التلغراف وأبرز افتتاحيات ومقالات الصحف العربية

ركزت اهتمامات الصحف العربية، الصادرة اليوم الأربعاء، على عدة مواضيع أبرزها، القضية الفلسطينية، والملف السوري، وقرار المغرب قطع علاقاته مع إيران، واجتماع دورة المجلس الوطني الفلسطيني، والاتفاق النووي الإيراني، والانتخابات التشريعية العراقية ليوم 12 مايو الجاري.

ففي مصر، كتبت صحيفة (الأهرام)، في مقال لأحد كتابها بعنوان “أطراف مبتورة وأحلام محطمة”، أن استهداف القناصة الإسرائيليين سيقان المتظاهرين الفلسطينيين في المنطقة الحدودية لقطاع غزة مع إسرائيل، أدى الشهر الماضي، في سياسة واضحة، إلى بتر سيقان 17 فلسطينيا جميعهم من الشباب دون العشرين عاما، حيث أصيب منذ بدء الاحتجاجات الشهر الماضي، بهذه الصورة الممنهجة، أكثر من 2200 فلسطيني بإصابات بالغة في الساقين.

وأضاف أن منظمة أطباء بلا حدود سجلت، بخصوص هذه الإصابات في السيقان، مستوى أكثر قسوة من تدمير العظام والأنسجة وجروح هائلة الحجم، بما يؤكد الحاجة الضرورية إلى مراجعة الأدلة وقواعد الاشتباك التى يستخدمها الجيش الإسرائيلي، ومعرفة طبيعة الطلقات التى يستخدمها القناصة التي تسمح بهذه الإصابات الجسدية البالغة التي يصعب أن تنشأ عن رصاص عادي يؤدي إلى سحق العظام وتدميرها وقطع الأوردة وتمزيق الشرايين.

وبخصوص الملف النووي لكوريا الشمالية، كتبت الصحيفة ذاتها، في مقال لأحد كتابها، أن “كوريا الشمالية الآن في موقف تفاوضي قوي مع الولايات المتحدة وحلفائها، حيث يهدف النظام إلى رفع العقوبات الدولية عليه وإنهاء عزلته في المجتمع الدولي، والحصول على دعم اقتصادي وسياسي دولي وإقليمي، إضافة إلى الحصول على ضمانات بعدم إسقاطه من جانب الولايات المتحدة، وفي المقابل اعتبرت الإدارة الأمريكية أن سياسة العصا المتمثلة في فرض أقصى العقوبات والضغوط قد أتت أكلها، ولذا أبدت مرونة للتفاوض مع كوريا الشمالية، حيث يهدف ترامب إلى توظيف نزع البرنامج النووي لكوريا الشمالية كأحد أبرز إنجازاته في السياسة الخارجية. لكن المشكلة، يضيف كاتب المقال، “أن سياسة الجزرة مع كوريا الشمالية تواجه تحديات كبيرة، أبرزها طبيعة الصفقة التي ستفضي إلى إغلاق هذا الملف نهائيا، بمعنى مدى تحقيق كل طرف لأهدافه، فكوريا لن تتنازل عن برنامجها النووي والصاروخي الذي أنفقت عليه المليارات عبر السنوات الماضية دون الحصول على مقابل ضخم من أمريكا وحلفائها، وإدارة ترامب لن تقبل بأقل من النزع الكامل للسلاح النووي الكوري الشمالي.

وفي الشأن السوري، كتبت صحيفة (الوطن)، في مقال لأحد كتابها، أن سوريا أصبحت “مركزا للصراع بين القوى العظمى في العالم في سباق محموم على فرض النفوذ على الأرض بالاعتداء العسكري من تركيا واحتلال عفرين ومناطق من شمال سوريا، أو بالقواعد العسكرية الروسية أو بالضربة الجوية الأمريكية البريطانية الفرنسية على منطقة دوما، أو بنفوذ المليشيات المسلحة المدعومة من إيران وتلك الجماعات الإرهابية الداعشية”.

وأضاف كاتب المقال، أن الشعب السوري من المدنيين المسالمين يبدو في “أبشع حالات الاستغلال والاستنزاف والقهر، فهو مقتول ومحاصر من الجميع ومشرد بالملايين في الداخل والخارج”، مشيرا إلى أن “الحل في سوريا سياسي، وهو ما يتطلب وقفا كاملا للعمليات العسكرية”.

وفي الإمارات، أبرزت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها قرار المغرب قطع علاقاته مع إيران بسبب الدعم العسكري لحليفها حزب الله ل(البوليساريو)، مضيفة أن هذا القرار “الموثق بالأدلة والقرائن لاقى دعما عربيا سريعا من الدول التي تريد مصلحة الأمة انطلاقا من مواقف تاريخية ثابتة تقوم على دعم القضايا الوطنية للأشقاء خاصة ما يتعلق بالأمن القومي الذي يعتبر خطا أحمر ضد أي تهديد كان، ومن هنا كانت الإشادة الواسعة بموقف المغرب وسرعة قطع العلاقات مع إيران (..) لتكون الرسالة واضحة أن لا تهاون مطلقا مع العبث بالاستقرار الذي تنعم به المملكة المغربية، ولا يمكن أن تمر نوايا إيران ومراميها دون رد موجع وحاسم”.

