ترامب : ماي لن تستطيع كسب معركة الخروج من الاتحاد الأوروبي
لندن – التلغراف : استقبلت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ليل الخميس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وصل إلى لندن في زيارة للمملكة المتحدة تستمر أربعة أيام، وسط تظاهرات مناوئة له. وأعربت ماي عن أملها في إبرام اتفاق للتجارة الحرة بين البلدين بعد البريكسيت. من جانبه، انتقد ترامب مضيفته مشككا في قدرتها على تحقيق “رغبة الناخبين البريطانيين الذين طالبوا بالخروج من الاتحاد الأوروبي”.
وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفقة زوجته ميلانيا إلى العاصمة البريطانية لندن ليل الخميس، في زيارة تستمر أربعة أيام للمملكة المتحدة، وسط تظاهرات مناوئة له.
وخلال استقبالها له، أشادت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بقوة الرابط العابر للمحيط الأطلسي ورأت فيه فرصة “غير مسبوقة” لإبرام اتفاق تجارة حرة مع واشنطن بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ومن المقرر أن يلتقي المسؤولان صباح الجمعة لاستعراض الحرس في أكاديمية ساندهورست قبل أن يعقدا محادثات ثنائية وغداء عمل في تشيكرز المقر الصيفي لرئيسة الحكومة على بعد 70 كلم في شمال غرب لندن.
ومن المقرر أن يعقدا مؤتمرا صحافيا مشتركا بعدها.
وستشمل المحادثات بين ترامب وماي بالإضافة إلى موضوع التجارة، الشرق الأوسط وروسيا وذلك بينما يستعد قطب الأعمال السابق للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة في هلسنكي الاثنين.
ووصفت ماي العلاقات بين الولايات المتحدة وبريطانيا بأنها علاقة ليست بين “أقرب الحلفاء” فحسب “بل أعز الأصدقاء أيضا”، خلال ترحيبها بترامب وزوجته ميلانيا في حفل عشاء في بلينهايم قرب أوكسفودر.
وأضافت “اليوم بينما نستعد لمغادرة الاتحاد الأوروبي، لدينا فرصة غير مسبوقة لفعل المزيد”، متحدثة عن “علاقة خاصة جدا” مع الولايات المتحدة.
وتابعت “هذه هي الفرصة لإبرام اتفاق تجارة حرة يخلق الوظائف والنمو هنا في المملكة المتحدة وفي الولايات المتحدة”.
ولكن الرئيس الأمريكي شكك خلال حديث مع صحيفة “ذي صن” البريطانية في إمكانية إبرام اتفاق للتجارة الحرة بين بلاده ولندن، قائلا إن “خطة ماي للبريكسيت ستقتل على الأرجح” احتمالات إبرام مثل هذا الاتفاق.
ورغم سلسلة خلافات دبلوماسية بين ترامب وبريطانيا، قالت ماي قبيل الزيارة “عندما نخرج من الاتحاد الأوروبي سنبدأ بوضع مسار جديد لبريطانيا في العالم وتحالفاتنا العالمية ستكون أقوى من قبل”.
إلا أن بطل بريكسيت نايجل فاراج توقع أن “صداما حقيقيا” سيحدث بسبب بريكسيت.
وقال في تجمع مؤيد لترامب في البرلمان “كان بودّي القول إن هذه ستكون زيارة ناجحة جدا، لكنني اعتقد أنها ستكون صعبة للغاية”.
ترامب يستهل زيارته لبريطانيا بانتقاد ماي
وفي تجاهل لكل الأعراف الدبلوماسية، استهل ترامب زيارته بانتقاد مضيفته ماي التي تواجه معركة تتمثل في منع حكومتها من الانهيار بسبب بريكسيت. وشكك الرئيس الأمريكي في ما إذا كانت ماي ستحقق رغبة الناخبين البريطانيين الذين طالبوا بالخروج من الاتحاد الأوروبي.
