يوم عرفة افضل الأيام عند الله

تقارير – التلغراف : يُعرف يوم عرفة بيوم الحج الأكبر، ففيه يغفر الله ذنوب عباده، ويعتقهم من النار، ويُشار إلى أنَّ يوم عرفة يكفي أيام العشر من شهر ذي الحجة فضلاً ومثوبةً، كما أنَّ هذا اليوم هو أفضل الأيام عند الله سبحانه وتعالى، إذ يقول رسولنا الكريم محمد صلّى الله عليه وسلّم: ((ما من يومٍ أكثرَ من أن يُعتِقَ اللهُ فيهِ عبدًا من النارِ ، من يومِ عرفةَ . وإنَّهُ ليدنو ثم يُباهي بهم الملائكةُ . فيقول : ما أراد هؤلاءِ ؟)).

صيام يوم عرفة

يوم عرفة هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، وينبغي على كلَّ مسلم صيام ذلك اليوم، فصيامه يرفع من درجات العبد، ويزيد حسناته، ويُكفر سيئاته، وبيّن رسولنا الكريم فضل صيامه حيث قال: ((صيامُ يومِ عَرَفةَ، أحتسِبُ على اللهِ أن يُكَفِّرَ السَّنَة التي قَبْلَه، والسَّنةَ التي بَعْدَه)) ، كما أجمع العلماء على أنّ فضل صوم يوم عرفة لا يُعادله أيّ يوم آخر، ويجدر بالذكر هُنا أنَّه لا ينبغي أن يصوم الحجاج يوم عرفة، وإنما يُستحب صيامه لغير الحجاج، وكل ذلك من أجل نيل الأجر والثواب، وتكفير سنة سابقة، وسنة لاحقة.

 فضائل يوم عرفة

 يتميز يوم عرفة بعدد من الفضائل، ولعل أهمها ما يلي:

 نزل في ذلك اليوم قول الله سبحانه وتعالى: (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)).

أقسم الله سبحانه وتعالى بيوم عرفة، وهذا إنْ دلَّ على شيء فإنَّما يدل على أنَّ العظيم لا يُقسم إلّا بعظيم، قال الله تعالى: ((وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ)) [البروج: 3]، كما أنَّ يوم عرفة هو الوتر، إذ يقول الله تعالى في محكم تنزيله: ((وَالشَّفْعِ وَالْوَتْر))

 يغتاظ الشيطان من يوم عرفة، وذلك لأنَّ الله سبحانه وتعالى يتغمد عباده برحمته الواسعة، ويغفر خطاياهم وذنوبهم، وهذا يؤول إلى دحر وتذليل إبليس.

 يستجيب الله تعالى دعاء عباده في يوم عرفة.

وقفة عرفات

 وقفة عرفات هي الوقوف على جبل عرفات أو جبل عرفة يوم عرفة، ويكون ذلك في التاسع من شهر ذي الحجة، ويُعد هذا اليوم من أفضل الأيام لدى المسلمين، فالوقوف بعرفات أهم ركن من أركان الحج، فمع شروق شمس يوم التاسع من ذي الحجة يخرج الحاج من منى، ويتجه إلى عرفات من أجل الوقف به، ويجب الوقوف داخل حدود عرفات، وإن لم يقف فلا يصح حجه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحجُّ عرفةُ، فمن جاءَ قبلَ صلاةِ الفجرِ، ليلةَ جَمعٍ، فقد تمَّ حجُّهُ) .

 تسمية وقفة عرفات

عرفات هو جمع عرفة، وقد قال الطبرسي: (عرفات اسمٌ للبقعة المعروفة التي يجب الوقوف بها، ويوم عرفة يوم الوقوف بها)، وهناك أقوال أخرى حول تسميتها، إذ قيل إنّ سبب تسميتها بذلك هو معرفة آدم لحواء بها، وهناك من قال إنّ السبب هو تعريف إبراهيم للمناسك فيها، وأيضاً لتعارف الناس فيها، وقد قيل إنّ الكلمة مأخوذة من العَرْف وهو الطيب، لكنّ أكثر هذه الروايات انتشاراً هو أنّ آدم التقى بحواء هناك، وتعارفا بعد أن خرجا من الجنة في هذا المكان، أما الرواية الثانية فهي أنّ جبريل طاف بالنبي إبراهيم، وعرفه على مناسك الحج ومشاهدها، وهو يقول له: (أعرفت أعرفت؟، فيرد إبراهيم: عرفت، عرفت).

 موقع جبل عرفات

يقع جبل عرفات خارج حدود الحرم، وذلك على الطريق الذي يربط بين مكة والطائف، إذ يقع شرقي مكة بنحو اثنين وعشرين كيلومتر، وعلى بعد عشر كيلومترات من منى، وست كيلومترات من مزدلفة، وتصل مساحته الكلية إلى 10,4 كم²، ومنطقة عرفات هي سهل مُسطح مُحاط بسلسلة من الجبال تأخذ شكل قوس، ويصل طولها، وعرضها إلى ميلين.

 حدود جبل عرفات

إنّ لعرفات أربعة حدود ينتهي الحد الأول منها عند حافة طريق المشرق، والثاني إلى حافات الجبل الذي يقع وراء منطقة عرفات، والثالث يمتد إلى البساتين التي تقع خلف قرية عرفات، وهي قرية تقع على يسار مستقبل الكعبة إذا ما وقفت بعرفات، أما الرابع فينتهي إلى وادي عرنة، وفي عصرنا الحالي تم وضع علامات حول منطقة عرفات لتُبين حدودها كي ينتبه الحاج لها.

إنّ حدود عرفة من جهة الحرم هي نمرة، وذي المجاز، وثوية، والأراك، وهي أماكن لا يجوز أن يقف بها الحاج لوقوعها خارج عرفات، وهناك علمان في بداية المنطقة، وفي نهايتها، وقد وُضعتدا لتعيين المنطقة، أما بين الأعلام فتقع بطن عرنة التي قال عنها رسول الله: (اعلموا أنَّ عرفةَ كلَّها موقفٌ، إلا بطنَ عُرَنَةَ، وأنَّ المزدلفةَ كلَّها موقفٌ، إلا بطنَ مُحَسِّرٍ) ، ويحد عرفات من الغرب وادي عرنة الذي يقع مسجد نمرة بداخله، وفي الوقت الحالي أصبح المسجد بعد أن تمت توسعة المكان داخل منطقة عرفات ما عدا مُقدمته التي تقع خارج حدود عرفات.

شكرا للتعليق على الموضوع