اغتيال الجزائريين في فرنسا.. تفاصيل جديدة في القضية الغامضة

شنت الشرطة الفرنسية حملة أمنية كبيرة في أول رد فعل ميداني، حيال جرائم القتل التي استهدفت 12 جزائريا في أقل من شهرين.

وقالت صحيفة “الشروق” الجزائرية، إن الشرطة داهمت حيا يدعى “ميكوكولي” بالمقاطعة 14 بمدينة مارسيليا، بعد أن شهد العديد من عمليات الاغتيال التي استهدفت أفراد الجالية الجزائرية بفرنسا بشكل متتال.

وأسفرت عملية المداهمة عن توقيف 20 شخصا مشتبها فيهم بالضلوع في هذه الجرائم، وضبط 42 كلغ من مخدر “راتنج القنب”، بالإضافة إلى 3 كلغ من الحشيش الخام، و3 كلغ من الكوكايين، ومسدسين وبندقية صيد.

وتأتي هذه الحملة بعد أسبوع من الوقفة التي نظمها أفراد من الجالية الجزائرية المقيمين بمدينة مرسيليا، أمام مقر القنصلية العامة الجزائرية بمارسيليا، والتي طالبوا فيها بضرورة التحرك على مختلف الجبهات لوضع حد لسلسلة الاغتيالات الغامضة.

وكان موقع “أوبزرف ألجيري” الجزائري قال إن السلطات الفرنسية لم تتوصل لمتهم واحد حتى الآن، لكن الصحف الفرنسية والجزائرية رجحت أن تلك “المجزرة” حدثت بسبب خلاف بين عائلتين جزائريتين للسيطرة على تجارة المخدرات في جنوب فرنسا، حيث توجهت عائلتي الرمضانية والطير إلى فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة.

وبدأت الحرب بين العائلتين وهما من ولاية “خنشلة” أيضا، بعدما قام أفراد من عائلة الرمضانية باختطاف وتعذيب شخص وزوجته من العائلة الأخرى متسببين في مقتل طفلهما، وكانت تلك الحادثة هي الشرارة التي أشعلت الحرب بين العائلتين، ففي 2011 عثر على 5 أشخاص من العائلة الأولى “الرمضانية” مقتولين، وهو ما يؤكد وجود نية للثأر بين العائلتين.

وتعقد الأمر منذ عام تقريبا حيث وجد “المهدي” كبير تجار مخدرات عائلة الرمضانية مقتولا بـ50 رصاصة في مدينة مارسيليا، وبالرغم من كون العائلتين أصدقاء وتربطهم علاقات قوية في الماضي بل درس معظمهم في مدرسة واحدة تقريبا، إلا أن الأموال والمخدرات فرقت العائلتين بشكل كبير، حسبما قالت سيدة من عائلة الرمضانية، بحسب صحيفة “ليكسبريس” الفرنسية.

لكن الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، اتهمت منظمة موالية لليمين المتطرف بفرنسا بالوقوف وراء عمليات الاغتيال المتتالية لجزائريين هناك.

وأكد بيان للرابطة أنه تم “تسجيل جرائم قتل متنوعة في أقل من شهرين، هزت عدة مناطق فرنسية منها مرسيليا، ليون وباريس، حيث أحصت الجالية مقتل 10 أشخاص، 7 منهم ينحدرون من ولاية واحدة هي خنشلة”، بحسب صحيفة الشروق الجزائرية.

وأضاف البيان أن “الجرائم، التي راح ضحيتها جزائريون، ليست مرتبطة بتصفية حسابات من طرف جمعية أشرار”، وذلك في رد على ما نشرته الإذاعة الجزائرية عن مصدر بالقنصلية اغلجزائرية في فرنسا قال إن “الأمر يتعبق بتصفية حسابات”.

وأضافت الرابطة أن المسؤول هو “حركة فرنسية تتبنى فكر اليمين المتطرف الفرنسي تسمى نفسها (وايس) دعت في فيديوهات إلى قتل الجزائريين والاعتداء على المسلمين”.

 وذكرت المنظمة أن هذا الوضع “يبرز ظهور جيل جديد من المتطرفين في فرنسا، نتيجة إلى تحريض إعلامي فرنسي وازدواجية المعايير المتبعة تجاه قضايا الجزائريين والعرب، أو تناول القضايا التي يكون أحد طرفيها عربيا”.

وتعيش الجالية الجزائرية في فرنسا حالة من الهلع والفزع، هذه الأيام، بعد تسجيل جرائم قتل متنوعة، حيث بلغ عدد المغتالين 12 شخصا، بحسب وسائل إعلام جزائرية. (اضغط لمعرفة تفاصيل ما يجري للجزائريين في فرنسا).

وقال سفير الجزائر في فرنسا، عبد القادر مسدوة، في تصريح مكتوب إلى “الشروق”: “إن السفارة الجزائرية في فرنسا والقنصلية العامة بمرسيليا تتابعان مجريات هذه الاغتيالات الشنيعة، نجري اتصالات يومية مع السلطات المحلية في انتظار نتائج التحقيقات والتحريات من قبل المصالح الأمنية والقضائية الفرنسية، التقينا بمسؤولي المدينة ووعدونا بتزويدنا بمعلومات حالما تصلهم مستقبلا”.

وكان مصدر بالقنصلية لجزائرية في فرنسا قال إن الاغتيالات التي طالت جزائريين في فرنسا، لا تتعدى 7 ضحايا جزائريين فقط، بسبب “تصفية حسابات”.

وأفاد المصدر في تصريحات نقلتها الإذاعة الجزائرية، بأن الأعداد التي تتداولها وسائل الإعلام خطأ، وأن الصواب أنهم 7 ضحايا جزائريين وضحية تونسية وضحيتين من فرنسا”، موضحا أن التحقيقات حول هذه الاغتيالات “لا تزال جارية”، وفقًا لوكالة “سبوتنيك” الروسية.

شكرا للتعليق على الموضوع