لِحَبِيبَتِي… “شعر” محسن عبد المعطي

الشاعر الدكتور والروائي: محسن  عبد المعطي محمد عبد ربه

{1} لِحَبِيبَتِي

مُهْدَاةٌ إِلَى صَدِيقَتِي الْحَمِيمَة الشَّاعِرَةُ المصرية الْمُبْدِعَةْ/ منى عثمان ‏تَقْدِيراً وَاعْتِزَازاً وَحُبًّا وَعِرْفَاناً مَعَ أَطْيَبِ التَّمَنِيَاتِ بِدَوَامِ التَّقَدُّمِ وَالتَّوْفِيقِ وَإِلَى الْأَمَامِ دَائِماً إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالـَى .      

كَـيْفَ الْـوُصُولُ إِلَـى الْـمَكْنُونِ فِي فِيهَا    …    شَـهْدِ الـرِّضَابِ وَقَـدْ أَمْـعَنْتُ أُغْوِيهَا؟!!!

رَكْـــضُ  الْـخَـيَالِ وَقَــدْ تَـاهَـتْ كِـتَـابَتُهَا    …    وَأُلِّــهَـتْ فِـــي سَــمَـاءِ الْـحُـبِّ تَـأْلِـيهَا

تَـخَـيُّـلٌ فِـــي رَبِــيـعِ الْــحُـبِّ مُـبْـدِعَـةٌ    …    أَمْــسَـتْ  تَــذُوبُ ونَــارُ الْـحُـبِّ تَـكْـوِيهَا

آهٍ  لِــتَـأْوِيـلِ مَــــا جَــــادَ الْــفُــؤَادُ بِـــهِ    …    فِـــي  مُـقْـلَتِيْهَا شُـعَـاعٌ بَــاتَ يُـصْـلِيهَا

وَقَــدْ  تَـلَاقَـى الْـمُـنَا وَالْــوَرْدُ فِـي أَمَـلٍ    …    أَنْ  يَـسْـتَـبِيحُوا كَــلَامـاً ظَـــلَّ يَـعْـنِـيهَا

يَــا  فُـلَّـةً فِــي حُـقُولِ الْـحُبِّ تَـجْذِبُنِي    …    وَقَــدْ تَـتَـالَى انْـهِـلَالُ الْـحُبِّ مَـشْدُوهَا

فِـي شِـعْرِهَا أَلَـقٌ فِي شَعْرِهَا غَسَقٌ    …    يُــغْــوِي الْـحَـلِـيمَ مَــجَـارَاةً وَتَـشْـبِـيهَا

فَـمَـا  لِـقَـلْبِي انْـبَرَى فِـي حُـبِّهَا عَـجَباً    …    مَــــا  لِــلْـفُـؤَادِ يَـــرُومُ الْــحُـبَّ تَـنْـوِيـهَا

أَدْمَــنْـتُ فِـــي حُـبِّـكُمْ أَطْــلَالَ غَـانِـيةٍ    …    تَـسْـبِي الْـفُـؤَادَ وَمَـا أَضْـمَرْتُ تَـشْوِيهَا

طُـوبَى لِـعَيْنَيْنِ بَـاتَا فِـي الْـهَوَى شَغَفاً    …    إِلَــى الْـحَبِيبِ وَهَـمْسُ الْـحُبِّ يُـحْلِيهَا

تَـهْـوَى الْـمَـجَازَ ومَـا يَـحْوِيهِ مِـنْ سَـهَرٍ    …    فِــي دَوْحَـةٍ مِـنْ ظِـلَالِ الْـحُبِّ تُـجْرِيهَا

هَـــذَا  الْـمَـجَـازُ دُرُوبٌ لَــيْـسَ يُـدْرِكُـهَـا    …    إِلَّا  الـلَّـبِـيـبُ أَتَــــي بِــالـحُـبِّ يَـبْـرِيـهَا

لَا تَـمْـكُثُوا فِــي نَـعِـيمِ الْـحُـبِّ تَـبْـصِرَةً    …    إِلَّا  فَــتَــاةً مَــعِـيـنُ الْــحُــبِّ يَـسْـقِـيهَا

يَــا  أَيُّـهَـا الـطَّـلَلُ الْـمَـأْهُولُ مِــنْ زَمَـنٍ    …    يَـهْوَى الْـمُكُوثَ عَـلَى أَغْـصَانِ مُنْشِيهَا

عَـــــرِّجْ  عَــلَـيْـهِـمْ بِــأَنْــغَـامٍ مُــوَقَّـعَـةٍ    …    مِـــنْ شَــاعِـرٍ طَـالَـمَـا غَـنَّـي بِـوَادِيـهَا

يَــا مَــنْ تَـخَـفَّتْ وَعَـيْـنُ الـلَّـهِ تَـحْمِيهَا    …    وَقَـــدْ  تَـخَـيَّـلْتُ كَــنْـزَ الـــدُّرِّ يَـشْـرِيـهَا

اَلْآهُ  تَــبْــقَـى وَلَا نَــسْــلُـو مَــآخِــذَهَـا    …    وَقَـــدْ تُــنَـادِي عَــلَـى مَـــنْ لَا يُـلَـبِّيهَا

هَــوِّنْ عَـلَـيْكَ فَـنَـبْضُ الـصَّـدْرِ مُـخْتَبِئُ    …    يَــعْــلُـو  إِذَا لَـــوَّحَــتْ يَــوْمَــا بِـأَيْـدِيـهَـا

وَالْـهُـدْبُ سَـهْرَانُ لَا يَـلْوِي عَـلَى حَـذَرٍ    …    مِـــنَ  الــدُّمُـوعِ الَّــتِـي بَـاتَـتْ تُـدَارِيـهَا

فَـــمِــنْ  بَــقَــايَـا دُمُـــــوعٍ لَا تُـوَلِّـفُـهَـا    …    خَــزَائِــنُ  الْــمَــالِ وَالْـمَـيَّـالُ يُـنْـشِـيهَا

تَـبْـقَيْنَ  يَــا حُـلْـوَتِي فِــي مَـرْتَعٍ لَـجِبٍ    …    وَالْــقَـلْـبُ  يَــنْــزِفُ بِــالْآهَـاتِ تُـعْـمِـيهَا

مَـــنْ لِــي بِـقَـلْبِكِ يَـشْـرِينِي وَأَعْـبُـدُهُ    …    وَتَـصْـطَـلِينَ  بِــنَـارِ الْــحُـبِّ أُذْكِـيـهَا؟!!!

مَـــنْ لِـلْـحَبِيبَةِ فِــي أَحْـلَـى مَـجَـالِيهَا    …    وَالْـقَـلْـبُ هَـــامَ بِـأَلْـحَـانٍ تُـنَـاجِيهَا؟!!!

فَــهَـاكَ قِـرْطَـاسُ حُــبٍّ فِــي مَـفَـاتِنِهَا    …    يَـــدْعُــو  الْـــيَــرَاعَ لِإِبْــــدَاعٍ يُـنَـاغِـيـهَا

وَذَاكَ  نَــامُــوسُ عِــشْــقٍ لَا يُـفَـارِقُـهَـا    …    طَـيْـرٌ جَــرِيءٌ يُـنَـادِي ..مَـنْ يُـدَانِيهَا؟!!

