التلغراف وأبرز افتتاحيات ومقالات الصحف العربية

التلغراف – الصحافة العربية : تركزت اهتمامات الصحف العربية الصادرة، اليوم الأربعاء، على جملة من المواضيع، أبرزها العلاقات المصرية- الأوغندية، والقضية الفلسطينية، وقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران ،والانتخابات النيابية في لبنان ،والأزمة السورية .

ففي مصر ، اهتمت الصحف المحلية بالزيارة التي يقوم بها، حاليا، الرئيس الأوعندي يوري موسيفيني للقاهرة حيث كتبت (الأهرام) ، في افتتاحيتها، أن هذه الزيارة عكست “حجم التطور في الشراكة الاستراتيجية المصرية ـ الأوغندية على مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، وفقا لقاعدة المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة التى تعود بالنفع على الشعبين المصري والأوغندي”.

وأضافت أن العلاقة بين البلدين تمثل “نموذجا بارزا” لعلاقات مصر مع الدول الافريقية ودول حوض النيل القائمة على توسيع وتطوير مجالات التعاون ومأسستها في إطار يضمن لها التراكم والتطوير المستمر، مشيرة إلى أنه رغم” الفتور في العلاقات المصرية ـ الافريقية، في بعض الفترات، فإن هناك أسسا تاريخية عديدة أسهمت بشكل كبير في استعادة تلك العلاقات لطبيعتها واتسامها بالشمولية في كل المجالات، خاصة في مجالات التنمية”.

وفي الشأن الفلسطيني، كتبت (الجمهورية)، بقلم أحد كتابها في مقال بعنوان “سارق القدس″، أن البيت الأبيض “توهم أنه يزف إلى العالمين العربي والإسلامي بشرى سعيدة عندما يعلن عدم حضور الرئيس الأمريكي ترامب حفل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الذي اختارت له إسرائيل موعد قيام دولتها المزعومة على الأرض الفلسطينية المغتصبة بتواطؤ سافر وتأييد مطلق من الولايات المتحدة الأمريكية وتابعاتها من الدول الاستعمارية المعروفة بعدائها المتوارث للشعوب العربية والإسلامية”.

وتابع كاتب المقال “لا فرق لدى العرب والمسلمين أن يشرف ترامب حفل السفارة المشؤومة أو يغيب عنها، فهو في نظرهم شارك في اغتصاب القدس العربية ومعالمها المقدسة عندما أهداها لإسرائيل عاصمة لها ضاربا عرض الحائط بالشرعية الدولية ومتحديا مشاعر مئات الملايين من العرب والمسلمين، وناسفا لعملية السلام التي خدعت بها الولايات المتحدة الأمريكية العرب حتى الأصدقاء الذين راهنوا عليها طوال 40 عاما، حتى جاء ترامب وكشف الأوراق وأبطل الرهان وسرق القدس واغتال السلام وأعطى القدس لإسرائيل، فهل واجب على العرب والمسلمين أن يفرحوا لأنه لن يحضر حفل نقل سفارته مراعاة لمشاعرهم؟”.

وبخصوص سد (النهضة) الإثيوبي، كتبت صحيفة (الأخبار)، في مقال لأحد كتابها بعنوان” الأمن المائي”، أن الحفاظ على حصص الدول المطلة على نهر النيل “يحتل الأولوية لدى كل دول الحوض بما لا يضر التنمية في أي دولة من الدول، وبما يحفظ حقوق دول المنبع وأيضا المصب، لذا فإن استمرار الحوار بين مصر والسودان وإثيوبيا بالغ الأهمية لتجاوز أي صعوبات قد تنشأ، وبما يحافظ على حقوق مصر في مياه النيل وهي حقوق تاريخية لا يمكن المساس بها”.

