“هيومن رايتس”:حرس الحدود التركي يطلق النار على اللاجئين السوريين

أعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش، اليوم السبت، أن حرس الحدود التركية المغلقة مع سوريا يطلقون النار عشوائيا ويعيدون بشكل جماعي طالبي اللجوء السوريين الذين يحاولون العبور إلى تركيا.

ويفر السوريون من العنف المتزايد في إدلب بحثا عن ملجأ بالقرب من الحدود التركية، التي لا تزال مغلقة أمام الجميع، إلا الحالات الطبية الحرجة. نزح 247 ألف سوري إلى المنطقة الحدودية بين 15 ديسمبر/كانون الأول 2017 و15 يناير/كانون الثاني، وفقا للأمم المتحدة.

ونقلت هيومن رايتس ووتش في بيان لها عن لاجئين نجحوا في العبور إلى تركيا، عبر طرق التهريب، إن حرس الحدود التركي أطلقوا النار عليهم وعلى أخرين أثناء محاولتهم العبور إلى تركيا. في بعض الحالات، ضرب حرس الحدود التركية طالبي اللجوء الذين احتجزوهم وحرموهم من المساعدة الطبية.

وقالت لما فقيه، نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: “السوريون الهاربون إلى الحدود التركية بحثا عن الأمان واللجوء يُجبرون على العودة مرة أخرى بالرصاص وإساءة المعاملة. في الوقت الذي يشرد فيه القتال في إدلب وعفرين آلاف آخرين، من المرجح ازدياد عدد السوريين المحاصرين على طول الحدود الذين يرغبون في المخاطرة بحياتهم للوصول إلى تركيا”.

وتحدثت هيومن رايتس ووتش إلى 16 لاجئا سوريا دخلوا تركيا مع مهربين بين مايو/أيار وديسمبر/كانون الأول 2017، و15 شخصا في أورفا وغازي عنتاب جنوب تركيا، وآخر عن بعد.

وقال 13 شخصا إن حرس الحدود التركية أطلقوا النار عليهم أو على غيرهم من طالبي اللجوء الفارين أثناء محاولتهم العبور بينما لا يزالون في سوريا، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص، من بينهم طفل، وإصابة عدد آخر.

ونقلت هيومن رايتس ووتش عن شهود، إن حرس الحدود التركي في معابر حدودية أخرى أطلقوا طلقات تحذيرية في الهواء لكنهم لم يستهدفوا طالبي اللجوء مباشرة.

وقال شهود عيان إن حرس الحدود التركية اعتدوا على طالبي اللجوء المحتجزين. وصف الذين قوبلوا معاملة مختلفة في نقاط العبور المختلفة، إلا أن شهاداتهم عن المعاملة في كل نقطة كانت متسقة. في 7 حالات، قال الذين قوبلوا لـ هيومن رايتس ووتش إن حرس الحدود التركي لم يقدم العلاج الطبي لطالبي اللجوء المحتجزين عندما طلبوه أو كانوا بحاجة ماسة إليه، وبدلا من ذلك أعادوهم إلى سوريا.

وقالت 12 عائلة تحدثت إليها هيومن رايتس ووتش عبرت بالقرب من مخيم النازحين السوريين في الدرية، بالقرب من مدينة دركوش إنه عندما قبض عليهم حرس الحدود التركية وضعوهم في ساحة كبيرة، وبقوا فيها إلى أن تم جمع ما يكفي من الناس لإرسالهم إلى سوريا. قدرت 3 عائلات أن العدد في الساحة يمكن أن يصل إلى ألف شخص وعادة ما يكون فيها مئات.

وصف الذين قوبلوا رحلاتهم عبر الحدود إلى تركيا بأنها شاقة وخطيرة. بصرف النظر عن خطر إطلاق النار عليهم من قبل حراس الحدود، وصفوا التضاريس المزروعة بالألغام الأرضية، المرتفعات الحادة، والمسارات الضيقة على طول الوديان. قالوا إنهم دفعوا للمهربين ما بين 300 و8 آلاف دولار للشخص الواحد للوصول إلى تركيا، وفي كثير من الحالات استنفذوا مواردهم.

واستقبلت تركيا حوالي 3.5 مليون سوري، لتستضيف أكبر عد من اللاجئين أكثر من أي بلد آخر. منحت تركيا كثير منهم حماية مؤقتة، وسعت إلى توفير الخدمات الأساسية لهم، بما فيها الرعاية الطبية والتعليم. مع ذلك، لا تعفي استضافة تركيا السخية لأعداد كبيرة من السوريين من مسؤوليتها في مساعدة الذين يسعون إلى الحماية على حدودها.

وقالت هيومن رايتس ووتش إنه على الشركاء الدوليين لتركيا – بما فيه الاتحاد الأوروبي، الذي أبرم اتفاقا مع أنقرة بشأن الهجرة بهدف وقف الهجرة إلى الاتحاد الأوروبي – الضغط على تركيا لإبقاء حدودها مفتوحة أمام اللاجئين، وتقديم الدعم المالي لدعم جهود تركيا، وتقاسم المسؤولية عن طريق زيادة إعادة توطين اللاجئين من تركيا، ومنع الإعادة إلى سوريا.

وقالت لما فقيه “الظروف في سوريا ليست آمنة لعودة اللاجئين. مع مساهمة القتال بعفرين في أزمة النزوح المتزايدة في سوريا، على تركيا أن تسمح لآلاف السوريين اليائسين الذين يلتمسون اللجوء بعبور الحدود”.

شكرا للتعليق على الموضوع