إِبْـدَاعُـهَـا  قِــمَّـةٌ فِـــي حِـضْـنِـهَا قَـلَـمٌ    …    يَـشْـدُو  بِـحُـبٍّ عَـظِـيمٍ فِــي خَـوَافِـيهَا

سُـورِيَّـةُ  الْـحُـبِّ قَــدْ غَـنَّـتْ بِـمُـهْجَتِهَا    …    يَـــا  مَـوْطِـنَ الْـحُـبِّ قَــدْ غَـنَّـيْتُهُ تِـيـهَا

أَرْضُ الْــبُـطُـولَاتِ لَا تَــرْضَـى بِـمَـهْـزَلَةٍ    …    عَـلَـى  الـتُّرَابِ الَّـذِي مَـا احْـتَاجَ تَـنْوِيهَا

سُــورِيَّـةُ الْــحُـبِّ فِـــي أَثْـنَـاءِ مَـعْـرَكَةٍ    …    أُكْــتُـوبَـرُ  الْـفَـخْـرِ لَا يَـنْـسَـى تَـآخِـيـهَا

فِــي  قَـصْـرِ قَـلْـبِي بُـيُوتٌ جَـاءَ يُـهْدِيهَا    …    مَـتَى{1} تَـهِلِّي عَـلَى الأَبْـيَاتِ تُـثْرِيهَا

طَـــارَ  اشْـتِـيَـاقِي إِلَـــى بَـــدْرٍ يُـؤَمِّـلُهُ    …    بَـــيْــنَ  الــسَّـمَـاءِ بِــأَجْــوَاءٍ يُـجَـاريـهَـا

لَـمَـحْتُ خَـدَّيْـكِ فِـي شَـوْقٍ قَـطَفْتُهُما    …    فَـــقَــامَ  ثَـــغْــرُكِ مُـشْـتَـاقـاً يُـهَـنِّـيـهَا

دَخَــلْــتُ أَجْــــوَاءَهُ بِــالْـحُـبِّ مُـلْـتَـهِـباً    …    لِـسَـانَ حُــبٍّ أَمُـصُّ الـشَّهْدَ مِـنْ فِـيهَا

مَــالَــتْ عَــلَـيَّ بِــقَـدٍّ صَـــارَ مُـلْـتَـصِقاً    …    كَـــــأَنَّ  أَرْوَاحَـــنَــا هَـــلَّــتْ أَمَــانِـيـهَـا

ضَـمَـمْـتُهَا  فَــارْتَـوَتْ وَالْــحُـبُّ أَمْـتَـعَـهَا    …    تَــرَعْـرَعَـتْ  أَرْضُــهَــا وَاخْــضَـرَّ وَادِيــهَـا

وَوَشْــوَشَـتْـنِـي  بِــأَشْــعَـارٍ تُـدَنْـدِنُـهَـا    …    طَــــابَ  الْـمُـقَـامُ بِـأَشْـعَـارٍ سَـتُـلْـقِيهَا

سَـهِـرْتُ لَـيْـلِي عَـلَـى أَلْـحَـانِ نَـادِيـهَا    …    دَعَـــوْتُ رَبَّ الْـــوَرَى بِـالْـخَـيْرِ يَـجْـزِيـهَا

أَلْـحَـانُـهَا  سُــكَّـرٌ قَـــدْ بِـــتُّ أرْشُـفُـهَـا    …    وَأَسْـتَـسِـيـغُ بِـقَـلْـبِـي مَــــنْ يُـؤَدِّيـهَـا

قَـدْ قَـابَلَتْنِي ابْـتِسَامَاتُ الـشِّفَاهِ عَلَى    …    دَرْبِ الْـهَـوَى فَـوَهَـبْتُ الْـعُـمْرَ يُـرْضِـيهَا

هِـلِّـي  عَـلَـيَّ بِـشِـعْرٍ بَـاسِـقٍ دَمِــسٍ    …    يُـرْضِـي الْـغُـرُورَ بِـإِحْـسَاسِي وَيُُـرْقِـيهَا

لُـحُونُ عِـطْرِ الْـهَوَى فِـي مُـقْلَتَيْ دَنِفٍ    …    يَـشْـتَـاقُهَا  وَلَـهِـيـبُ الْـعِـطْـرِ يُـحْـمِـيهَا

اَلــلَّـهُ يُـسْـعِـدُنِي إِنْ ذُقْــتُ مَـبْـسَمَهَا    …    بِــالـلَّـيْـلِ أَوْ بِــنَـهَـارِ الْــحُــبِّ أُلْـهِـيـهَـا

قَـدْ أَدْخَـلَتْنِي بُـحُورَ الْـحُبِّ وَاضْطَجَعَتْ    …    فَـرُحْـتُ  أَشْــرَبُ مِــنْ فَـحْـوَى تَـلَاقِيهَا

يَـــا  مَـــنْ شَـهِـدْتِ لِأَزْهَــارِي بِـمَـنْزِلَةٍ    …    تُـــبَــارِكِ الْـــحُــبَّ مِــعْــطَـاءً يُـوَالِـيـهَـا

أَرْجُـــوكِ فِـيـضِـي بِـأَلْـحَانٍ مُـسَـلْسَلَةٍ    …    أُزْهَـــى بِـــوَرْدِ جَــمَـالٍ فِــي مَـعَـانِيهَا

وَسَـطِّـرِي الْـحُـبَّ يَــا حَـسْنَاءُ مَـلْحَمَةً    …    تُــبَـارِكُ الـشَّـوْقَ فِــي أَبْـهَـاءِ مَـاضِـيهَا

وَاشْـفِـي  عَـلِيلاً بِـدَاءِ الْـحُبِّ يَـا أَمَـتِي    …    يَــا ظَـبْـيَةَ الــرُّوحِ بَــاتَ الْـقَـلْبُ يُـنْدِيهَا

مِـنْـكِ ابْـتِـسَامَةُ أُنْـثَـايَ الَّـتِي هَـبَطَتْ    …    عَــلَــيَّ  مِـــنْ جَــنَّـةٍ طَــابَـتْ لَـيَـالِـيهَا

فَــأَتْـحِـفِـيـنِـي  بِــــآيَـــاتٍ مُــصَــفَّـحَـةٍ    …    فَــأَمْـتَـطِـيـهَـا  بِــقَـاصِـيـهَـا وَدَانِــيــهَــا

وَأَرْشُــفُ الـشَّهْدَ فِـي لَـيْلٍ يُـؤَانِسُنِي    …    أَسْـتَـخْـرِجُ الـــدُّرَّ وَالْـمُـرْجَانَ يُـغْـشِيهَا

هِـــلِّــي  بِــلَـيْـلِـي بِــأَنْـغَـامٍ مُــعَـطَّـرَةٍ    …    مِـنْ مَـوْكِبِ الْـخُلْدِ بِـالْحُسْنَى يُـعَافِيهَا

أَنْـــتِ الــسَّـلَامُ لِـقَـلْبِي يَــا مُـعَـذِّبَتِي    …    يَــهْــوَى  رُبُــوعَــكِ مُــجْـتَـازاً أَعَـالِـيـهَـا

خَــــدَّاكِ  أَلْـهَـبَـتَـا حَــرْفِــي فَــأَرَّقَـنِـي    …    قَـالَ: ” اغْـتَنِمْهَا فَـمَا عَقْلِي بِسَالِيهَا “

قُـلْـتُ: “اصْـطَـبِرْ أَمَــا بِـالصَّبْرِ تَـقْدِمَةٌ ”    …    قَــالَ:  “اصْـطِـبَارِي جُـنُـونٌ بَـاتَ يُـؤْوِيهَا

أَنَــا فِــي الْـغَـرَامِ أَسِـيـرٌ فِـي مَـفَاتِنِهَا    …    لَـــنْ  أَبْـــرَحَ الْأَرْضَ إِلَّا فِـــي أَقَـاصِـيـهَا

تِــلْــكَ  الْأَمِــيـرَةُ تُـذْكِـيـنِي وَتُـطْـرِبُـنِي    …    وَتَـحْـتَـوِيـنِي  وَقَــلْـبِـي بَـــاتَ يَـحْـوِيـهَا

مَـلِـيكَةٌ فَــوْقَ عَــرْشِ الْـحُـبِّ يَـغْـبِطُهَا    …    أَهْـلُ  الْـهَوَى وَأَنَـا فِـي الْـحُبِّ وَالِـيهَا “

مَــا زِلْــتَ فِــي الْـقَلْبِ أَحْـلَاماً مُـؤَجَّلَةً    …    دَقَّــــاتِ  قَــلْـبِـي وأَنْـــتَ الْآنَ تُـغْـرِيـهَا

هَـيَّا اقْـتَرِبْ مِـنْ حَـنِينِ الـرُّوحِ مُـنْتَشِياً    …    بِـدَفْـقَـةِ الْـحُـبِّ قَــدْ فَـاضَـتْ مَـجَـارِيهَا

وَارْعَ  الْــفُــؤَادَ بِــمَــا تَــهْــوَاهُ مُـنْـفَـعِلاً    …    فِــــي  وَجْــنَـتَـيَّ فَــأَنْـتَ الْآنَ تَـعْـنِـيهَا

