مهرجان سينما الأطفال واليافعين بايران … مشروع خلاّق لتنشئة جيل الصغار

محمد أبو الجدايل – التغراف : عالم السينما أكثر من غيره في مجال الفنون بات يستحوذ على عقول الأطفال واليافعين في جميع أنحاء الأرض، فالصورة المتحركة احتلت عقول الناشئين ولعبت دورا ليس بالقليل في رسم ملامح كيانهم وطموحاتهم، وفي بعض الأحيان مظهرهم الخارجي حتى، ولهذا تعمل الجهات المشرفة على الفعاليات السينمائية في ايران على إيلاء أهمية خاصة بتنشئة جيلها من الصغار عن طريق الفن السابع.

الموجة التي بدأتها ايران في مجال صناعة سينما الأطفال والناشئين انطلقت بشكل فعال ومنظم بعد الثورة الاسلامية وبإشراف مؤسسة الفارابي السينمائية التي وضعت نصب عينيها تأسيس سينما خاصة بالأطفال يكون شغلها الشاغل صناعة أفلام روائية وانيميشنية تسمو بعقول الصغار نحو التفاؤل والطموح والأخلاق الحميدة ليكونوا عماد المستقبل لدولة حضارية متقدمة.

وفي هذه المرحلة الزمنية المتسارعة تكنولوجيا توجد انماط متقدمة لتمتيع الاطفال وتوعيتهم وتعزيز أخلاقهم وتروية خيالهم بصور الرسوم المتحركة والأفلام السينمائية التي تحاكي مايتراود في دواخلهم، وهذا مادفع ايران في الآونة الأخيرة الى أخذ خطوات واثبة نحو تطوير هذا المجال وتشجيع السينمائيين “على صناعة أفلام الأنيميشن بما يتناسب مع عقول الأطفال في العالم الشرقي”.

وكما أتحفنا الفيلسوف الألماني كارل ماركس بحكمته التي تقول “الانسان أثمن رأسمال في الوجود” يمكننا القول أن “الطفل أثمن استثمار في الدولة” باعتباره العمود الفقري لمستقبلها والطريقة الأسرع لتحقيق هذا الاستثمار هي الشاشتين الفضية والذهبية على السواء.

وقبل انعقاد المهرجان الدولي الحادي والثلاثين لأفلام الأطفال واليافعين بايران من 30 أغسطس إلى 5 سبتمبر 2018 بإدارة المخرج الايراني “علي رضا رضاداد” في قسميه المحلي والدولي بمدينة أصفهان التاريخية بإيران، سنعرج على بعض قوانين وشروط هذا المهرجان وسنتناول بعض المقابلات التي أجريناها مع كبار صناع سينما الاطفال في ايران:

يقام المهرجان الدولي الحادي والثلاثون لأفلام الأطفال والناشئين بقسميه المحلي والدولي في مدينة أصفهان التاريخية من تاريخ 30 اغسطس/آب الى 5 سبتمبر/أيلول عام 2018.

ويولي أهمية خاصة في الأعمال التي تعزز الأخلاق الجيدة عند الأطفال والمراهقين وتكشف لهم عن السلوكيات غير اللائقة بناءً على المعتقدات الدينية والالهية والعلاقات الأسرية، وتدعوهم لاحترام رفاقهم، والثقة بالنفس، قبول المسؤولية في المشاركة الاجتماعية وحماية الطبيعة علاوة على العديد من المواضيع التي تهدف لتنمية شخصية الأطفال والمراهقين، بالاضافة الى تحسين تذوقهم الفني من خلال الصور المتحركة.

يشار الى ان أقسام المهرجان الأساسية تنحصر فيما يلي: قسم مسابقة السينما الدولية (الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة، أفلام الرسوم المتحركة الطويلة والقصيرة)، وقسم مسابقة السينما الايرانية (الأفلام الروائية القصيرة، أفلام الرسوم المتحركة (السينمائية والقصيرة)، الأفلام الروائية الطويلة).

*سينمات مهرجان

لسينمات التي ستعرض أفلام المهرجان هي قاعات مركز “سيتي سنتر” الثقافي والسياحي المعروف في اصفهان الذي انضم مؤخرا الى منظومة عرض الأفلام السينمائية بإيران. ويضم هذا المركز 10 صالات عرض مجهزة بمعايير عالمية، وهو أول مركز تجاري وثقافي وسياحي يقام بعد الثورة الإسلامية في مدينة أصفهان التاريخية.

كما ستعرض قاعات مجمع “ساحل” السينمائي باصفهان أفلام الدورة الواحدة والثلاثين لمهرجان أفلام الأطفال واليافعين الدولي، حيث تم تجهيز هذا المجمع بأحدث التقنيات والمعايير العالمية في مجال عرض الأفلام.

بالاضافة الى مجمع “الحدائق السبع” (جهار باغ) السينمائي القابع وسط أصفهان الذي كان ولايزال حاضنة لفعاليات المهرجان الدولي لأفلام الأطفال واليافعين بكامل إمكانياته في المحافظة التاريخية.

*طموحات ايرانية واعدة في صناعة سينما الأطفال

سينما الأطفال في ايران همّ يشغل غالبية صناع الافلام فيها، لاسيما بعد أن أثبتت تجارب دول رائدة في هذا

المجال أهمية الصور المتحركة في تكوين شخصية إيجابية ومتفائلة للطفل وتلقينها القيم الصالحة، فالصغار ينجذبون كما نعلم نحو الصورة أكثر من المنطوق والمكتوب، وهو الأمر الذي يؤكد عليه صناع سينما الأطفال في ايران.

فالمخرج الايراني الرائد في أعمال أفلام الأطفال واليافعين “حسين قناعت”، يرى أن التكلم عن الترفيه في سينما الأطفال لابد ان يكون مرفقا برسائل توعوية واعدة لجمهور هذا النوع من الأفلام. مشددا على ضرورة توظيف أدب الأطفال والناشئين في صناعة الأفلام لهذه الفئة العمرية.

في حين عبّرت الممثلة السينمائية والتلفزيونية الايرانية البارزة “مريم سعادت” عن رأيها حول متطلبات سينما الأطفال واليافعين في ايران، قائلة: “لا نعلم ماهي وظيفة أفلام الأطفال في يومنا الراهن، هل تتم صناعتها من أجل الطفل أم عن الطفل، ولهذا دعت سعادت الى احترام سينما الأطفال وأخذها على محمل الجد وصنع آثار سينمائية تتناسب مع أذواق الأطفال ومع الزمن الذي نعيش فيه.

بينما تحدث المخرج السينمائي والمسرحي الرائد في ايران “بهروز غريب بور”  عن تجربته في مجال سينما الأطفال واليافعين، قائلا:: بعد فيلم “العدّاء”، تعرفت على طرق أخرى لسينما الأطفال والناشئين، وتعهد بالتركيز على صناعة أفلام جذابة وممتعة وتعليمية في نفس الوقت لجيل الصغار سواء في ايران أو العالم أجمع.

جدير بالذكر أن المهرجان الدولي الحادي والثلاثين لأفلام الأطفال واليافعين سينعقد من 30 أغسطس إلى 5 سبتمبر 2018 بإدارة “عليرضا رضاداد” في قسميه المحلي والدولي بمدينة أصفهان التاريخية بإيران.

شكرا للتعليق على الموضوع