خاطرة يوسف صلاح الدين “ازلية العشق و الغياب”

اُكافح قدر ما استطيع كبح انفراط ذلك مني ولا افلح ، اتذكر ايامنا الخالية فينتابني جزع شديد من اثار الذكرى لا يداويه الحديث او التفاف الجميع من حولي لمواساتي في فقدك ، و تعصف بي عواصف الحنين لذاتك الناعمة فتُحمل اليكِ روحي كسِيرة غيابك لعلها بذلك تقتبص منكِ مؤونة بقائها المهدد من دونك .

تميل بي الاقدار لأقف جسدياً و عقلياً مرغوماً ممنوعاً بحكم تجارب قاسية قطعناها سوياً من الاقتراب لذاتك و يزوغ قلبي و روحي مني في الطريق المعهود الي مستقرهُ انتي ، فأغرق كعادتي العفِنة في بحور مظلمة من عدم الصواب لا يبرحُ فيها قلبي عن ايعازي لفك لجامه المربوط بأربطة العقل المتسلطة علي وجداني و ينجح بألحاحه في نيل مراده و يحلو له التفاني في احداث الفارق المعهود دائماً لأسعافي فيأتني بكِ هادئة مستسلمة لنوبات عشقنا متقطعة الاوصال ، فألقاني مستمتعا بلحظات اعلم جيدا بداخلي انها فانية إن آجلا ام عاجلا ملجمً عن إحداث اي تغيرات رغم علمي المسبق بانها حادثة لا محالة و لكني مكبل بالروابط السفيهة للعشق .

و يحدث ما وطن بحسباني مسبقاً فتغزونا رياح التقلُب العاتية فتجتاح غير مبالية بالشعارات السامية للقلوب كل ما يصمُد امامها رافضاً لفكرة الانسياق معها ثائراً لليالي مُستهلكة في العشق ، و يستفحل اجتياحها فيصل لذروته طارحا بلا مبالة فكرة البُعد بجحود تام ، فتستهونا الفكرة لميلنا الدائم لاخماد التنازع و احقية قلوبنا في التمتع بالراحة ، و ألتقط انفاسي مجددا بروح فرِحة من التخلص من معاناه هزيلة لا تجدي نفعاً بشهادة الايام .

و يبدأ عقلي بألهابي بضربات اسواطه المؤنبة للنفس المكررة لاخطاء لا جديد بداخلها نهائيا مستنكرا من سذاجتي التي احاكي بها سذاجة الاطفال الفطرية ، فأهدء بمرور الوقت و تسكن بواطني و يهدء عقلي عن صب اللوم علي قلبي و يكف الصراع الازلي بينهم عن العبث الدائم بي و بمسالك الحياة المقدر لي سلوكها ، و انعم بعيش سوي مفتقد لاي مبهر ابحث فيه عن طُرق جديدة تتبع للانغماس في حالات تُخرجني من اعتيادية الحياة القاتلة فيتسلل الي نفسي الملل و يعلو الفتور عن معدله الطبيعي بداخلي بعد محاولات بائسة منَّي لألهاء نفسي عن حقيقة الامر .

فيبدأ قلبي بأشارات صامتة يوحي لي بها المسار الواجب سلوكهُ و اتعمد التشويش علي افكاره البائسة التي يستحضرها بألامه القديمة فلا اعني بأشاراته ولا يزحزحني عن موقفي استجدائاته ولا اسمع له مطلقا ، و اكافح مرة اخري كي لا تهزمني وخزات الحنين المُرسلة من منابع الاشتياق في قلبي و اكابد في ذلك الكثير ، و اقسوا علي نفسي فأهمل كل ما يدور داخلي و العنه الاف المرات لأنكر احاسيسي كاملة و لا ادع اي مجال لسيطرتها و لكن الحقيقة تبدو لي راسخة ابدية في النهاية فلا مناص من واقع ان عاشق الروح لا يملك فطرة النسيان لمعشوقه او انه لا يرغب في تملكها فقط يتقبل برعونة ازلية العشق و الغياب …

شكرا للتعليق على الموضوع