أَفْـــرِغْ زُيُـوتَـكَ فِــي مَـجْـرَايَ مُـنْـهَمِكاً    …    وَاعْــزِفْ حُـرُوفِي فَـأَنْتَ الْـيَوْمَ شَـادِيهَا

يَــا بَـلْسَمَ الـرُّوحِ طَـابَ الْـحُبُّ مُـكْتَمِلاً    …    يَـــا  بَـسْـمَـةَ الْأَمَـــلِ الْـمَـرْجُوِّ تُـبْـدِيهَا

حَـطِّمْ كُـؤُوسَ الـنَّوَى وَاهْـبِطْ بِـنَاعِسَةٍ    …    عَــلَـى يَــدَيْـكَ وَأَنْـــتَ الْـحُـبُّ تَـهْـرِيهَا

لَا  تَــيْــأَسَــنَّ إذَا طَـــالَــتْ مَـنَـاحَـتُـنَـا    …    وَارْجُ  الْـكَـرِيـمَ يُــؤَجِّـلْ فِـــي تَـمَـادِيـهَا

بِـالْأَمْـسِ نَـبَّـهْتُهَا فِــي الْـحُـبِّ تَـنْـبِيهَا    …    تَـحْـنُـو  عَــلَـيَّ بِــحَـالٍ لَـسْـتُ أَدْرِيـهَـا

رِيــمٌ  تَـجَـلَّتْ لِـنَـبْضِ الْـقَلْبٍ فِـي نَـغَمٍ    …    يَـحْـنُـو  عَـلَـى الــرُّوحِ سَـبَّـاقاً وَيَـبْـنِيهَا

فَـأَيْـقَـظَتْنِي مِــنَ الْأَوْهَــامِ وَانْـبَـطَحَتْ    …    تُـقَـبِّـلُ الْـقَـلْـبَ رَغَــمـاً مِــنْ مَـآسِـيهَا

حَـيَّـيْـتُهَا بِـجَـمِـيلِ الْـقَـوْلِ فَـانْـبَجَسَتْ    …    مَــنْـهَـا فُــيُــوضٌ بِـــإِذْنِ الــلَّـهِ بَـارِيـهَـا

وَفَـتَّـشَـتْ عَـــنْ لَآلِــي بَـيْـنَ جُـعْـبَتِهَا    …    تُــهْـدِي الْـقَـرِيحَةَ مِـنْـهَا قُـلْـتُ:صُونِيهَا

يَــا  رِيــمُ نِـعْـمَ شُـعُـورٌ لَـسْـتُ أُدْرِكُــهُ    …    جٌــــودٌ وَحِـــسٌ كَـــأَنَّ الــلَّـهَ يُـعْـطِـيهَا

أَيْـقَـظْـتِنِي بِـقِـطَـارِ الْــحُـبِّ فَـانْـفَجَرَتْ    …    مِـنِّـي الْأَحَـاسِـيسُ وَاحْـلَـوَّتْ مَـرَائِـيهَا

أَبْـدَعْـتُ فِـيـكِ قَـصِـيدَ الْـحُبِّ مُـشْتَعِلاً    …    يَـبْـنِي الْـقُـصُورَ عَـلَـى قَـلْـبِي وَيُـعْلِيهَا

أَبْـيَـاتُـهَا سُــطِّـرَتْ بِـالْـمَـاسِ مُـفْـتَـخِراً    …    بِـمَـا احْـتَـوَتْهُ مِــنَ الْأَلْـمَـاسِ تُـسْمِيهَا

وَصَــدْرُهَــا  مُــولَــعٌ بِـالـرِّيـمِ يَـقْـصِـدُهَا    …    بِـالْـبَـيِّـنَاتِ  الَّــتِــي تُــزْهَــى بِـرَائِـيـهَـا

وَعَــجْـزُهَـا  بِـبـدِيـعِ الْــقَـوْلِ مُـشْـتَـغِلٌ    …    حَــتَّــى رَآهَـــا وَقَـــدْ حَـــارَتْ مَـآقِـيـهَا

وَحَــشْـوُهَـا  بِــكُـنُـوزِ الْــحُــبِّ مُـرْتَـبِـطٌ    …    يَـــا سَــعْـدَ قَـارِئِـهَـا يَـــا بِـشْـرَ تَـالِـيهَا

مَـطْـلَـعُهَا  سُــنْـدُسٌ إِسْـتَـبْـرَقٌ حُـلَـلٌ    …    مِــــنَ الْــبَـيَـانِ وَتِــبْــرٌ فِـــي أَغَـانِـيـهَا

مَـقْـطَعُهَا  آيَــةٌ فِــي حُـسْـنِهَا شَـجَـنٌ    …    يَـــــرْوِي  الْـــفُــؤَادَ بــأَوْتَــارٍ تُـحَـاكِـيـهَا

تَـرْنِـيـمُـهَا  سَــاحِــرٌ وَالْــعَـزْفُ مُـنْـفَـرِدٌ    …    عَــلَـى مَـقَـاطِعِ شَــدْوٍ مِــنْ تَـشَـهِّيهَا

تَـقْـسِـيـمُهَا  رَائِــــعٌ تَــبْــدُو مَــلَامِـحُـهُ    …    فِـــي  لَـمْـسَةِ الْـعُـودِ وَالـدُّنْـيَا تُـهَـنِّيهَا

بَــلَاغَـةٌ  مِـــنْ جَــمَـالِ الــرُّوحِ يُـدْرِكُـهَا    …    قَــلْــبُ  الْـمُـتَـيَّـمِ مَــبْـهُـوراً بِـمُـلْـقِـيهَا

فَـصَـاحَـةُ مِـــنْ بُــحُـورِ الـضَّـادِ تَـغْـرِفُهَا    …    كَــلُـؤْلُـؤٍ  مِــــنْ بِــحَــارٍ عَــــزَّ مُـجْـرِيـهَا

غَــرَائِـزُ  الْــحُـبِّ يَـــا أَحْــلَـى قَـوَافِـيـهَا    …    تُــهْــدَى  إِلَــيْــكِ ثَــنَـاءً فِـــي تَـجَـلِّـيهَا

تِـلْـكَ الْـعَـصَافِيرُ تَـحْـيَى فِــي ضَـمَائِرِنَا    …    تَــغُــرِّدُ  الْــحُـبَّ زَهْـــراً مِـــنْ أَمَـانِـيـهَا

طَــارَتْ بِـجَوِّ الـسَّمَا مَـا كَـانَ يُـمْسِكُهَا    …    إِلَّا إِلَــــهَ الْـــوَرَى سُـبْـحَـانَ مُـنْـشِـيهَا

مِـنْـقَـارُهَا قِــمَّـةٌ قَـــدْ صَـــاغَ مُـعْـجِـزَةً    …    فِـــي  نُــورِهَـا وَالْإِلَـــهُ الْـحَـقُّ رَاعِـيـهَا

أَجْـنِـحَـةٌ  طَـالَـمَـا قَـــدْ أَبْــهَـرَتْ أُمَــمـاً    …    شُــدَّتْ إِلَـيْـهَا شُـعَـاعُ الـفَـجْرِ هَـادِيـهَا

تَـغْـرِيدَةُ الـشَّوْقِ فِـي أَحْـلَى مَـعَالِمِهَا    …    يَـشْـفِي الْـعَـلِيلَ دُعَــاءٌ مِــنْ مَـعَـالِيهَا

فَـسَـبِّحَنْ مَــنْ بَـرَاهَـا فِـي مَـحَاسِنِهَا    …    تَـحْكِي الْـعَرَائِسَ فِـي أَحْـلَى أَمَاسِيهَا

يَــا بَـحْـرَ عِـشْـقٍ مــدَى الأَيَّــامِ تَـالِيهَا    …    اِرْحَـــمْ  حَـبِـيـباً تَـــوَارَي فِــي بَـوَادِيـهَا

وَارْسِــــمْ  بِــرِيـشَـةِ فَــنَّـانٍ جَـوَانِـحَـهَا    …    وَارْسِـمْ وُرُودَ الْـهَنَا فِـي حُـبِّ سَاهِيهَا

لَــوِّنْ  أَحَـاسِيسَهَا الـشَّقْرَاءَ فِـي زَمَـنٍ    …    غَـــابَ الْـحَـبِيبُ بِــهِ وَالـدَّهْـرُ نَـاسِـيهَا