وتوقع بأن تتوصل الاطراف الثلاثة إلى حل يحافظ على حقها في مياه نهر النيل، وتجاوز أي تعثر في المفاوضات خاصة أن مصر “حريصة على بناء الثقة وتنفيذ اتفاق المبادئ” الذي وقعه رؤساء مصر والسودان وإثيوبيا.

وفي الإمارات، كتبت صحيفة (الاتحاد) في افتتاحيتها أن انسحاب الولايات المتحدة من “صفقة” الاتفاق النووي مع إيران وإعلان ترامب أنه سيعيد فرض أقصى العقوبات على طهران، يعتبر “تصحيحا لوضع كان خاطئا منذ البداية ويعيد الأمور إلى المربع الأول، فقد كان هذا الاتفاق بالفعل صفقة تجارية أو صفقة مصالح لا اتفاق مبادئ وقيم.ومنذ توقيع هذه الصفقة أخذت إيران الضوء الأخضر في محاولة فرض هيمنتها على المنطقة وإطلاق يد ميليشياتها الإرهابية لتعيث فسادا في عدد من الدول العربية”..

واضافت الصحيفة أن إيران اتخذت “خطوات سريعة في تطوير برنامجها الصاروخي الباليستي.وقد ركزت هذه الصفقة المعيبة على قدرات افتراضية لإيران في المجال النووي، بينما أغفلت قدرات واقعية وآنية هي الصواريخ الباليستية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى وتبني طهران بوضوح للتنظيمات الإرهابية وعصابات الحوثي في اليمن” مشيرة إلى أنه ومنذ تلك “الصفقة المعيبة وربما المشبوهة غض المجتمع الدولي الطرف تماما عن سلوكيات إيران العدائية، وعلى رأسها إطلاق الصواريخ الإيرانية الصنع من جانب الحوثيين على المناطق السعودية الآهلة بالسكان المدنيين”.

وأكدت الصحيفة أن قرار ترامب نال ترحيبا من الإمارات، “خصوصا ما يتعلق بالأسباب التي تضمن عدم حصول إيران على السلاح النووي في المستقبل”.

وفي نفس السياق اعتبرت صحيفة ( الوطن) في افتتاحيتها أن قرار الرئيس الأمريكي بانسحاب الولايات المتحدة من “الاتفاق النووي” مع إيران، يمثل “خطوة تاريخية وقرارا شجاعا، تهدف قبل كل شيء لوقف عبث نظام إيران ووضع حد لمراوغاته بهدف الحصول على السلاح النووي تحت أي ظرف وفي أي وقت، ومنع استمرار تهديد الأمن والسلم الدوليين” مضيفة أن ترامب كان “حازما بإعادة فرض العقوبات الاقتصادية التي تشل إيران لمنعها من مواصلة الخداع كما وصفها ترامب، واليوم الاتفاق النووي عمليا بات من الماضي، واستمرار المحاولات العبثية والمناورات والتحايل انتهى مع الاتفاق الذي لم يضع حدا لسياسة طهران منذ توقيعه في 2015”.

وأشارت الصحيفة الى ان” النظام الإيراني يدرك جيدا ، كما هو حال المجتمع الدولي، أن الغضب الأمريكي بلغ أشده من تجاوزات نظام يقوم على الإرهاب وتهديد الأمن والسلم والاستقرار في كل مكان، خاصة أن الموقف من الاتفاق النووي الذي اعتبرته الولايات المتحدة كسيحا ومبتورا وقامت بإلغائه، قد انتهى زمنه، ومهما حاولت بعض الدول وخاصة الأوروبية منها الإبقاء على حالة ضبابية تدرك جيدا قبل غيرها أنه لا يمكن ضمان أي التزام إيراني بأي اتفاق، لأنه لم يقم يوما أي وزن للقانون الدولي، وهذا بحد ذاته ليس في صالح مجتمع دولي يعاني الكثير من الأزمات والتحديات التي باتت وجودية في بعض دوله.”.

