للمرة الأولى منذ ثلاثة أشهر.. “بتكوين” تتراجع إلى أدنى مستوى
شهدت أسعار عملة “بتكوين”، اليوم الثلاثاء، انخفاضًا إلى أدنى مستوى لها منذ ثلاثة أشهر مع خسارته 20% من قيمتها، بينما اعتبر حاكم مصرف التسويات الدولية انه فقاعة مضاربات، مشددًا على ضرورة أن تقوم السلطات بحماية ثقة السكان في النظام المالي.
ووفقًا لشبكة “بلومبورغ” الإخبارية، فإن تراجع البتكوين إلى 6100 دولار للمرة الاولى منذ اواسط تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وذلك في تناقص كبيرًا مع صعودها الصاروخي بـ26 ضعفًا قبل عام.
ويأتي تراجع الثلاثاء بعد ستة أسابيع على ارتفاع سعر الصرف إلى رقم قياسي من 19,511 دولار بدفع من المتعاملين الذين تهافتوا لتحقيق ربح سريع، وذلك وسط تحذير من انه يمكن ان يتراجع بنسبة 50% إضافية.
ومنذ ذلك الحين تعرضت أسواق العملات الرقمية التي تشمل العشرات من العملات الاخيرة غير البتكوين لضربات تمثلت بتشديد القيود الحكومية في الهند وكوريا الجنوبية احد اكبر اسواق هذا القطاع.
وأعلنت الهند: أنها “ستتخذ كل الاجراءات لإلغاء” استخدام العملات الرقمية كجزء من نظام التسديد ولتمويل نشاطات مشبوهة بينما داهمت السلطات اليابانية مكتب للتداولات الافتراضية بعد ان تمت سرقة 530 مليون دولار منها اثر عملية قرصنة.
وأعربت المصارف المركزية في أوروبا واليابان والولايات المتحدة عن القلق ازاء هذه العملة وشهد الأسبوع الحالي اعلان العديد من المصارف انها ستتوقف عن السماح لزبائنها بشراء البتكوين من خلال استخدام بطاقاتهم الائتمانية لتفادي تراكم الديون.
وعلق مسؤول المداولات في آسيا المحيط الهادئ لدى مكتب اواندا للخدمات المالية المتخصص في اسواق العمل ستيفن اينيس لوكالة فرانس برس “وراء هذا الميل تشدد في الضوابط وتراجع ثقة المستثمرين في العملات الافتراضية”، خصوصا بعد قرصنة منصة “كوين تشك” اليابانية للصيرفة.
وزاد من حدة التراجع الثلاثاء الخسائر الكبيرة في الأسواق المالية في العالم اذ سجل مؤشر داو جونز اكبر خسارة له في النقاط في يوم واحد ما أفقده كل الارباح التي حققها خلال العام 2018.
ونقلت وكالة “فرانس برس″، عن اينيس: إنه “من المبكر جدًا إقامة رابط بين اداء الأسواق المالي والبتكوين لكن من الواضح ان العملات الرقمية تبدي اليوم نفس ميول الذعر التي تعانيها الاسواق المالية”.
وندد حاكم مصرف التسويات الدولية اوغستان كارستنز الثلاثاء بالبتكوين، معتبرًا انه فقاعة مضاربات.
وأكد ضرورة ان تقوم السلطات بحماية ثقة السكان في النظام المالي.
ومع ان كارستنز اقر بان نية مطوري البتكوين كانت ايجاد نظام بديل للدفع يكون بعيدا عن الحكومات الا انه تحول “الى مزيج من فقاعة ومن نمط بونزي الاحتيالي وكارثية بيئية”.
وأشار خبراء لدى مكتب “ميرابو سكيوريتيز” في جنيف ان الأسبوع الماضي كان “الاسوأ للبتكوين منذ كانون الثاني/يناير 2015″، فقد قامت السلطات النقدية والجهات الفاعلة على الصعيد المالي في كل انحاء العالم بتشديد الضوابط على العملات الافتراضية في الأيام الأخيرة.
في الصين حيث اضطرت منصات التبادل الى وقف عملياتها في أيلول/سبتمبر، تسعى السلطات الى انهاء اي تبادلات في عملات رقمية لا تزال مستمرة، بحسب ما أوردت وسيلة اعلام رسمية الاثنين. كما منعت السلطات الوصول الى منصات التبادل.
وتابع كارستنز ان تقلبات اسعار العملات الرقمية يقوض فائدتها للتبادلات أو الايداع وبالتالي يحصر استخدامها على ما يبدو بانها وسيلة لنقل الاموال لدى المجرمين، ودعا الى الحذر من السماح لمثل هذه العملات بـ”استغلال” النظام المالي من خلال اقامة روابط مع حسابات مصرفية عادية.
وقال دايسوكي ياسوكو من معهد “دايوا” للابحاث لوكالة “فرانس برس″، إن تراجع البتكوين “مرده خصوصا إلى رغبة السلطات الصينية في تشديد الضوابط على العملات الرقمية”.
ومن المقرر ان يتم البحث في مسألة العملات الرقمية خلال القمة المقبلة لمجموعة العشرين في أذار/مارس حيث سيعرض وزيرا المالية الفرنسي والألماني مقترحات مشتركة حول الضوابط التي يمكن فرضها على العملات الافتراضية.