تَــاهَــتْ  بِـأَيَّـامِـهَـا شَــاهَـتْ بِـتَـجْـرِبَةٍ    …    تُـلْـفِي  عَـلِـيلَ الْـهَـوَى صَـبًّـا كَـآسِـيهَا

فَــسَـارِقٌ  حُـلْـمَـهُ مِــنْ قِـصَّـةٍ كُـتِـبَتْ    …    فَـصَـدَّقُـوهَـا عَــلَــى لَــحْــنٍ يُــدَارِيـهَـا

وَبَــارَكُــوا  عِـشْـقَـهَا صَــلُّـوا لِـمَـلْـحَمَةٍ    …    طَـــــارَ الْـــبُــرَاقُ بِــإِشْـعَـارٍ يُـؤَاخِـيـهَـا

فِــي عَـالَـمِ الْـعَـقْلِ أَسْـمَـوْهَا مُـعَـذَّبَةً    …    فَـــنُّ الْـجُـنُونِ طَـلِـيقٌ فِــي سَـوَاقِـيهَا

اَلْــعِـشْـقُ  يَــحْـنُـو بِــأَوْطَــانٍ مُـكَـبَّـلَـةٍ    …    سَـــابَ  الْـحَـنَانُ عَـلَـى أَوْتَــارِ حَـادِيـهَا

لَا  تَـــرْكَـــنَــنَّ لِآجَــــــــالٍ مُــعَــلَّــقَــةٍ    …    بِـضِـحْـكَـةِ الْــحُــبِّ مِـــنْ آلَاتِ رَائِـيـهَـا

فَـكِّـرْ  بِـمَـوْتٍ طَــوَاهُ الْـفِـكْرُ فِــي زَمَـنٍ    …    يَـخْـشَـى الْــهَـلَاكَ وَلَا يَـرْنُـو لِـمُـنْجِيهَا

فَـتِـلْـكَ  أَكْــوَانُ عِـشْـقٍ لَا حُــدُودَ لَـهَـا    …    وَإِنْ  تَــــبَـــدَّلَ مُــبْــدِيــهَـا وَمُــنْـهِـيـهَـا

اُعْـبُـرْ حَـبِـيبِي وَسَـافِـرْ فِـي ضَـوَاحِيهَا    …    وَانْــسَ  الْأَسِـيَّـةَ وَاكْـبَـحْ جَـوْرَ مَـاضِيهَا

وَامْــحُ  الـتَّـفَاصِيلَ مِــنْ قَـلْبٍ يَـئِنُّ بِـهَا    …    لَــيْـلُ الْـجَـرِيـحِ أَسِــيـرٌ فِــي دَيَـاجِـيهَا

أَلَـسْتَ أَنْـتَ ضِـيَاءَ الْـعَيْنِ تَأْسِرُنِي؟!!!    …    أَلَـسْتَ هَـمْساً حَـزِيناً فِـي بَلَاوِيهَا؟!!!

أَلَسْتَ كُلَّ الْمُنَى فِي الْأَمْسِ تَحْمِلُنِي    …    عَـلَـى جَـنَـاحِكَ فَـاسْـتَبْشِرْ بِـآتِيهَا؟!!!

يَـا  طَـيْرُ رَفْـرِفْ عَـلَى أَشْـجَارِ مَمْلَكَتِي    …    وَابْــنِ الْـعِـشَاشَ عَـلَى أَغْـصَانِ بَـادِيهَا

وَاصْـــدَحْ بِـأُغْـنِـيةٍ فِــي الْـبَـهْوِ خَـالِـدَةٍ    …    وَاشْــرَحْ لِـكُـلِّ الْــوَرَى فَـحْوَى تَـدَاعِيهَا

وَاسْـكُـبْ حَـنِينَكَ فِـي عَـيْنَيَّ مَـلْحَمَةً    …    تَــهْـوَى الْــوِصَـالَ وَبِـالْـحُسْنَى أُؤَدِّيـهَـا

عَـــانِــقْ  بِـقَـلْـبِـكَ أَفْــكَــارِي مُـقَـبَّـلَـةً    …    وَتَــــوِّجِ  الْـحُـسْـنَ بِـالْإِنْـعَـامِ يُـحْـمِـيهَا

تَــمَـلَّـكَـنْ  شَــفَــتَـيْ بِــنْــتٍ مُــدَلَّـلَـةٍ    …    بِـسُـكَّـرِ الْــحُـبِّ يَـسْـتَشْرِي بِـخَـافِيهَا

خُــذْنِـي  إِلَــيْـكَ وَشَـارِكْـنِي مُـعَـلَّقَتِي    …    جَــوَاهِـرُ  الْـقَـرْنِ فَـاضَـتْ مِــنْ رَوَابِـيـهَا

وَارْسِـــمْ  خَـيَـالِـي بِـحُـبٍّ خَـالِـدٍ غَــرِدٍ    …    كَـنَـجْمَةٍ فِــي سَـمَـاءِ الْـحُـبِّ لَاهِـيـهَا

حَـــاوَرْتُ  ظِــلَّـكَ يَـــا حُــبِّـي بِـوَمْـضَتِهِ    …    حـتَّـى  غَـفَـوتُ وَطَــابَ الْـيَـوْمَ غَـافِـيهَا

رَسَــمْــتُ  حُــبَّــكَ دِيــوَانــاً لِـشَـاعِـرَةٍ    …    تُـضْـفِي سِـيَـاجاً جَـمِيلاً فِـي دَوَاهِـيهَا

لَـوََّنْـتُهَا فِــي شِـفـاهِ الـشَّـوْقِ مَـكْرُمَةً    …    تَــحْـنُـو إِلَــيْـكَ وَلَـــوْ تَــدْنُـو مَـرَاسِـيـهَا

لَـوْحَـاتُ مَــاضٍ جَـمِـيلٍ يَـشْتَهِي قُـبَلاً    …    عِــنْــدَ الــلِّـقَـاءِ بِـتَـشْـرِيـفٍ يُـضَـاهِـيهَا

خُـــذْنِــي  إِلَـــيْــكَ بِـــــآرَاءٍ مُــدَنْــدِنَـةٍ    …    مَـــــعَ  الــرِّيَــاحِ مَــسَـاجَـاتٍ لِــرَاوِيـهَـا

عَـــلَّ الْـهَـزِيـعَ يُـــدَوِّي فِـــي خَـمَـائِلِنَا    …    كَــمُــنْـذِرٍ  بِـــوُلُــوجِ الــصُّــبْـحِ رَاقِــيـهَـا

صَـــوْتِــي  حَـــرِيــقٌ وَإِنْــــذَارٌ يُـقَـابِـلُـهُ    …    صَـــوْتٌ  عَـمِـيقٌ تَـدَلَّـى فِــي مُـحِـبِّيهَا

مَـتَى سَـنَبْدَأُ فِـي الـتَّعْلِيقِ يَـا شَلَلِي    …    زَيْــتُ الْـقَـنَادِيلِ رَشْــحٌ فِــي تَـلَاشِيهَا

شُــرُودُ نَـجْـمِي عَـلَـى مَـفَاصِلِي دَرَكٌ    …    صَـلَاتُـهَـا غَـائِـبٌ فِــي حِـضْـنِ آسِـيـهَا

حَـاوَلْـتُ رَسْـمَـكَ بَــدْراً فِــي غَـيَـاهِبِنَا    …    يُــضِــيءُ عَــتْـمَـةَ أَيَّــامِــي وَيُـحْـيِـيـهَا

أُحِــــسُّ أَنَّ بُــكَـائِـي فِــــي تَـلَافِـيـهَـا    …    يَــجْــتَـاحُ  قَــلْـبِـي بِــأَنْـغَـامٍ تُـسَـلِّـيـهَا

يَـا مُـنْتَهَى الـرُّوحِ طَـابَ الْـوُدُّ يَـا أَمَـلِي    …    بِـدَمْـعَـةِ الْــحُـبِّ نَـرْسُـو فِــي مَـآقِـيهَا

صَـدِيـقَتِي قَـدْ يَـطُولُ الْـبُعْدُ فِـي غَـدِنَا    …    أَجْـفَـانُـنَا  قَـــدْ بَــكَـتْ تَــرْوِي أَرَاضِـيـهَا

