السعودية ترفع التحذير من سفر مواطنيها إلى لبنان
الشرق الأوسط – التلغراف
أفاد السفير السعودي في بيروت، بأن المملكة رفعت تحذيرًا وجهته منذ فترة طويلة لمواطنيها من السفر إلى لبنان، في مؤشر على عودة الدفء إلى علاقة كانت وثيقة في وقت من الأوقات لكن شابها الفتور في السنوات القليلة الماضية.
وكانت الرياض يومًا ما داعمًا كبيرًا لكل من الحكومة وحلفائها السياسيين في لبنان، لكن في ظل تنافسها مع إيران تراجعت عن ذلك مع تنامي قوة جماعة حزب الله، حليفة طهران في لبنان.
وقال تلفزيون الجديد عن السفير وليد البخاري: ”نظرًا لانتفاء المسببات الأمنية التي دعت المملكة العربية السعودية إلى تحذير مواطنيها من السفر إلى لبنان، وبناء على التطمينات التي تلقتها المملكة من الحكومة اللبنانية على استقرار الأوضاع الأمنية وحرصها على سلامة المواطنين السعوديين، فإن المملكة ترفع تحذيرها للمواطنين المسافرين إلى الجمهورية اللبنانية سواء من المملكة أو من أي جهة أخرى“، وفقًا لوكالة “رويترز”.
ويمثل ذلك تحولا فيما يبدو عن نهج اتسم بالضغط على الحكومة اللبنانية بسبب القوة السياسية التي يتمتع بها حزب الله في لبنان.
وكان لبنان شكل الأسبوع الماضي حكومة جديدة بعد أشهر من المشاحنات السياسية شملت ثلاثة وزراء اختارهم حزب الله، لكن لا يزال يرأسها سعد الحريري حليف السعودية المدعوم من الغرب.
وحذرت الرياض مرارا مواطنيها من السفر إلى لبنان منذ يناير كانون الثاني 2011، معللة ذلك بقوة حزب الله وعدم الاستقرار السياسي الناجم من الحرب في سوريا.
وأضر انخفاض عدد الزوار من السعودية وحلفائها الخليجيين بصناعة السياحة في لبنان، التي كانت ذات يوم إحدى دعائم اقتصاد تعهدت حكومة الحريري بإنعاشه عبر الإصلاحات والاستثمارات.
ووصلت العلاقات السعودية اللبنانية إلى أدنى مستوياتها في نوفمبر تشرين الثاني 2017 عندما جرى احتجاز الحريري لفترة مؤقتة خلال زيارة للرياض وأعلن استقالته من هناك، غير أن الأزمة وجدت طريقها إلى الحل وعاد إلى بيروت بعد ذلك بفترة قصيرة.
وكان الحضور السعودي واضحا في مراسم أقيمت مساء الأربعاء لإحياء ذكرى اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، والد سعد، الذي كان يلقى أيضا دعما من المملكة.
وكان العلم السعودي يرفرف في موقع انعقاد مراسم إحياء الذكرى، وألقى المبعوث السعودي نزار العلولا كلمة بعد أن التقى في وقت سابق بكل من الحريري والرئيس ميشال عون.
وزار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بيروت هذا الأسبوع، وعقد لقاءات من الحريري وعون وزعماء سياسيين آخرين.