في ذكرى الرجل العجوز!
محمد رفعت – التلغراف : هناك وجوه لممثلين عظام يحفظ الجمهور بعض أدوارهم عن ظهر قلب، وتتحول بعض الجمل الحوارية التي ينطقون بها في أعمالهم الفنية إلى “إفيهات” يرددها الشارع، دون ان يعرف الناس أسماءهم الحقيقية أو اسرار حياتهم، كما يعلمون كل شئ بالتفصيل عن النجوم الكبار.
ومن هؤلاء الممثلين ، الذين ستظل أسماؤهم محفورة في ذاكرة الفن في مصر، الفنان الراحل أحمد سامي عبد الله ، صاحب الرصيد الكبير من الأدوار المميزة، والذي تحل ذكراه الثامنة في مثل هذه الأيام.
وأحمد سامي عبد الله ، من مواليد عام 1930، وحاصل على ليسانس من كلية الآداب وعمل في بداية حياته مدرساً للتاريخ، وكان يحلم بأن يصبح مذيعاً إلا أن القدر جعله ممثلاً بالصدفة ، وعندما أُحيل إلى المعاش تفرغ للفن، وحدث ذلك وعمره واحد وخمسين عاماً.
عندما تم افتتاح التلفزيون عام 1960 ، عمل الفنان أحمد سامي عبد الله فيه كمخرج لبرامج الأطفال، وتدرج في السلك الوظيفي إلى أن أصبح مديراً عاماً لبرامج الأطفال، وقدم وقتها مع الاعلامية الكبيرة نجوى إبراهيم البرنامج الذي برزت فيه شخصية (بقلظ ودبدوب وأرنوب)، كما قدم برامج أخرى مميزة مع سامية شرابي، وفريال صالح، وبابا ماجد، إضافة إلى أدائه الصوتي المميز في مسلسل (بوجي وطمطم)، كما ألف سامي عبد الله العديد من مسلسلات الأطفال وأخرجها.
أما أشهر أدوار الفنان أحمد سامي فهو دور (العم مجاهد بائع الفول)، في فيلم (الكيت كات)، بمشاركة الفنان الكبير الراحل محمود عبد ، ودوره في فيلم (المولد) مع النجم عادل إمام.
وعلى الرغم من عتابه على صناع الدراما الذين قيدوه في دور الرجل العجوز إلا أنه كان يشعر بالرضا عن كافة الشخصيات التي قدمها، حيث وصلت أعماله الفنية إلى نحو 60 عملاً توزعت ما بين السينما والشاشة الصغيرة، كما كان آخر فيلم له هو (حسن ومرقص) مع النجمين عمر الشريف وعادل إمام ، ومسلسل (عايزة أتجوز)، وكان ضيف شرف به. وتُوفي الممثل أحمد سامي عبد الله عام 2011 عن عمر يناهز الواحد والثمانين عاماً، والغريب في الأمر هو عدم حضور أي فنان لجنازته، وتجاهل نقابة الفنانين لخبر رحيله، إذ جرت العادة في مثل هذه الحالات أن تتكفل نقابة الفنانين بإبلاغ وسائل الإعلام المتنوعة، إلا أن ذلك لم يحدث، الأمر الذي أثار غضب الكثير من الإعلاميين والفنانين الذين تلقوا الخبر من بعض الصفحات الخاصة بالمشاهير، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك وتويتر.