اِبْـكِـي عَـلَـى طَـلَـلٍ قَــدْ كَــانَ يَـزْرَعُنَا    …    بَـــيْــنَ  الْــحُـقُـولِ كَــأَزْهَــارٍ يُـرَاعِـيـهَـا

اِبْـكِـي فَـلَـحْنُ الْـبُكَا يَـشْفِي مَـوَاجِعَنَا    …    وَيَـرْجِـعُ الْـحُـبَّ يَـشْـدُو فِــي عَـصَارِيهَا

اِبْـكِي عَـلَى مُـقْلَتِي وَاسْـتَنْبِطِي عِلَلاً    …    قَـــدْ شَـرَّدَتْـنَا عَـلَـى أَحْـلَـى نَـوَاصِـيهَا

حَـقَائِبُ الـدَّمْعِ قَـدْ هَـلَّتْ عَـلَى عَـجَلٍ    …    بِـالـطِّيبِ يَـبْـنِي بُـيُـوتاً فِــي أَسَـامِـيهَا

لَا تَـسْـأَلَنْ كَـيْـفً جَـاءَتْ مِـنْ مَـنَاهِلِهَا    …    يَــا مَـنْـبَعَ الـدَّمْـعِ يَـجْرِي فِـي غَـنَاوِيهَا

لَـحْـنُ الـشِّـفَاهِ عَـلَى مَـرْسَى تَـقَابُلِنَا    …    يُــشَـيِّـدُ  الْــحُــبَّ عُــمْـرَانـاً يُـبَـاهِـيـهَا

صَـدْرِي ذِرَاعَـايَ فَـابْكِي فَوْقَ حِضْنِهِمَا    …    وَدَنْـدِنِـي  الـدَّمْـعَ يَـحْـنُو فِــي تَـدَارِيـهَا

أَشْـتَـاقُ  حِـضْـنَكِ يُـسْـبِينِي مُـعَلِّمَتِي    …    وَهَــاتِـفُ الـلَّـيْلِ يَـرْقَـى فِــي مَـرَاقِـيهَا

أَشْــتَـاقُ سِــفْـرَ حَـنِـيـنٍ فِــي تَـقَـلُّبِنَا    …    فِـي مَـرْكِبِ الْـحُبِّ نَـسْمُو فِي أَعَالِيهَا

أَشْـتَـاقُ أُنْـثَـى تُـشِـيعُ الْـفَرْحَ مُـكْتَمِلاً    …    سَــعَــادَةٌ جَـسَّـمَـتْ أَنْــقَـى بَـدَاريـهَـا

أَشْـتَـاقُ  حُـبَّكِ يَـجْنِي الْـوَرْدَ مِـنْ قُـبُلٍ    …    يُــزَيِّـنُ الْــفُـلَّ فِـــي أَشْـهَـى تَـدَانِـيهَا

مِــنَ  الـدُّخَـانِ كَـتَـبْتِ الـشِّـعْرَ مُـعْتَمِلاً    …    فِــي دّفَّــةِ الْـقَـلْبِ لَــمْ تَـحْتَرْ نَـوَاهِيهَا

أَبْـدَعْتِ يَـا جَـنَّتِي فِـي وَصْفِ ضَائِقَتِي    …    وَقَـــدْ  طَـرِبْـتُ بِـوَصْـفٍ فِــي خَـطَـاوِيهَا

إِنَّ  الَّــذِي قَــدْ حَـبَـاكِ الْـحَـرْفَ مُـقْـتَدِرٌ    …    يَــا رَبَّــةَ الْـحُـبِّ حَـتَّـى فِــي تَـجَـافِيهَا

أَطْـرَبْتِنِي  يَـا مَـلَاكَ الْـعُمْرِ فِـي شَـغَفٍ    …    قَـدْ هَـيَّجَ الـشَّوْقَ فِي الْأَعْمَاقِ يُحْلِيهَا

فَـكَـيْـفَ لِـــي بِـلِـقَـاءِ الْـعُـمْـرِ أَغْـنَـمُـهُ    …    وَكَـيْـفَ لِــي بِــدَوَامٍ فِـي تَـعَاطِيهَا ؟!!!

أَشْــتَـاقُ  لَـمْـسَةَ ثَـغْـرٍ فِــي تَـنَـاغُمِنَا    …    حُــسْـنُ  الْـتِـصَـاقٍ لِـجِـسْمَيْنَا يُـدَلِّـيهَا

أَشْـتَـاقُ ضَـمَّـةَ حُــبٍّ تَـشْتَهِي سُـفُناً    …    وَنَـنْتَشِي فِـي الْـهَوَى الْجَوَّالِ يُفْشِيهَا

وَيَــنْـبِـضُ الــشَّـوْقُ بِــالْأَفْـرَاحِ أَدْرِيــهَـا    …    إِلَـــى  الْـحَـيَـاةِ تَـغَـنَّـتْ فِــي نَـوَاحِـيهَا

مَـوَاجِـعَ الْـحُـبِّ قَــدْ مَـزَّقْـتِ أَشْـرِعَتِي    …    وَسَـفَّـهَ الْـحَـاسِدُونَ الـشِّـعْرَ تَـسْفِيهَا

تَـكَـادُ تَـأْكُـلُ فِــي عَـظْـمِي وَتُـوجِعُنِي    …    وَلَا  أُطِـــيــقُ دَبِــيــبـاً مِــــنْ تَـخَـفِّـيـهَا

يَـــا  لَـلْـغُـبَارِ بِـسِـفْـرِ الْــوَهْـمِ كَـبَّـلَنِي    …    وَقَـايَـضَ الْـعُـمْرَ حَـتَّـى احْـتَـاجَ تَـوْجِيهَا

شَـالُ الْـحَرِيرِ عَـلَى جِـيدِي يُـشَارِكُنِي    …    مَــرَاسِـمَ الْــحُـزْنِ وَالـلَّـحَّـادُ يُـسْـجِيهَا

يَـاقُـوتُ  جِــنٍّ عَـلَـى قُـرْطِـي يُـشَـكِّلُهُ    …    حَـتَّـى تَـخَفَّى عَـلَى الْأَلْـوَاحِ يُـشْجِيهَا

رُوحِــي الـطَّلِيقَةُ فِـي أَبْـهَى مَـنَاظِرِهَا    …    قَـــدْ  بَـوَّأَتْـنِـي عُــرُوشَ الْـجِـنِّ أَكْـرِيـهَا

يَــا  خَـمْـرَةَ الْـحُـبِّ أَلْـهُـو فِـي حَـبَابِيهَا    …    فَـيَـسْخَرُ الـسُّـكْرُ مِـنْ أَعْـمَاقِ جَـانِيهَا

فِـي  وَحْـدَتِي أَحْـتَسِيهَا بِـالْمُنَى ثَـمِلاً    …    حَــتَّـى يَــجِـيءَ بِـأَمْـرِ الْـحُـبِّ وَاهِـيـهَا

وَأَحْــلُـمُ الْـعُـمْـرَ فِــي بُـسْـتَانِهَا رَمَـقـاً    …    مِــنَ الْـحَـبِيبَةِ طَــابَ الـسِّـحْرُ نَـاشِيهَا

يُـخَـفِّفُ  الْـوَجْـدَ فِــي أَشْـجَـانِهَا طَـرَبـاً    …    مِــنَ الْـهَـوَى وَمِــنَ الْأَحْــزَانِ شَـاجِيهَا

أُحِـــسُّ ذَاتِـــي قَـرِيـبـاً مِــنْ مَـفَـاوِزِهَا    …    سِـحْـرُ  الْـقَـرِيضِ قَـرِيـبٌ مِــنْ بَـدَاوِيـهَا

يَــا  أَيُّـهَـا الـطَّـلَلُ الْـمَـهْجُورُ مِــنْ زَمَـنٍ    …    طَــــالَ  الْــفِـرَاقُ وَمَـــا يَــرْتَـدُّ حَـاوِيـهَـا

وَتَــائِـقٌ  لِـلَـذِيـذِ الــوَصْـلِ مِـــنْ زَمَـــنٍ    …    قَـدْ هَـيَّجَ الـشَّوْقَ فِي مَحْمُولِ سَابِيهَا

لَابْ تُــوبُّ فَـاضَ بِـمَا تَـحْوِيهِ مِـنْ عِـلَلٍ    …    وَبَـرْمَـجَ  الْـحُـبَّ فِــي صَـفْحَاتِ هَـاوِيهَا

