يوميات دينا ابو الوفا … عارفين
الاختبار الحقيقى لمعزتنا وغلاوتنا عند الناس مش بيكون واحنا معاهم وقريبين منهم …
مش واحنا معاهم فى نفس الفصل ولا نفس المدرسة ولا نفس السكشن فى الجامعة ولا نفس المكتب فى الشغل ولا واحنا جيران جنب بعض والباب فى الباب …
لا لا …. لان وصل حبل الود فى الحالات دى من أسهل ما يمكن … لا بيكلفهم حاجه ولا بيتعبهم فى حاجة …
ما هو المسافة اللى بِنَا تكاد تكون معدومة !!وبالتالى وبأقل مجهود منهم ممكن نتخيل اننا فعلاً بنحتل مكانه كبيره فى قلوبهم و بالنسبة لهم حاجة مهمة وأساسية …
وشك فى وشه كتير ، “صباح الخير” سهلة، “مساء الخير” بسيطة، “اخبارك ايه”عادية ، “حوار فى السريع “ميضرش ، “خروجة تجمعكم فى إطار شغل او زمالة ووقت ظريف تقضوه مع بعض” مقدور عليه …
عشان كده الاختبار الحقيقى لوزننا وقيمتنا ومكانتنا عندهم بيكون لما نبعد ، لما نيجى لمفترق طرق والسكة تاخدنا فى اتجاه مختلف وتحدفنا أمواجها على البر التانى …
هنا بقى المستخبى بيبان …. لأنهم فى الحالة دى لازم يبذلوا مجهود مضاعف علشان يحتفظوا بيك فى حياتهم وتفضل فى إطارها …
مجهود يبتدى من لحظة ما تيجى على بالهم أساساً ويفتكروك بالخير وتتولد جواهم رغبة حقيقية للتواصل معاك…
تلاقيهم فجأة وبدون سبب وجيه يرفعوا عليك سماعة التليفون علشان يسمعوا صوتك ويطمنوا عليك … بس مش اكتر !!
يتابعوا اخبارك ويفرحوا لفرحك ويبقوا اول المهنئين، يمكن قبل الناس اللى حواليك وجنبك
ويحزنوا لحزنك ويبقوا اول ناس واقفه جنبك سنداك وفى ضهرك …
ومهما كانت الدنيا تلاهى ، تفضل فى لستة أولوياتهم ودائرة اهتماماتهم مهما حصل …
دايماً يخلقوا الوقت ليك .. لا فى حجج فارغة ولا أسباب واهية للبعد والنسيان …
اما بقى اللى فى بعد المسافات ، يبعدوا عنك تعرف علاطول ان المعزة كانت زايفه والغلاوة كانت كده وكده … كانت وقتية … معرفة مجرد معرفة وراحت لحالها …
يمكن وقت ما كانوا جنبك ، كانوا بيقربوا منك لشئ فى نفس يعقوب …
لهم مصلحة عندك مثلا ، من باب انهم كسبانين من وراك حاجة وقتية او حتى من باب انهم مش خسرانين حاجة من معرفتك … يعنى اهو اسم ضمن لائحة اسماء معارفهم الطويلة … اللى مسيرهم يحتاجوهم … مين عارف !؟!؟
يمكن من باب المجاملات الاجتماعية او الضرورة تقتضى ذلك ( انت مدرسه مثلا ، مديرة جايز ، احتمال زميله اللى اقدم منه وعنده خبره كبيره وحاجات تانيه كتير )
وأول ما طريق الحياة ياخدك لمحطة جديدة بعيدة تتنسى تتمحى من الذاكرة و كأنهم لا عمرهم شافوك ولا عرفوك …
هنا بقى اهم حاجة انك لا تزعل ولا تتأثر ولا تتخض ولا تتفاجأ ولا تتصدم ولا الكلام ده
بالعكس ده انت تفرح وتنبسط ….
لان البعد اظهرلك الحقيقة وغربلك الناس وبقيت عارف كويس اوى مين لازم يفضّل فى لستتك ومين يتشال وتفضى لغيره مكان …
اقرأ للكاتبة :