فسخ الخطوبة بين الشرع والقانون وعلم النفس

تقرير وحوار : زينب محمد حسين

كثيرا ما تثار الخلافات العائلية والمجتمعية عند فسخ الخطوبة بين أهل الشاب والفتاة على أحقية كل طرف منهما للشبكة، وجرى العُرف الاجتماعي في كثير من المحافظات والقرى أنه من يرغب في فسخ الخطوبة عليه ترك الشبكة للطرف الآخر الأمر الذي يثير جدلا كبيرا.

وتنص المادة 500 من القانون المدني، على أنه يجوز للواهب أن يرجع في الهبة إذا قبل الموهوب له ذلك فإذا لم يقبل الموهوب له جاز للواهب أن يطلب من القضاء الترخيص له في الرجوع متى كان يستند في ذلك إلى عذر مقبول ولم يوجد مانع من الرجوع.

فالخطبة وإن كانت تمهيداَ للزواج وهو من مسائل الأحوال الشخصية إلا أن الهدايا التي يقدمها أحد الخاطبين للأخر ومنها الشبكة، إبان فترة الخطبة لا تعتبر من هذه المسائل لأنها ليست ركناَ من أركان الزواج ولا شرطاَ من شروط صحته، إذ يتم الزواج صحيحاَ بدونها ولا يتوقف عليها ومن ثم يكون النزاع بشأن تلك الهدايا بعيداَ عن المساس بعقد الزواج وما هو متعلق به ويخرج ذلك عن نطاق الأحوال الشخصية وتعتبر الهدايا من قبيل الهبات ويسرى عليها ما يسرى على الهبة من أحكام في القانون المدني.

ومن جانبها، قالت دار الإفتاء المصرية، في فتواها إن الخِطْبَة وقراءة الفاتحة وقبض المهر وقبول الشبكة والهدايا، كل ذلك من مقدمات الزواج، ومن قبيل الوعد به ما دام أن عقد الزواج لم يتم بأركانه وشروطه الشرعية، وقد جرت عادة الناس بأن يقدموا الخِطبة على عقد الزواج لتهيئة الجو الصالح بين العائلتين.

فإذا عدل أحد الطرفين عن عزمه ولم يتم العقد، فالمقرر شرعًا أن المهر إنما يثبت في ذمة الزوج بعقد الزواج، فإن لم يتم فلا تستحق المخطوبة منه شيئًا، وللخاطب استرداده، أما الشبكة التي قدمها الخاطب لمخطوبته فقد جرى العُرف على أنها جزء من المهر؛ لأن الناس يتفقون عليها في الزواج، وهذا يُخرِجها عن دائرة الهدايا ويُلحِقها بالمهر.

وقد جرى اعتبار العرف في التشريع الإسلامي؛ لقوله تعالى: ﴿خُذِ العَفوَ وأمُر بالعُرفِ﴾ [الأعراف: 199]، وفي الأثر عن ابن مسعود رضي الله عنه: «ما رَأى المُسلِمُونَ حَسَنًا فهو عند اللهِ حَسَنٌ، وما رَأَوا سَيِّئًا فهو عند اللهِ سَيِّئٌ» أخرجه أحمـد والطيالسي في مسنديهما.. فالشبكة من المهر، والمخطوبة المعدول عن خطبتها ليست زوجة حتى تستحق شيئًا من المهر؛ فإن المرأة تستحق بالعقد دون الدخول بها نصف المهر، وتستحق بالدخول المهر كله.

 المحررة زينب مع استاذ علم النفس الدكتور مصطفى يونس
المحررة زينب حسين مع استاذ علم النفس الدكتور مصطفى يونس

من جانبه، قال استاذ علم النفس الدكتور مصطفى يونس:” يتوقع المقبلون على الخطوبة، أنها ستكون عالم من الخيال، وأنهم يعيشون في حالة من الرومانسية حتى يجدون أنفسهم أمام مشكلات الزواج والاستعداد له ويفيقون على الواقع المرير”.

واضاف أن ، إنعدام الخبرة الكافية لدي الطرفين، وعدم قدرتهم على حل مشاكلهم، ومواجهه الصعاب، يعرضهم للكثير من الخلافات التي قد تنتهي بفسخ الخطوبة، وخاصة في ظل تدخل الأهل في حياة الطرفين، وفى بعض المشاكل، حيث أغلب حالات الانفصال ترجع لهذا السبب.

واشار الدكتور يونس، إلى تأثير الأصدقاء والمعارف والمقارنات التي تحدث ، فالفتاة ترى أنه لابد أن يحصل معها مثل صديقتها، من ويقدم لها خطيبها الهدايا في المناسبات المختلفة ، مما يثير شعور البنت بالغيرة.

ولفت إلى أن الشاب يتعرض لكثير من الضغوط بعد مرحلة الخطوبة، لتجهيز شقته في أحسن صورة، كما انه يصبح مشغولا كثيرا بذلك وبعمله، فيذهب إلى حبيبته من أجل سماع بعض الكلمات الرومانسية، ولا يفكر في خروجها، ويعتبر عندما تطلب منه ذلك إنها لا تقدر تعبه وضغطه، ولكن هذا غير صحيح، لأنها أجمل فترة في حياتهما، ولابد أن يعيشاها ويستمتعا بها.

ولكن ..لماذا يضطر الشباب إلى فسخ الخطبة؟

قالت رضوى على :ان سبب فسخ خطوبتها انها اكتشفت ان خطيبها خائن ولم يكتف بها ، وكان يتحدث مع الكثير من الفتيات وهى لم تعلم بذلك ولكن علمت عندما طلبت هاتفه ورأت بنفسها المحادثات على “الواتس اب” مع الكثير من الفتيات .

أما نادر نشأت :”طالب هندسة “، فقال ان السبب في فسخ خطبته هو عدم التوافق الاجتماعى والمالي بينهما، بالاضافة الى عدم التوافق الفكرى والثقافى ايضا واختلاف البيئه التى نشأ فيها كل منهما  .

وقالت سمية حسين ، “طالبه تجاره عين شمس″، انها لم توضع فى ذلك الموقف من قبل ولكن من  وجهه نظرها يمكن أن يكون السبب في فسخ الخطبة هو اكتشاف الطرفين مع مرور الوقت لعدم التوافق بينهما، مشيرة الى ان صديقتها فسخت خطوبتها لأنها لم تكن تعرف الشاب من قبل وكانت علاقتها به عبارة عن” زواج صالونات”ولم تسترح له نفسيآ.

فيما قالت “نورا” ، وهي موظفة بجامعة القاهرة، ان سبب فسخ خطوبتها هو خطيبها نفسه لأنه طلب من والدها ان يطيل فتره الخطوبه ليكمل “جهازه”، وبعد خطبتها بثلاثة أشهر طلب منها الشاب ان تتركه فتره ليفكر مع نفسه اذا ما كان مستعدا للزواج ام لا!.

وقال باسم مهدى :طالب بكلية الإعلام، انهه يمكن أن يكون السبب الأساسى هو الحماة، سواء كنت والدة البنت أو الشاب بسبب تدخلاتها المستمرة في حياة الاثنين ومحاولة فرض رايها عليهما.

شكرا للتعليق على الموضوع