وَالْـكُـومْبِيُوتَرُ حَــازَ الـشَّـوْقَ فِــي أُمَـمٍ    …    بِـالْـفِيسِ  تَـحْـيَى عَـلَـى وَهْـمٍ يُـمَنِّيهَا

يَـا حُـلْمَ عُـمْرِي وَمَـا يَـحْوِيهِ مِـنْ نُطَفٍ    …    تُــزَلْــزِلُ الْــكَـوْنَ إِنْ طَــافَـتْ بِـحَـادِيـهَا

إِنِّــي أَرَاهَــا بِـشَـدْوِ الْـحُـبِّ يَـقْـطِفُنِي    …    إِلَـــى  الـثُّـمَـالَةِ مِـــنْ أَكْــوَابِ لَاحِـيـهَا

فَـتَّـشْتُ  فِــي رَحْـلِهَا فَـانْتَابَنِي خَـجَلٌ    …    وَرُحْـــتُ  أَسْـتَـسْمِحُ الْإِصْـفَـاحَ يُـنْـبِيهَا

فَــقَـالَ: عَــفْـواً مَــعَـاذَ الـلَّـهِ يَــا أَبَـتِـي    …    إِنِّــي أَتِـيـهُ بِـمَنْ فِـي الْـحُبِّ يُـشْقِيهَا

قُـلْتُ: احْـتَرِسْ يَـا فَـتَى وَاحْذرْ بَوَادِرهَا    …    عَــقْـلُ  الـلَّـبِـيب بُـخُـورٌ فِــي تَـدَاعِـيهَا

يَـنْـتَـابُـنِـي  قَـــلَــقٌ يَــحْـتَـاجُ مَــبْـخَـرَةً    …    وَطَــائِـرُ الـــرَّخِّ فِـــي أَبْــيَـاتِ كَـاسِـيهَا

أَعْـشَـاشُهُ  فَــوْقَ دَوحِ الْـحُـبِّ مَـفْخَرَةٌ    …    يُـدَنْـدِنُ  الـلَّـحْنَ فِــي أَسْـمَـاعِ جَـابِيهَا

فَـــــلَا  الْــفِــرَاخُ فِــــرَاخٌ دُونَ عَـائِـلِـهَـا    …    وَلَا  حَـــيَــاةَ بِـــــدُونِ الْــخِــلِّ يُـرْبِـيـهَـا

فَـاظْـفَـرْ بِـــوُدٍّ مِـــنَ الْأَلْــبَـابِ مُـنْـتَـبِهاً    …    لِـفَـرْخَـةِ  الْــحُـبِّ بِـالْأَسْـحَـار تُـنْـسِيهَا

وَاحْــضُــنْ  حَـبِـيـبَـةَ أَيَّــــامٍ حَـنَـاجِـرُهَا    …    قَـدِ اسْتَوَتْ فَمَنِ اسْتَلْقَى يُسَوِّيهَا؟!!!

ضَـجَّـتْ طُـيُـورُ جَـمَـالٍ فِـي سَـوَاعِدِهَا    …    أَعْـــوَادُ  قَـــشٍ جَـمِـيـلٍ فِـــي تَـمَـنِّيهَا

قَــدِ ارْتَـعَـدْتُ وَمَــا وَفَّـيْـتُ فِــي حُـلَـلٍ    …    أَرْقَــى بِـهَا فِـي طُـقُوسٍ مِـنْ تَـبَاهِيهَا

أَمُـــدُّ  أَيْـــدِيَ حُـــبٍّ نَـحْـوَهَـا نَـشِـطـاً    …    أَرَاقِـــصُ  الْــحُـبَّ فِــي أَلْـحَـاظِ رَامِـيـهَا

تَـــرُدُّنِــي  وَأَنَـــــا عَـــمْــداً أُلَاحِــقُــهَـا    …    تَـخْشَى الْـمَنِيَّةَ مِـنْ عُـقْبَى حَوَاشِيهَا

وَحْـــشٌ تُـسَـايِـرُنِي حِـضْـنٌ تُـعَـاقِرُنِي    …    تَـخْـشَى تُـعَافِرُنِي فِـي قَـلْبِ سـارِيهَا

عَـزَفْـتُـهَـا وَأَجَــدْتُ الْــعَــزْفَ آخُــذُهَـا    …    عَــلَـى ذِرَاعَـــيَّ وَاهْـتَـاجَتْ سَـوَارِيـهَا

لَـحَّـنْتُهَا فِـي قَـوَافِي الْـحُبِّ وَانْـبَطَحَتْ    …    تَـغْـلِي بِـشَـوْقٍ جَـمِـيلٍ فِــي تَـعَـالِيهَا

فَـذُقْـتُهَا  وَرَشَـفْـتُ الـشَّـهْدَ مِــنْ أَمَـمٍ    …    فَـعَـانَـقَـتْنِي  وَغَــابَـتْ فِـــي تَـلَاهِـيـهَا

قَـبَّـلْـتُـهَا  وَفَــتَـحْـتُ الــلَّابَ مُـغْـتَـبِطاً    …    أَرْوِي  أَرَاضِـيَ بُـــوراً فِـــي حَـوَارِيـهَـا

مَــالَـتْ  عَــلَـيَّ وَقَـــدْ قَـلَّـبْـتَهَا سَـلَـفاً    …    أُلَاعِــــبُ  الْــجُــزْءَ وَالْآهَــــاتُ تُـحْـنِـيهَا

فَــمِـنْ أَمَــامٍ وَمِــنْ خَـلْـفٍ تُـنَـاشِدُنِي    …    فَـأَلْـعَـبُ  الـــدَّورَ حَـمْـياً فِــي تَـحَـمِّيهَا

وَتَـكْـتَـوِيـنَ  بِــأَمْــرِ الْــحُــبِّ مُـشْـتَـعِلاً    …    أُفَــكِّــكُ  الْــقَــدَّ مِــــنْ آثَــارِ عَارِيـهَـا

سِـيـجَارُهَا أَشْـعَـلَتْ تُـحْـمِي حَـرَائِقَهَا    …    وَأَشْــعَـلَـتْـنِـي وِبِــالـنَّـجْـوَى أُوَفِّــيــهَـا

وَجَـــاءَ  بَــعْـدَ سِـنِـيـنِ الـتِّـيـهِ يُـقْـرِيـهَا    …    قَـصِـيـدَةَ الْــحُـبِّ رَغْــمـاً مِـــنْ تَـوَلِّـيهَا

فَـهَـمْـهَمَتْ بِــكَـلَامِ الْـحُـبِّ وَاخْـتَـلَقَتْ    …    بَـعْـضَ الْـعِـبَارَاتِ فِــي الـنَّجْوَى تُـزْكِّيهَا

فَـقَـالَ : “إِنِّــي شَـغُـوفٌ أَنْ أَرَى مَـلَـكاً    …    وَلَا  أُرِيـــــدُ مَـــزِيــداً مِـــــنْ تَـنَـحِّـيـهَا”

قَـالَـتْ: “وَهَـبْـتُكَ زَهْــرَ الْـعُـمْرِ تَـقْطِفُهُ    …    فَـادْخُـلْ لَـعَـلَّكَ فِـي الـسُّكْنَى مُـرَبِّيهَا

فَـقُـلْتُ: “عَـيْـنَاكِ بِـالْأَسْحَارِ تَـشْغَلُنِي    …    لِأَلْــعَـقَ الْـحُـبَّ أَحْـلَـى فِــي تَـصَـدِّيهَا

أَمَّــــا شِــفَـاهُـكِ تَـسْـبِـيـحٌ يُـجَـنِّـنُنِي    …    فَـأَثْـمَـلُ الـلَّـيْـلَ فِــي فَـحْـوَى تَـلَـهِّيهَا

وَالْــوَجْـنَـتَـانِ دَعْــتْــنِـي أَنْ أُلَاعِــبَــهَـا    …    وَاسْـتَـبْشَرَتْ  بِـحَـمِيمِ الـسَّطْوِ يُـغْلِيهَا

دَخَـلْـتُ أَسْـنَـانَ حُــبٍّ فِــي تَـبَـسُّمِهَا    …    أَمُـــوتُ  فِـــي قُـبْـلَـةٍ مِـنْـهَـا وَأُحْـمِـيهَا

