محمد رزق يكتب : الحياة قصيرة “للقلق” حافظ على ايجابيتك

يوصف العصر الحديث بأنه عصر القلق. لأن فيه تغيرات سريعة وحادة ومفاجئة .. وفيه أزمات وتغيرات اجتماعية واقتصادية وتقنية وفكرية متنوعة ،والإنسان المعاصر عليه أن يتكيف مع جملة من المتغيرات وأن يلحق بها ، وهو معرض للقلق والاغتراب والإحباط بشكل مستمر وذلك في سبيل تهيئته للظروف الصعبة والغير مألوفة .

بداية ما هو القلق؟هو حالة نفسية وفسيولوجية تتركب من تضافر عناصر إدراكية، وجسدية، وسلوكية. لخلق شعور غير سار يرتبط عادة بعدم الارتياح، والخوف، أو التردد.

وهو”حالة مزاجية موجهة نحو المستقبل وفيه يكون الشخص على استعداد لمحاولة التعامل مع الأحداث السلبية القادمة” مما يوحي بأن ذلك هو التمييز بين الأخطار المستقبلية مقابل الأخطار الحالية الذي يفرق بين القلق والخوف.

ويعتبر القلق رد فعل طبيعي للضغط. وهو قد يساعد أي شخص للتعامل مع الأوضاع الصعبة، على سبيل المثال في العمل أو في المدرسة، يُدفع الشخص لمواجهة هذا الامر. وعندما يصبح القلق مفرط، فإنه قد يندرج تحت تصنيف اضطرابات القلق.

كما بينت عدة أبحاث أنه من بين أربعة أشخاص هناك شخص يعاني من القلق والتوتر النفسي خلال فترة حياته وأن 17.7% من الأشخاص حول العالم معرضين له في أي وقت من أوقات السنة كما تزيد هذه النسبة في المجتمعات الفقيرة والنساء معرضات له أكثر من الرجال.

الحياة قصيرة “للقلق” حافظ على ايجابيتك

ما هي أفضل طرق مكافحة هذا التوتر أو القلق؟

أعرف نفسك: راقب ذاتك باستمرار وحاول أن تكتشف النقاط السلبية في شخصيتك وسجلها في محاولة للتفكير والتعمق فيها لتلافيها ولا تكن حاكماً وإنما تقبل ذاتك كما هي بسلبياتها وإيجابياتها بعيداً عن تصنيفات المجتمع و الآخرين ، و حاول أن تفكر بطريقة إيجابية وابتعد عن الأفكار السلبية لأن أفكارك هي التي تحدد طبيعة حياتك فهي مع مرور الوقت ستتحول لأفعال وربما عادات ، ولا تقنع نفسك بأنك ضحية الظروف بل قم بوضع أهدافك ، تعلم من أخطاء الماضي و لتكن أهدافك بحسب حدود ذاتك فلا ترسم أهداف مستحيلة صعبة التحقق ، وكن مرناً بالتعامل مع المشكلات التي من الممكن أن تواجهك.

حدد مصادر ضغطك النفسي: هذا هو الجزء السهل. فالمرض، أو موت شخص نحبه، أو أزمة مالية، أو تغيير العمل، أو النزاع العائلي،هي كلها أمور يسهل تحديدها كما يمكن أن يكون السبب هو الجهد المفرط أو الثقيل كأن يكون لديك أشياء كثيرة تريد أن تفعلها، ولا تملك سوى القليل من الوقت لفعلها.

وكذلك فإن الأوضاع الغامضة هي الأخرى تسبب الضغط النفسي، فالمشكلات تتفاقم إذا كنت لا تعرف الدور الذي يجب عليك أن تقوم به في أوضاع مهنية أو اجتماعية معينة والطريقة الأخرى للتعبير عن سبب الضغط هي توصيفها على ورقة.

حاول أن تكتب رسالة، وحتى إذا لم ترسلها بالبريد، فقد تكسب الكثير من مجرد تنظيم أفكارك والتعبير عن مشاعرك و تحديدها وبما أنك قيمت ذاتك وعرفتها وتقبلتها فيصبح تحديد هذه المصادر أسهل لأنك ستبدأ بالتعامل بشفافية مع الأفكار التي كنت تعرف بوجودها وتقلقك لكنك ترفض بالاعتراف بها.

اضبط خطواتك ونظم نفسك: أعط نفسك وقتا كافيا لإنجاز أهدافك وكن صبوراً. خذ استراحات واسمح لنفسك بكميات معقولة من وقت الفراغ.

وإذا كنت قادرا على السيطرة على جدول أعمالك، فقد تريد أن تحدد مقابلة لشخص غير موجود وبالتالي توفر 15 دقيقة لنفسك، استخدم هذا الوقت لإنهاء عمل متأخر فتش عن التنوع سواء في العمل أو في اللهو. فالروتين يمكن أن يكون مطمئنا ومريحا، ولكن التنوع سوف يبقيك في حالة إثارة، وحماس وتجدد.

جدد نشاطك: بأخذ إجازات قصيرة أو طويلة بما يتناسب مع جدولك الزمني وممارسة التمارين الرياضية البدنية المفيدة لعقلك بمقدار ما هي مفيدة لجسدك فالرياضة تحسن المزاج، وتفتت الضغط النفسي، وتحارب الاكتئاب كما أنها تزيد طاقتك وقوتك وحيويتك مما يزيد من ثقتك بقدراتك و ذاتك.

وفضلا عن ذلك، فإن التمارين والألعاب الرياضية تزودك بالكثير من الفرص لاكتساب أصدقاء وبناء شبكات تعارف ولاننسى النوم فالعقل بحاجة للراحة ليستعيد نشاطه وحرمان الجسد من هذه الراحة يزيد من الضغط والقلق النفسي.

الحياة قصيرة “للقلق” حافظ على ايجابيتك

اقرأ للكاتب

محمد رزق يكتب : الحياة

شكرا للتعليق على الموضوع