وفي الأردن، كتبت (الغد) في مقال أن ما يجعل الأوروبيين حريصين على الإتفاق النووي مع إيران، الذي كانت وقعته الولايات المتحدة في عهد إدارة باراك أوباما إلى جانب كل الدول الأوروبية، هي “مصالحهم الاقتصادية”، فهم يعرفون، تضيف الصحيفة، أن إيران التي تعاني من “أوجاع سياسية وعسكرية كثيرة، غير قادرة على شن حرب نظامية فعلية لا على بعض دول الشرق الأوسط العربية، ولا على إسرائيل، ولا على أي من الدول الأوروبية”.

ويرى كاتب المقال أن خروج الولايات المتحدة من هذا الاتفاق النووي مع إيران، كما هو معروف، لا يلزم الاتحاد الأوروبي ولا أي من الدول الأوروبية، مشيرا إلى أنه بإمكان الأوروبيين أن يبقوا على وجودهم في هذا الاتفاق ويحافظوا على مصالحهم الاقتصادية مع الدولة الإيرانية “ولكن بعيدا عن كل هذا التهويل الإعلامي وتصوير هذه الدولة التي هي في حقيقة الأمر أعجز كثيرا مما يقال عنها على نحو أكبر من حجمها بكثير”.

وفي مقال بعنوان “واشنطن لا تريد دولة فلسطينية”، كتبت (الدستور) أن كل الحلول والمبادرات التي يتم تقديمها لحل القضية الفلسطينية، تتعثر،” لأنها مصممة مسبقا من أجل أن تتعثر، وأن واشنطن حصرا تعرف قبيل تقديم كل وصفة حل، أن وصفتها ستكون مرفوضة”، مشيرة إلى أنها بذلك تمنح إسرائيل المزيد من الوقت، لإكمال مشروعها، والفلسطينيون برضاهم أو غير رضاهم لا يملكون حلا سوى الرفض.

وبرأي كاتب المقال، فإن هذا الواقع، سيتجدد عندما تعلن واشنطن عن وصفتها المقبلة، لحل القضية الفلسطينية، “وهي وصفة، تعرف واشنطن أنها مرفوضة مسبقا، وتقدمها كي تقول أنها حاولت، وهي تنتظر رفض الفلسطينيين، من أجل منح إسرائيل عامين إضافيين أو أكثر لمواصلة مشروعها”، ووقتذاك، يضيف الكاتب، سيتم “اختراع مبادرة جديدة، وهي ككل مبادرات تقوم على فكرة واحدة… لا لحل الدولتين”.

وفي الشأن السوري، كتبت (الغد) في مقال أن الدولة السورية، وفق ما تشير إليه دراسات محايدة، أعادت ما بين 70 و80 في المائة من أراضيها، وتواصل دحر “التنظيمات التكفيرية”؛ “داعش وأخواتها، وكل التنظيمات الأخرى المدعومة من جهات إقليمية ودولية وعبرية”.

ويرى كاتب المقال أن المعركة المقبلة، ستكون جنوبا باتجاه “بقايا التكفيريين” المتواجدين داخل الحدود السورية، بجانب الحد الشمالي للأردن، كما أن جماعة النصرة “الإرهابية”، يضيف الكاتب، لن تستقر طويلا في درعا ومحيطها، وسينتقل الأمر لاحقا للشمال السوري حيث إدلب وريفها، وما تبقى من أرياف حماة وحمص وحلب.

وفي البحرين، اهتمت صحيفة (أخبار الخليج) بالزيارة المفاجئة التي قام بها زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون للصين قبل قمته المرتقبة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ،مضيفة أن هذه ثاني زيارة يقوم بها كيم إلى الصين منذ مارس الماضي، وهو ما يبرز “الجهود التي يقوم بها البلدان الحليفان لإصلاح العلاقات بينهما والتي فترت بعد أن أيدت بكين فرض عقوبات دولية على بيونغ يانغ بسبب نشاطاتها النووية”، .واشارت إلى أن الصين تسعى إلى عدم تهميشها عقب اللقاء “التاريخي” بين كيم ورئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إن والقمة المرتقبة مع ترامب في يونيو المقبل.