قَـــدْ هَــكَّـرُوا صَـفْـحَتِي رِفْـقـاً بِـتَـالِيهَا    …    وَدَمَّـرُوا  الحُلَـلَ الْـحُـلْـوَى لِـقَـارِيـهَا

تَـبًّـا لَـهُـمْ مِــنْ أُنَــاسٍ حَـاوَلُـوا سَـلَـفاً    …    تَـحْـطِـيمَ كُـــلِّ جَـمِـيـلٍ فِـــي تَـرَقِّـيهَا

اَلـثَّـلْـجُ  لَــيْـسَ مُـقِـيـماً فَـــوْقَ دَارَتِـنَـا    …    فَـالـشَّـمْسُ  تَـصْـهَـرُهُ حَـتْـماً وَتُـدْفِـيهَا

وَتَـحْصُـدُ  الْـهَالَـةَ الْـبَـيْضَاءَ مِــنْ فَـنَـنٍ    …    بِطَـلْعَـةٍ  سَــجَّـلَـتْ فَـخْـراً لِـوَاعِـيـهَا

تَـسْـبِـي الْـجَـمَـالَ بِـتَـرْنِـيمٍ لِـمُـبْدِعِهَا    …    فَــوْقَ الْـخُـدُودِ الـلَّـوَاتِي فِـي نَـوَاصِيهَا

وَتُــرْجِـعُ  الْأَمَــلَ الْـمَـدْفُونَ مِــنْ كَـفَـنٍ    …    يَـشْـدُو  وَيُــبْـدِعُ آفَـــاقــاً تُــوَازِيــهَـا

مُــغَــازِلاً  شَــفَـتَـيْ أُنْــثَـى تُـكَـمِّـلُنِي    …    بِـحِـضْـنِ قَـلْـبِي الَّــذِي دَوْمــاً يُـوَافِـيهَا

فِــي  عِـشْـقِهَا قِـصَّـةٌ فِـي حُـبِّهَا نَـغَمٌ    …    تَــلَـذَّذَ الْـقَـلْـبُ فِــي رَضْــوَى يَـمَـانِيهَا

وَلَـمْ  يَـزَلْ حُـبُّـهَـا يَـجْـتَـازُ حَـاجِـزَنَـا    …    مُـرَطِّــبـاً  جَــوَّنَــا سِـــحْـراً يُـنَـقِّـيـهَـا

لَــوْلَاكِ يَــا حُـلْوتِي لَاحْـتَرْتُ فِـي زَمَـنٍ    …    مَــا جَــاءَ يَـوْماً عَـلَى الْـبَلْوَى يُـوَاسِيهَا

يَـا شَـهْدَ عُـمْرِي الَّـذِي أَرْتَاحُ فِي كَنَفٍ    …    مِــنْــهُ بِــنُــورِ الْـهَـنَـا وَالْــحُـبُّ ثَـانِـيـهَا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

{1}متى هنا حرف شرط جازم يدل على الزمان ويكون فعلا الشرط والجواب المضارعان مجزومين؛ لذلك تسمّى هذه الأداة بـ (أداة الشرط الجازمة).

وعلامتا جزم الفعلين المضارعين هنا:

حذف النون لأن فعلَيْ الشرط والجواب من الأفعال الخمسة.. وأصلهما{ تَهِلِّين تُثْرِينهَا}.

{2}{2}هذه المعلقة من بحر البسيط التام

ثاني البسيط  :

العروض تام مخبون

والضرب تام مقطوع

– التفعيلة المخبونة هي التي لحقها الخبن والْخَبْن هو حذف الحرف الثاني الساكن من التفعيلة ولا بد أن يكون هذا الحرف المحذوف هو ثاني سبب خفيف.

–  فعِلنْ هي فاعلن حذف ثانيها الساكن أي خبنت.

 –  التفعيلة السليمة هي التي تقع في الحشو وتسلم من الزحاف.

ووزن بحر البسيط التام  :

مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَعِلُنْ = مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَعْلُنْ

البسيط التام :

هو الذي وُجدت تفعيلاته الثمانية في البيت مثل :

كَـيْفَ الْـوُصُولُ إِلَـى الْـمَكْنُونِ فِي فِيهَا    …    شَـهْدِ الـرِّضَابِ وَقَـدْ أَمْـعَنْتُ أُغْوِيهَا؟!!!

رَكْـــضُ  الْـخَـيَالِ وَقَــدْ تَـاهَـتْ كِـتَـابَتُهَا    …    وَأُلِّــهَـتْ فِـــي سَــمَـاءِ الْـحُـبِّ تَـأْلِـيهَا

تَـخَـيُّـلٌ فِـــي رَبِــيـعِ الْــحُـبِّ مُـبْـدِعَـةٌ    …    أَمْــسَـتْ  تَــذُوبُ ونَــارُ الْـحُـبِّ تَـكْـوِيهَا

آهٍ  لِــتَـأْوِيـلِ مَــــا جَــــادَ الْــفُــؤَادُ بِـــهِ    …    فِـــي  مُـقْـلَتِيْهَا شُـعَـاعٌ بَــاتَ يُـصْـلِيهَا

وَقَــدْ  تَـلَاقَـى الْـمُـنَا وَالْــوَرْدُ فِـي أَمَـلٍ    …    أَنْ  يَـسْـتَـبِيحُوا كَــلَامـاً ظَـــلَّ يَـعْـنِـيهَا

يَــا  فُـلَّـةً فِــي حُـقُولِ الْـحُبِّ تَـجْذِبُنِي    …    وَقَــدْ تَـتَـالَى انْـهِـلَالُ الْـحُبِّ مَـشْدُوهَا

فِـي شِـعْرِهَا أَلَـقٌ فِي شَعْرِهَا غَسَقٌ    …    يُــغْــوِي الْـحَـلِـيمَ مَــجَـارَاةً وَتَـشْـبِـيهَا

————————————————————————

{2}القصيدة العمرية للشاعر حافظ إبراهيم

هي من أشهر قصائد مدح أمير المؤمنيين عمر بن الخطاب رضي الله عنه والقصيدة من البحر البسيط التام

( عمر بن الخطاب )

حَسْبُ القَوَافِي وَحَسْبِي حِينَ أُلْقِيهَا    …    أَنِّــي إِلــى سَـاحَـةِ الـفَارُوقِ أُهْـدِيهَا

اللهم هــب لــي بـيـانا أسـتـعين بـه    …    عــلـى  قـضـاء حـقـوق نــام قـاضـيها

قـــد نـازعـتـني نـفـسـي أن أوفـيـها    …    ولـيـس فـي طـوق مـثلي أن يـوفيها

فــمـر ســري الـمـعاني أن يـواتـيني    …    فـيـها فـإنـي ضـعـيف الـحـال واهـيها

(مقتل عمر)

مـولـى الـمـغيرة لا جـادتك غـادية    …    مـن رحـمة الله مـا جـادت غواديها

مـزقـت  مـنه أديـما حـشوه هـمم    …    فــي  ذمــة الله عـالـيها ومـاضـيها

طـعـنت خـاصـرة الـفاروق مـنتقما    …    مـن الـحنيفة فـي أعـلى مجاليها

فـأصـبحت دولــة الإســلام حـائرة    …    تـشكو الـوجيعة لـما مـات آسـيها

مـضـى وخـلّـفها كـالطود راسـخة    …    وزان بـالـعـدل والـتـقـوى مـغـانيها

تـنـبو الـمعاول عـنها وهـي قـائمة    …    والـهـادمـون  كـثـير فــي نـواحـيها

حــتـى إذا مـــا تــولاهـا مـهـدمها    …    صــاح  الــزوال بـهـا فـاندك عـاليها

واهـا على دولة بالأمس قد ملأت    …    جـوانب الـشرق رغـدا فـي أياديها

كـــم ظـلـلتها وحـاطـتها بـأجـنحة    …    عـن أعـين الـدهر قد كانت تواريها

مــن الـعناية قـد ريـشت قـوادمها    …    ومن صميم التقى ريشت خوافيها

و الله مــا غـالـها قـدمـا وكــاد لـها    …    واجــتــث  دوحــتـهـا إلا مـوالـيـهـا

