علماء يطورون أول نظام تشفير محصن من القرصنة
تكنولوجيا – التلغراف : تمكن علماء اسكتلنديين من تطوير النظام الأمنيّ الأوّل في العالم غير القابل للاختراق.
وفي الواقع، لطالما خشي علماء الكمبيوتر من أنّ وصول ما يُعرف بالحوسبة الكموميّة سيسمح للمقرصنين بفك شيفرة البيانات المشفَّرة بسهولة.
لكنّ فريقاً عالميّاً، من ضمنه علماء من جامعة “سانت أندروز” الإسكتلنديّة، يقول إنّه توصّل إلى ما سمّاه “السريّة التامّة” من خلال ابتكار رقاقة إلكترونيّة تصنع على نحو فاعل مفتاحاً يُستخدم لمرة واحدة فقط في كل مرة تُرسل فيها البيانات من خلالها.
وقال البروفيسور أندريا دي فالكو من كلية الفيزياء وعلم الفلك في الجامعة، “يشابه الابتكار الجديد التحدّث إلى شخص ما باستخدام كوبين ورقيين مربوطين بخيط. وفي حال اعتصر المرء الكوبين بين يديه خلال التحدّث، حجب الصوت، بيد أنّهما في كل مرّة سيُعتصران بطريقة مختلفة كي لا يتمكّن أحد من اختراقهما. هذه التقنية الجديدة غير قابلة للاختراق على الإطلاق”.
وتعمل التقنية المزمعة عن طريق تخزين المعلومات الرقميّة على شكل ضوء، ثم تُمرَّر من خلال رقاقة سيليكون مهندسة بطريقة خاصة تحتوي على تراكيب تثني ذلك الضوء وتكسره، مشفِّرةً المعلومات.
والأهم أنّ الثني كما الانكسار يختلفان في كل مرة تُرسل فيها البيانات من مستخدم إلى آخر، ذلك اعتماداً على البيانات المحدَّدة التي يرسلها هؤلاء المستخدمون.
وإذا ثبتت صحة البحث، الذي نُشر في مجلة “نيتشر كوميونيكيشنز” العلميّة، يُقال إنّه سيحمل قيمة كبيرة بالنسبة إلى مزوِّدي خدمات الاتصالات والوكالات الحكوميّة والبنوك العالميّة، التي تتصارع جميعها مع المشكلة المُحتملة المتمثِّلة في إمكانية وصول “الهاكرز” إلى المعلومات المشفرة بسهولة في المستقبل.
وفي هذا الشأن، قال البروفيسور دي فالكو، “يزداد الناس قلقاً بشأن خصوصيّة بياناتهم، لذا فإنّ الابتكار الجديد يجعل أمنهم الإلكترونيّ محصناً ضدّ أي تغيِّرات في المستقبل.
وعلى الرغم من الاعتقاد السائد أنّ أجهزة الكمبيوتر الكموميّة ما زال أمامها شوطاً كبيراً، تزعم “غوغل” أنّ “سيكمور بروسيسور”، الكمبيوتر الكموميّ المطوَّر خصيصاً لها، قادر في الوقت الحاضر على حلّ مسائل تحتاج كمبيوترات أخرى إلى آلاف السنين كي تتمكّن من إنجازها.
و كان خبراء في الأمن الإلكترونيّ حذروا منذ مدة طويلة من أنّ برنامج التشفير الحالي سيصبح قديماً تماماً عند وصول تلك الأجهزة.
وقال أندريا فراتالوتشي، رئيس الدراسة والأستاذ المشارك في جامعة “الملك عبد الله للعلوم والتقنية” في المملكة العربية السعوديّة، إنّه “مع ظهور أجهزة كمبيوتر أكثر قوة وكموميّة، ستُخترق جميع عمليات التشفير الحاليّة في وقت قصير جداً، ما ينهك الخصوصيّة المتوفّرة في حاضرنا، والأهم من ذلك، الرسائل الماضية. وعلى سبيل المثل، في وسع المقرصن تخزين رسالة مشفرة تُرسل اليوم، ثم الانتظار إلى أن تصبح التكنولوجيا المناسبة متاحة لفك شيفرة تلك الرسالة.
وختم، “يُعتبر ابتكار وسائل ضخمة ومعقولة التكلفة تحفظ الأمن العالميّ مشكلة عالميّة، ولكن في مقدور البحث الجديد حلّها للجميع وفي كل مكان”.
The Independent