وأضافت” لابد من الإشادة بالقرار الذي اتخذه المغرب الشقيق والمتمثل بقطع العلاقات” مع إيران بعد “قيام مليشيات (حزب الله) الإرهابية، ذراع إيران بتهريب السلاح إلى (البوليساريو) وتشكيل مليشيات وتدريبها بقصد القيام بعمليات إرهابية في المغرب، فكان القرار الشجاع والحاسم واتخاذ ما يلزم لوضع حد لانتهاك عدواني مقزز ” .

وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (الاتحاد) في مقال لأحد كتابها بعنوان “سياسات تقاسم الكعك ت هدد العرب” أن مواجهة الأطماع الإقليمية، والمصالح الدولية، في العالم العربي تتطلب “رؤى جديدة تنبثق من الروح الإيجابية التي ظهرت في قمة الظهران، والمواقف التي وردت في الإعلان الصادر عنها، مضيفة أن سياسات القوى الإقليمية، التي تتبع سياسات تمدد وتوسع، دخلت “مرحلة جديدة يمكن أن يكون عنوانها السعي إلى تحويل بلدان عربية إلى كعك يجري تقاسمه. وإذا لم تسرع الدول العربية الأكثر حرصا على مواجهة هذه السياسات إلى بلورة رؤى جديدة لمواجهتها، والحد من أخطارها، ستكون القوى الدولية التي توجد قواتها في المنطقة شريكا في عملية تقاسم الكعك العربي”.

واعتبرت الصحيفة في هذا السياق، أن سوريا قد تتحول إلى “كعكة يجري التهامها بطريقة غير معهودة في غياب العرب حتى الآن”، مضيفة أنه ورغم أن خطر تحول كل من العراق واليمن إلى كعكتين أخريين يبدو أقل منه في حالة سوريا، وكذلك ليبيا، فإنه يظل قائما طالما استمرت سياسة التمدد الإقليمي التي تتبعها إيران اعتمادا على أذرع محلية تابعة لها”.

من جانبها، أبرزت صحيفة (البيان) في مقال لأحد كتابها بعنوان “القمة الكورية والنفق الإيراني المظلم” الترحيب العالمي ب”القمة التاريخية” التي جمعت رئيسي كوريا الجنوبية مون جيه إن، وكوريا الشمالية كيم جونج أون، معتبرة أن هذه القمة تشكل منعطفا مهما في نزع فتيل التوتر في شبه الجزيرة الكورية.

وأضافت أن هذه القمة، تعتبر شيئا مختلفا في طريقة إدارة أزمة سياسة دولية يفترض أن لها انعكاسا في أزمة شبيهة في منطقة الشرق الأوسط التي “تعاني احتقانا سياسيا سببه توسيع تعنت نظام (الملالي) في إيران وعناده في الاستفادة من الفرص التي تمنح له”.

وفي الأردن، علقت صحيفة (الدستور) على الهجوم الصاروخي الذي استهدف قبل أيام مواقع سورية، مشيرة في مقال إلى أنه رغم أن الحكومة (الأردنية)، نفت بشكل رسمي أن تكون حلقة العدوان الجديد على سورية، قد انطلقت من الأراضي الأردنية، كما راج على صفحات التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإخبارية العالمية، إلا أن هناك من لا يزال يشك في ذلك.

وأشارت في هذا الصدد إلى أنه لا مصلحة أردنية في انطلاق أي طائرات أو صواريخ تجاه سورية من الأراضي الأردنية، والأهم من ذلك، تضيف الصحيفة، أن الخبر الرسمي الصادر عن سورية وجيشها لم يحدد الجهة التي انطلقت منها هذه الصورايخ وهي تعرف حكما مصدر إطلاقها.

وفي موضوع آخر، اهتمت (الرأي) باجتماع المجلس الوطني الفلسطيني الذي انعقد أول أمس برام الله، مشيرة في مقال إلى أن الأوضاع الفلسطينية، بعد كل هذا التعثر الذي شهدته عملية السلام وفقا لاتفاقيات أوسلو (…)، باتت تستدعي إنعاشا للشرعية الممثلة في هذا المجلس الذي من المفترض أن تنبثق عن اجتماعه هذا قيادة جديدة تقود العمل الفلسطيني في كل هذه المنعطفات الخطيرة والمستجدات التي تستدعي قرارات حاسمة وصارمة وشجاعة.

وفي الشأن المحلي، تناولت (الغد) العلاقات الأردنية- اليابانية، مشيرة إلى أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، اتفقا خلال مباحثات عقداها أمس، على تقوية العلاقات بين البلدين لتصل إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية في المجالات السياسية والاقتصادية.

وأضافت الصحيفة أن الجانبين، شددا على أهمية المضي قدما في الإرتقاء بمجالات التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، وزيادة حجم الاستثمارات اليابانية في المملكة في عدد من القطاعات الحيوية.

