كاتب أمريكي يكشف سر صراع ابن سلمان مع “صديق أمريكا الاستخباراتي”
“ليس حلفا مسلم به”، تلك هي الرسالة التي وجهها الكاتب الأمريكي ديفيد إغناتيوس، إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن أي حلف يبرمه مع أية دولة في الشرق الأوسط.
وتطرق الكاتب الأمريكي في مقاله بصحيفة “واشنطن بوست” إلى الأسباب والأسرار التي تقف وراء الصراع السعودي الأردني في الفترة الأخيرة.
وأرجع إغناتيوس، تلك الخلافات إلى 3 أسباب رئيسية، وفقا لما نقله الكاتب على لسان مسؤول أردني، رفض الكشف عن هويته، والتي جاءت على النحو التالي:
أولا: رفض الأردن إرسال قوات برية للمشاركة في الحرب الدائرة في اليمن.
ثانيا: اعتراضه على قرار المقاطعة، الذي فرضته المملكة والإمارات والبحرين ومصر، على قطر، بسبب تضرر نحو 50 ألف عامل أردني يعملون في الدوحة.
ثالثا: رفض عمّان الاشتراك في الحملة، التي شنتها دول عربية عديدة على “الإخوان المسلمين”، بسبب احتواء الاستخبارات الأردنية للجماعة وأنشطتها في البلاد، ما حرمها من أي أنياب يمكن أن تشكل تهديدا على الأردن.
صديق استخباراتي
ووصف إغناتيوس الأردن، بأنه “الصديق العربي الخاص لأمريكا”، خاصة وأن حلفه مع الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة الاستخباراتي كان له آثار إيجابية عديدة في الحرب على الإرهاب.
وأوضح أن الاستخبارات الأردنية كانت مركزا متقدما لكافة العمليات ضد التنظيمات الإرهابية، لذلك لا ينبغي أن يخسر ترامب مثل ذلك التحالف بسهولة، وسط منطقة متغيرة ومتقلبة بصورة كبيرة، والقول للكاتب الأمريكي.
وتابع: “الأردن، الذي يعد الحليف الأهم لأمريكا في المنطقة، يقف حاليا أمام تحد جديد، يتمثل بعلاقاته مع السعودية، ولكن ترامب بتشجيع من إسرائيل يواصل التحالف مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، ما دفع بعض الأردنيين أن يشعروا أن واشنطن بدأت تتناسى الحلف المبرم بينهم”.
ومضى: “على ترامب أن يدرك أن الاستخبارات الأردنية لعبت أدوارا متقدمة في الحرب على الإرهاب، وأسهمت في تجنيد عدد كبير من العملاء في أماكن لم يكن يوما تحلم الولايات المتحدة بالوصول إليها”.
الفضاء السياسي
وفند الكاتب الأمريكي الوضع قائلًا إن ابن سلمان تحرك لاحتلال “الفضاء السياسي”، الذي كان يحتله الأردن، لإعادة تسويق المملكة كـ”صوت” جديد للإسلام المعتدل، وهي المهمة التي كانت منوطة بالأردن منذ عقود طويلة.
وأشار إلى أن هذا قد يكون “سببا خفيا” آخرا للصراع الدائر بين البلدين، علاوة على أن ولي العهد السعودي، سعى لأن تكون المملكة أيضا هي “عامل التغيير” في العالم العربي، وهو أيضا دور كانت تمارسه عمّان.
وطرح ابن سلمان، بحسب إغناتيوس، نفسه بدعم من ترامب، على أنه “الخيار المناسب” لصفقة التسوية النهائية بين إسرائيل وفلسطين، وهو ما أثار بدوره قلق الجانب الأردني.
لكن ما فجر الوضع، والقول للكاتب الأمريكي، هو قرار ترامب “التخريبي”، الذي يمتثل في اعتراف بلاده بأن القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، وهو القرار، الذي أثار عاصفة انتقادات كبيرة.
ونقل الكاتب عن مسؤول أردني، وصفه بـ”الرفيع″، قوله: “الوضع غير مسبوق، والأحداث تتسارع بصورة كبيرة، والغموض سيد الموقف حاليا، ولا ندرك متى سيتوقف ذلك الصراع السعودي الأردني”.
واختتم إغناتيوس مقاله: “استمرار الدعم والحلف الأمريكي مع الأردن، لا يزال عاملا مهما بالنسبة للمنطقة كلها، ومن غير المتوقع ألا يوقع ترامب مذكرة التفاهم الجديدة في 13 فبراير/ شباط، والتي سيحصل بموجبها الأردن على مساعدات مالية جديدة لنحو 5 سنوات مقبلة، والتي ستكون بمعدل 1.5 مليار دولار سنويا”، وفقًا لوكالة “سبوتنيك” الروسية.