سامي ابراهيم يكتب : نحن من الارض وإليها راجعون

الأرض.. هذه المركبة الضئيلة التائهة في الابعاد السحيقة في رحاب الكون، قد حملت على ظهرها الانسان….. هذا العبء الأكبر الذي تنوء به منذ أن كان ….تحمل على ظهرها هذا الكائن العجيب ، بكل طوفان اوهامه وأحلامه… وكأن هناك قوة تدفعنا الى مستقبل بافق جديد.. قوة تظهر لنا كم نحن صغار في هذا المعمار الكوني العجيب والغريب والمرعب.. .. لدرجة اننا نخاف ان نحلم او نفكر في افاق الكون العميق. لكن تبقى تلك الفسح من الطموح ما يحرك فينا أمل يتجمع في لحظات قليلة محدودة فيها سعادتنا وتعاستنا… .. اولانا واخرتنا، فنحن في النهاية حكاية إنسان، ولد وعاش ومات.

قصة حياة قصيرة جدا

« ان الى ربك الرجعى»

اللهم ابسط علينا اجنحة الرحمة ووسع عالمنا الذي يضيق علينا غارقا في الانا المميتة. ارحمنا يا رب ونحن فوق الارض نمارس مشروع وجودنا.. فلو لم تشغلنا الدنيا فاي فراغ سيلفنا؟ ستغرقنا بحور الوحشة، سنهيم في صحراء العالم ونتيه في فضاءاته. وارحمنا تحت الارض اجعلها اما تحوينا تزيل وحشتنا تؤنس وجودنا.. ربنا تولنا يوم العرض عليك، اجعله حلما جميلا كاحلام جمال رحمتك وحسن عفوك، فانت الرؤوف بعبادك الحليم بهم… اجمعنا مع من نحب… ردنا اليك ردا جميلا، وانت تدخر لعبادك الصالحين ما لا عين رات ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

المرء في كل يوم يرتجي غده

       ودون ذلك مخبوء له القدر

القلب يامل والامال كاذبة

       والنفس تلهو وفي الايام معتبر.

وأبلغ ما قيل في وصف الدنيا ، قول الشاعر:

تامل في الوجود بعين فكر

              ترى الدنيا الدنية كالخيال

وما فيها جميعا يوف يبلى

       ويبقى وجه ربك ذو الجلال

فالانسان مكتوب فوق سراب هو مقامر كبير، يلعب على ورق المستحيل، يؤثر الوجود العابر على الوجود الباقي بغية ارضاء الانا الفارغة التي لم تسمع لحن الوجود ولم تفهم لغة العالم.

ألم يحن اثبات وجوهنا( وجودنا) في التراب الزائل.

فمنها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى.

  أ.د سامي محمود ابراهيم

 رئيس قسم الفلسفة – كلية الآداب – جامعة الموصل- العراق

اقرأ للكاتب

سامي ابراهيم يكتب : النهضة “لسؤالها يبكي القلم؟!”

شكرا للتعليق على الموضوع