وفي البحرين، كتبت صحيفة (الوطن)، في مقال رأي، أنه قبل نحو عشرة أيام على القرار المرتقب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إعلان انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران “يبدو أن طهران صارت مطوقة أكثر من أي وقت مضى باتفاق نووي جديد يلتف حول عنقها”، لاسيما مع التوافق الواضح بين واشنطن وتل أبيب حول ضرورة كبح جماح “إيران النووية”، وكذا التصريحات التي يطلقها ترامب بين الفينة والأخرى والتي تخلو من الحديث عن كون الاتفاق النووي مع إيران ” فظيع وسيء”.

وأوضح كاتب المقال أنه لتحقيق هذه الغاية سعى ترامب إلى استمالة حلفائه الأوروبيين، لاسيما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، بشأن ضرورة التوصل لاتفاق نووي جديد سعيا إلى الحد من نفوذ طهران الإقليمي وكبح برنامجها الصاروخي، وهو ما سعت إليه الدول المؤيدة للاتفاق من خلال “خنق” إيران بعقوبات جديدة مع الاحتفاظ بالاتفاق، مشيرا إلى أن ذلك دفع إيران إلى الرد بسرعة على تهديدات ترامب بـ “التحذير من قدرتها على تخصيب اليورانيوم لمستوى أعلى مما كان عليه قبل التوصل للاتفاق النووي”.

وأبرز الكاتب أن ما زاد من احتمالات التحرك نحو إلغاء واشنطن للاتفاق النووي مع طهران هو ما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء أول أمس الإثنين حول امتلاك تل أبيب ” أدلة قاطعة على وجود خطة سرية يمكن لإيران تفعيلها في أي وقت لامتلاك القنبلة الذرية”، وذلك قبل نحو عشرة أيام من “استحقاق ترامب”، مؤكدا أن مايبدو في الأفق هو أن “إيران ستطوق باتفاق نووي جديد يلتف حول عنقها لتشديد الضغوط عليها في محاولة للحد من نفوذها الإقليمي وكبح جماح برنامجها الصاروخي والباليستي”.

من جهتها، أبرزت صحيفة (أخبار الخليج) أن الأوساط السياسية في العراق تترقب صدور توضيحات عن مكتب المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني تتعلق بمشاركة الحشد الشعبي في الانتخابات العراقية المقرر إجراؤها في ال 12 من الشهر الجاري، موضحة أن تلك التوقعات تأسست على حديث أدلى به ممثل السيستاني حول رفض الأخير استخدام الحشد الشعبي كورقة انتخابية.

وأضافت أنه في حال إصدار السيستاني توجيهات بمنع منتسبي الحشد من المشاركة في الانتخابات، فإن ما يقرب من 20 إلى 30 شخصية منضوية كلها تحت ” ائتلاف الفتح ” الذي يرأسه هادي العامري، ستنسحب من التنافس الانتخابي، ما يفتح الباب واسعا أمام حيدر العبادي للظفر بولاية حكومية ثانية، مشيرة إلى أن توضيحات من المرجعية الدينية حول الانتخابات يرتقب أن تصدر يوم الجمعة المقبل.

وفي لبنان كتبت (الجمهورية) أن رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، أكد أمس أمام الرئيس الفلسطيني، محمود عباس برام الله بالضفة الغربية المحتلة، أن بلاده لن تنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، رافضا بذلك أن يحذو حذو واشنطن، التي ستنقل سفارتها إلى القدس في 14 مايو الجاري.

وفي نفس السياق، أوردت (اللواء) أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أعلن مجددا أمس، أنه ربما يذهب إلى القدس المحتلة، حيث ستنقل الولايات المتحدة سفارتها إليها من تل أبيب خلال شهر ماي الجاري، وذلك “بعدما اعترف في السادس من دجنبر الماضي بالقدس بشقيها الشرقي والغربي عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها”.

وفي الشأن الإقليمي، أوردت (المستقبل) أن البيت الأبيض أفاد أن الاتفاق الذي أبرم بين إيران والدول الـخمس دائمة العضوية بالإضافة لألمانيا في 2015، هدف إلى كبح تطوير طهران أسلحة نووية عقد بناء على ادعاءات كاذبة.

ونقلت الصحيفة عن المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، في بيان صحفي قالت فيه إن “المشكلة هي أن الاتفاق أبرم بناء على ادعاءات كاذبة تماما، وأن إيران كذبت في البداية، لأن برنامجها النووي كان أكثر تقدما مما أشارت إليه وقت التفاوض على الاتفاق في 2015″، مضيفة أن الإيرانيين “كانوا غير أمناء وبالتالي فإن الاتفاق المبرم جرى التوصل إليه بناء على أمور لم تكن دقيقة. ولاسيما حقيقة أن القدرات النووية الإيرانية كانت أكثر تقدما وتطورا بكثير مما أشاروا إليه”.

شكرا للتعليق على الموضوع