن أطفال. وهذا يطرح السؤال عما إذا كان هو التقدم بالسن أم الإنجاب الذي يحدث الفرق.

وفي محاولة لتحديد ما يحدث، تابع نفس فريق الباحثين أكثر من 3.500 امرأة لمدة ثماني سنوات. وخلال تلك الفترة، كان لدى البعض منهن أطفالا والعديد منهن وجد أن آلام الحيض خفت بعد إنجاب الأطفال، إلا أن الأمر لم ينطبق على الجميع. ومن اللواتي أجريت لهن عمليات ولادة قيصرية، فإن 51 بالمئة منهن لم يكن راضيات بمستوى ألم الحيض بعد ذلك. وحتى اللواتي وضعن بطريقة طبيعية، قال 35 بالمئة منهن أنهن مازلن يعانين من ألم الحيض.

لذا، تساعد الولادة في التخفيف من آلام الحيض لدى بعض النساء، ولكن ليس جميعهن للأسف. ويعتقد الباحثون أن الولادات الطبيعية قد تكون أكثر فعالية في تخفيف الألم لاحقا لأن إصابات قاع الحوض قد تضر بالأعصاب التي تربط الرحم بجذع الدماغ، ما يعني أنه لا يمكن الشعور بالألم. ويتساءل الباحثون أيضا إذا ما كان الوضع الطبيعي يؤدي إلى إطلاق بطانة الرحم لمستويات أقل من البروستاغلاندينات المحتمل تحفيزها للألم مقارنة بعمليات الولادة القيصرية أو المبكرة.

ويشير مؤلفو الدراسة إلى أن اللواتي ما زلن يعانين من آلام الحيض، حتى بعد الولادة الطبيعية، قد تكون لديهن شيء غير معروف يسبب الألم، مثل حالة الانتباذ البطاني الرحمي.

تجنب الطيران

تمنع خطوط الطيران النساء من السفر خلال الفترة الأخيرة من الحمل، ليس بسبب خطورته على تطور الجنين أو على الأم، بل خشية الولادة على متن الطائرة، وهو أمر ليس جيدا لأي شخص معني به.

عندما يتعلق الأمر بالحمل المبكر، أطلقت دراسة فنلندية أجريت عام 1999 أجراس الخطر، ونظرت هذه الدراسة في بيانات على مدى سنوات عديدة ووجدت أن مضيفات الطيران اللواتي سافرن بين عامي 1978 و1994 كانت لديهن زيادة طفيفة في خطر الإجهاض. لكن الغريب في الأمر أن اللواتي سافرن بين عامي 1973 و1977 كان لديهن انخفاض طفيف في خطر الإجهاض.

وحتى في السنوات التي وجد فيها خطر متزايد، لم يكن واضحا ما إن كان ذلك يعود إلى أمر متعلق بالطيران أم إلى متطلبات الوظيفة. وفي الواقع، عندما قورنت مجموعة كبيرة من مضيفات الطيران بمجموعة من المعلمات في عام 2015، فإن خطر الإجهاض لم يكن أعلى.

وعندما فحص الباحثون سجلات مليوني رحلة جوية كان على متنها 673 مضيفة طيران ونظروا في أنماط أوقات العمل بالتفصيل، وجدوا أن اللواتي عانين من أكبر قدر من اضطرابات النوم كان لديهن خطر إجهاض أعلى من اللواتي كانت أنماط عملهن أسهل.

لذلك ومرة أخرى لا يبدو أن الطيران بحد ذاته هو المشكلة، بل الإخلال بالساعة البيولوجية الذي يتحكم بنا عند النوم.

وفي عام 2002، نشرت الكلية الأميركية لأطباء النساء والتوليد دليلا استرشاديا يقول إنه يتعين على النساء اللواتي يعانين من ارتفاع ضغط الدم الناجم عن الحمل أو زيادة خطر الولادة المبكرة أو سوء السيطرة على مرض السكري أن يحصلن على مشورة من أطبائهن قبل السفر جوا. ويتعين على أي امرأة تعاني من مشاكل صحية تتفاقم بسبب انخفاض مستويات الأوكسجين أن تفكر في أخذ الأوكسجين معها.

أما في المملكة المتحدة، فتنصح الكلية الملكية لأطباء النساء والتوليد بالتجول بشكل منتظم على متن الطائرة والتزود بالماء لتقليل خطر تجلط الأوردة الدموية، لكنها تؤكد مرة لأخرى على أنه لا يوجد دليل على أن الطيران يتسبب بالإجهاض أو الولادة المبكرة.

لذا، يبدو أن بعض النصائح التي تعطى للنساء عادة عند الحمل قد لا تكون سليمة. ولعل من الأفضل عدم الإفراط في تناول الطعام والشعور بحرية السفر بالطائرات إذا كنت تريدين ذلك، لكن عليك ألا تفترضي أنه بعد ولادة طفلك سوف تكون آلام الحيض شيئا من الماضي. قد تختفي، ولكن نكرر مرة أخرى أنها قد لا تختفي، وفق ما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.

شكرا للتعليق على الموضوع