وفي رفض للتظاهرات الحاشدة التي ينوي معارضوه تنظيمها الجمعة وتشمل رفع منطاد على شكل طفل يحمل ملامح ترامب، قال الرئيس الأمريكي في بروكسل “إنهم يحبونني كثيرا في بريطانيا. اعتقد أنهم يتفقون معي حول الهجرة”.
وأضاف في مؤتمر صحفي قبل التوجه إلى مطار ستانستيد شمال لندن “اعتقد أن هذا هو سبب بريكسيت”. وقال إن بريطانيا “هي نقطة ساخنة الآن مع كثير من الاستقالات”.
وتابع “الناس صوتوا لصالح قطع العلاقات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي.. لذلك أتصور أن هذا ما سيفعلونه، ولكن ربما يأخذون طريقا مختلفا قليلا. لا أعلم إن كان ذلك هو ما صوتوا من أجله”. وقال “أود أن أراهم وقد سووا الأمر حتى ينتهي بسرعة”.
وردا على سؤال حول تصريحات ترامب، قالت ماي “ما نفعله هو تنفيذ تصويت الشعب البريطاني.. وهذا ما يفعله اقتراحنا”.
تظاهرات مناوئة لترامب
يحاول ترامب جهده تجنب التظاهرات الواسعة المقررة احتجاجا على زيارته التي ستشمل تناول الشاي مع الملكة إليزابيث الثانية وعطلة نهاية أسبوع خاصة في إسكتلندا.
وقال نحو 77% من البريطانيين إن رأيهم في ترامب ليس إيجابيا، بحسب استطلاع أجرته “يوغوف” على 1648 شخصا.
وجاء في الاستطلاع الذي جرى هذا الأسبوع أن 63% من البريطانيين يعتبرون ترامب عنصرياً وقال 74% إنه معاد للمرأة.
ودافع رئيس بلدية لندن صادق خان الخميس عن قراره الموافقة على رفع منطاد ضخم أطلق عليه اسم “الطفل ترامب” وقال إن الاحتجاجات ليست ضد الأمريكيين لكنها انعكاس لحرية التعبير.
وكتب في صحيفة “إيفننغ نيوز” “الآن أكثر من أي وقت مضى علينا مسؤولية أن ندافع عن قيمنا ونضمن أن يتم سماع صوتنا في أنحاء العالم”.
عشاء في مسقط رأس تشرشل
والجمعة تزور ماي وترامب موقعا دفاعيا ثم يتوجهان إلى مقر رئيسة الحكومة في مقاطعة تشيكرز لإجراء محادثات يليها مؤتمر صحافي.
وسيناقشان العلاقات مع روسيا وبريسكيت والروابط التجارية، بحسب ما أعلن المسؤولون في داونينغ ستريت، بعد فرض ترامب مؤخرا رسوما جمركية على الصلب والألمنيوم المستوردين من الاتحاد الأوروبي.
ويتوجه ترامب في وقت لاحق الجمعة إلى قصر ويندسور للقاء الملكة إليزابيث الثانية.
ثم يقصد إسكتلندا حيث يمضي مع زوجته ميلانيا عطلة نهاية الأسبوع. ووالدته الراحلة هي من إسكتلندا حيث يملك ملعبي غولف فاخرين.
ولن تكون رئيسة وزراء إسكتلندا نيكولا ستورجن، وهي من أشد منتقديه، في استقباله لدى وصوله. وسينوب عنها الوزير في الحكومة البريطانية لشؤون إسكتلندا ديفيد موندل.
وستخرج تظاهرات محدودة خلال جميع محطات زيارة ترامب، أبرزها تظاهرة كبيرة أطلق عليها “معا ضد ترامب” تنظمها مجموعات يسارية في لندن الجمعة.
وقالت المجموعات “سننظم تظاهرة وطنية ضخمة ضد سياساته القائمة على التحيز ضد المرأة والعنصرية والحرب والكراهية وإنكار التغير المناخي”.