الممر… قراءة وتحليل مشهد

قراءة وتحليل : اسامة بيومى

الممر فيلم حركة تاريخى، يحكى لنا بطولة من بطولات القوات المسلحة بحرب الاستنزاف بعد النكسة ، حيث قاتل جنودنا البواسل بفدائية لإستراجع الارض واسترداد الكرامة .

تهتم كل سينمات العالم بهذا الجانب لما له من تاثير قوى على النشئ والمراهقين بل على جميع افراد الشعب ويزيد من وعيهم وحبهم لبلادهم ومحاولة صنع دور لهم فى حماية بلادهم بالدعم والمساندة لجيش وشرطة بلادهم ، فالسينما اداة تعبير ذات تاثير سريع وقوى .

 الفيلم يتناول حادثة الممر الشهيرة إبان حرب الاستنزاف وماصاحبها من بطولة انتاج هشام عبد الخالق وبطولة احمد عز ،احمد رزق ، احمد فلوكس ، هند صبرى، محمد فراج ،اياد نصار واخرين .

بعُد الفيلم عن التقريرية والاخبارية والتوثيق كعادة هذه النوعية من الافلام وبرع صناع الفيلم شريف عرفه وايمن ابوالمكارم فى صنع حدوته مصرية تحمل معانى البطولة والفخر من الاحداث الحقيقة .

تبدا الاحداث باظهار مهارة العدو الاسرائيلى فى المتابعة وجمع المعلومات وقراءة المشهد قراءة جيدة ، حيث غرفة العمليات الاسرائيلية وسماع اخر اغانى ام كلثوم وتحليلهم لمعانيها التى تفيد قيام الرئيس عبد الناصر بحرب وشيكة ، وهذا يزيد ويؤكد عظمة الجنود المصريين البواسل الذين عبرو خلف خطوط العدو رغم استعداده الكامل وتفوقه فى العدد والمعدات.

 ثم مشهد النكسة وغدر العدو الذى دمر كل طائرات ومعدات وقتل الكثيرين حقيقة كل مشهد حدوته وقصة يمكن قراءتها وتحليلها ولكن يهمنى مشهد واحد احببت ان احدثكم عنه .

اسامة بيومى يغطى مهرجان برلين الدولي للأفلام السينمائية

فى كل دول العالم تتباهى الدول بدور نسائها ، المانيا اليابان فرنسا يتحاكون كيف كان دور نسائهم العظيم فى اعادة البناء، فى الصمود فى صنع الرجال والاوطان .

اذا كان الرجل نصف المجتمع فالمرأة المجتمع كله ، المشهد للمرأة المصرية الجدعة بنت البلد الشهمة التى صنعت هؤلاء البواسل “اسود البر والجو والبحر” ، لم يتحدث عنهم الصديق فحسب بل العدو .

يعود الضابط منكسرا محبطا بعد هزيمة نكراء يطلب من زوجته اخذ ابنهم والرحيل الى بيت والديها تجسد الدور هند صبرى الضابط احمد عز فى اداء مبهر تحدثه عن ان الانسان قد يصيبه كابوس ولكنه لايقتله وعليه ان يستيقظ ويكمل الطريق .

يعيد الضابط حوار المشهد لضابط الشرطة الذى جاء بعد تحطيمه للسنترال دور المرأة المصرية فى اعادة الثقة والدعم والمسانده وشحذ الهمم .

لم يكن بالبيت فقط ولكن فى الميدان فى كل مكان اعتبرت هذا المشهد فى الحقيقة نصف المهمة ، فلولا وجود هذه الزوجة ، هذه الام ، هذه المرأة المصرية بكل ماتحمله من جينات سبعة الاف عام ، لما افاق الضابط .

تحياتى لجنودنا البواسل فى كل مكان ولزوجاتهم وامهاتهم اينما كانوا واتمني ان تهتم الدولة بالسينما وتشارك فى الانتاج السينمائي وزيادة فى مثل هذه الافلام لما لها من دور كبير ومؤثر فى وحدة ابناء الوطن .

اسامة بيومى
Osama Bayoumi

اقرأ للكاتب 

اسامة بيومى يكتب : الفنون ودورها فى التقارب بين الشعوب

شكرا للتعليق على الموضوع