إلا أن زيارة كيم إلى الصين لمرة ثانية خلال فترة قصيرة، تقول اليومية، تظهر أن “بكين لا تزال تلعب دورا رئيسيا في التغير الدبلوماسي”، وهو ما أكده الرئيس الصيني شي جين بينغ بالقول “بعد اللقاء الأول بيني وبين رفيقي كيم، حققت العلاقات بين الصين وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والوضع في شبه الجزيرة الكورية تقدما إيجابيا. وأشعر بالسرور لذلك”.

من جهتها، أبرزت صحيفة (الوطن)، في مقال رأي، أن التاريخ “لن يرحم” الزعامات السنية في لبنان التي أبت أن تتحد في الانتخابات النيابية التي جرت الأحد الماضي، مضيفة “وكأن سنة لبنان منذ استشهاد رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في فبراير 2005، لم يستطيعوا أن يجدوا ضالتهم في زعيم سني يلتفون حوله”.

وأبرز الكاتب أن “حزب الله” وأنصاره لن يترددوا في السعي الحثيث لتعزيز النفوذ العسكري والسياسي، من خلال تكريس ما يسمى بـ “شرعية سلاح الحزب” في مواجهة سلاح الدولة، مبرزة ” النتائج المخيبة للآمال والضربات القاسية التي وجهها السنة إلى أنفسهم قبل أن يوجهوها إلى أعدائهم وخصومهم ؟!”.

وفي لبنان كتبت (اللواء) أنه مع عودة الهدوء الحذر إلى أحياء العاصمة اللبنانية، في ظل الإجراءات المشددة التي اتخذتها قوى الجيش والأمن الداخلي التي نشرت دوريات وحواجز متنقلة لملاحقة المخلين بالأمن وضبط سير الدراجات النارية، انتقلت “الإشكالات” إلى الشويفات (جبل لبنان)، على خلفيات انتخابية، حيث أفيد عن وقوع اشتباكات بين مناصرين للحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الديمقراطي اللبناني، أدت إلى سقوط قتيل من الحزب الاشتراكي، نتيجة إلقاء قنبلة يدوية أصابت منزله ،موضحة أن الإشكال كان بسبب تلاسن بين عنصرين حول تسريب شريط فيديو (…) غير أن القوى الأمنية والجيش مع الجهات الحزبية سارعت، تضيف اليومية، إلى تطويق الإشكال ومنع تفاقمه (…).

وعلى المستوى الدولي، كتبت صحيفة (المستقبل) أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أقدم أمس، على ما كان متوقعا، سحب بلاده من الاتفاق النووي، الذي صاغه سلفه باراك أوباما، تاركا لأوروبا تحديدا “الحريصة على الاتفاق مهمة البحث عن بديل، يضمن عدم امتلاك طهران سلاحا نوويا ويتصدى لرعايتها للإرهاب حول العالم ويوقف برنامجها للصواريخ الباليستية وزعزعتها لاستقرار الشرق الأوسط”، وفقا للخطاب الذي ألقاه أمس في البيت الأبيض وحدد فيه “مساوئ” الاتفاق والنظام الإيراني.

وأضافت اليومية أنه إلى جانب ذلك وقع ترامب على إعادة فرض جميع العقوبات التي كانت واشنطن تفرضها على إيران وكان قد تم رفعها وفق ذلك الاتفاق، متوعدا بصياغة عقوبات أشد، موضحة أن هذا يعني أن الاتفاق أصبح “مجرد حبر على ورق، وأي مفاوضات بشأن إبرام اتفاق جديد موسع يلبي الشروط الأمريكية، قد تكون لديه فرصة من الزمن للتبلور لا تتجاوز نهاية العام الجاري”.

شكرا للتعليق على الموضوع