لـو أنها في صميم العرب ما بقيت    …    لـمـا نـعـاها عـلـى الأيــام نـاعيها

يــا لـيـتهم سـمعوا مـا قـاله عـمر    …    والــروح  قــد بـلـغت مـنـه تـراقيها

لا تـكـثروا مـن مـواليكم فـإن لـهم    …    مـطـامع بَـسَمَاتُ الـضعف تـخفيها

(إسلام عمر )

رأيـــت فــي الـديـن آراء مـوفـقة    …    فـــأنـــزل الله قـــرآنـــا يــزكـيـهـا

و  كـنـت أول مــن قـرت بـصحبته    …    عـيـن الـحنيفة واجـتازت أمـانيها

قد كنت أعدى أعاديها فصرت لها    …    بـنـعمة الله حـصـنا مــن أعـاديها

خرجت تبغي أذاها في محمدها    …    ولـلـحـنـيـفـة  جـــبــار يــوالـيـهـا

فـلـم تـكـد تـسمع الآيـات بـالغة    …    حـتى انـكفأت تـناوي من يناويها

سـمعت سـورة طـه مـن مـرتلها    …    فـزلـزلت نـيـة قــد كـنـت تـنـويها

و قــلـت فـيـها مـقـالا لا يـطـاوله    …    قول المحب الذي قد بات يطريها

و يوم أسلمت عز الحق وارتفعت    …    عـن كـاهل الـدين أثـقالا يـعانيها

و صـاح فيها بلال صيحة خشعت    …    لـهـا الـقـلوب ولـبـت أمــر بـاريها

فـأنت فـي زمن المختار منجدها    …    وأنـت فـي زمـن الصديق منجيها

كـم اسـتراك رسـول الله مـغتبطا    …    بـحـكمة لــك عـند الـرأي يـلفيها

(عمر وبيعة أبي بكر )

ومـوقـف لــك بـعـد الـمـصطفى افـترقت    …    فــيــه  الـصـحـابة لــمـا غـــاب هـاديـهـا

بــايــعـت  فـــيــه أبـــــا بــكــر فـبـايـعـه    …    عــلــى  الــخـلافـة قـاصـيـهـا ودانــيـهـا

وأطــفـئـت  فــتـنـة لــــولاك لاسـتـعـرت    …    بــيــن الـقـبـائـل وانــسـابـت أفـاعـيـهـا

بـــات الـنـبـي مـسـجـا فـــي حـظـيرته    …    وأنــــت  مـسـتـعـر الاحــشــاء دامـيـهـا

تـهـيم بـيـن عـجيج الـناس فـي دهـش    …    مـن نـبأة قـد سـرى في الأرض ساريها

تصيح : من قال نفس المصطفى قبضت    …    عـــلــوت  هــامـتـه بـالـسـيـف أبــريـهـا

أنـــســاك  حــبــك طــــه أنــــه بــشــر    …    يـجـري عـلـيه شــؤون الـكـون مـجـريها

و  أنـــــــــه وارد لابـــــــــد مــــوردهــــا    …    مـــــن  الــمـنـيـة لا يـعـفـيـه سـاقـيـهـا

نـسـيـت  فـــي حـــق طــه آيــة نـزلـت    …    وقــــــد  يـــذكّـــر بـــالآيـــات نــاسـيـهـا

ذهــلــت يــومـا فـكـانـت فـتـنـة عــمـم    …    وثــــاب  رشــــدك فـانـجـابـت ديـاجـيـها

فـلـلـسـقـيفة يـــــوم أنـــــت صــاحـبـه    …    فــيـه  الـخـلافـة قــد شـيـدت أواسـيـها

مـــدت  لــهـا الأوس كــفـا كــي تـنـاوله    …    فـــمــدت  الــخــزرج الايــــدي تـبـاريـهـا

و  ظـــــن كــــل فــريــق أن صـاحـبـهـم    …    أولــــى بــهـا وأتـــى الـشـحـناء آتـيـهـا

حــتـى انـبـريـت لـهـم فـارتـد طـامـعهم    …    عــنـهـا  وآخــــى أبــــو بــكــر أواخـيـهـا

( عمر وعلي )        

وقــولــة  لــعـلـي قــالـهـا عــمـر    …    أكــرم بـسامعها أعـظم بـملقيها

حـرقتُ دارك لا أبـقي عـليك بـها    …    إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها

مـا كـان غير أبى حفص يفوه بها    …    أمـــام فــارس عـدنـان وحـامـيها

كـلاهما فـي سبيل الحق عزمته    …    لا تـنـثني أو يـكـون الـحق ثـانيها

فـاذكـرهما وتـرحـم كـلـما ذكـروا    …    أعـاظما ألِّـهوا فـي الـكون تـأليها

( عمر وجبله بن الايهم )

كم خفت في الله مضعوفا دعاك به    …    وكـــم  أخـفـت قـويـا يـنـثني تـيـها

و فـي حـديث فتى غسان موعظة    …    لــكـل ذي نــعـرة يـأبـى تـنـاسيها

فــمـا  الــقـوي قــويـا رغــم عـزتـه    …    عـنـد  الـخصومة والـفاروق قـاضيها

ومــا  الـضـعيف ضـعيفا بـعد حـجته    …    وإن  تــخــاصـم والــيـهـا وراعــيـهـا

( عمر وأبو سفيان )

ومـا أقـلت أبا سفيان حين طوى    …    عــنـك الـهـدية مـعـتزا بـمـهديها

لم يغن عنه وقد حاسبته حسب    …    ولا مــعـاويـة بــالـشـام يـجـبـيها

قـيدت مـنه جـليلا شـاب مـفرقه    …    فـي عـزة لـيس مـن عـز يـدانيها

قـد نـوهوا بـاسمه فـي جاهليته    …    وزاده ســيــد الـكـونـيـن تـنـويـها

فـي فـتح مـكة كـانت داره حـرما    …    قـد أمّـن الله بـعد الـبيت غاشيها

وكـل ذلـك لـم يـشفع لـدى عمر    …    فـي هـفوة لأبـي سـفيان يـأتيها

تالله لـــو فـعـل الـخـطاب فـعـلته    …    لــمـا تــرخـص فـيـها أو يـجـازيها

فـلا الـحسابة فـي حـق يجاملها    …    ولا الـقـرابة فــي بـطـل يـحـابيها

وتـلـك قــوة نـفـس لــو أراد بـهـا    …    شـم الـجبال لـما قـرت رواسـيها

(عمر وخالد بن الوليد)

سل قاهر الفرس والرومان هل شفعت    …    لـــه  الـفـتـوح وهـــل أغــنـى تـوالـيـها

غــزى فـأبـلى وخـيـل الله قــد عـقـدت    …    بـالـيـمن والـنـصـر والـبـشرى نـواصـيها

يــرمــي  الأعــــادي بــــآراء مــســددة    …    وبــالـفـوارس قــــد ســالـت مـذاكـيـها

مــــا  واقــــع الــــروم إلا فـــر قـارحـهـا    …    ولا رمـــى الــفـرس إلا طــاش رامـيـها

ولـــم  يــجـز بــلـدة إلا سـمـعـت بــهـا    …    الله  أكـــبــر تـــــدْوي فــــي نـواحـيـهـا

عــشــرون  مــوقـعـة مــــرت مـحـجـلة    …    مــن بـعـد عـشـر بـنان الـفتح تـحصيها

و  خــالــد فـــي سـبـيـل الله مـوقـدهـا    …    وخــالــد  فــــي ســبـيـل الله صـالـيـها

أتــــاه  أمــــر أبــــي حــفــص فـقـبـلـه    …    كــــمــــا  يـــقـــبــل آي الله تــالــيــهـا

واسـتـقبل الـعـزل فــي إبــان سـطوته    …    ومــجـده  مـسـتـريح الـنـفـس هـاديـها

فـاعـجـب لـسـيـد مــخـزوم وفـارسـهـا    …    يـــــوم  الـــنــزال إذا نــــادى مـنـاديـهـا

يـــقــوده  حــبـشـي فــــي عـمـامـتـه    …    ولا  تــــحـــرك مــــخـــزوم عــوالــيــهـا

ألــقـى الـقـيـاد إلــى الـجـراح مـمـتثلا    …    وعـــزة الـنـفس لــم تـجـرح حـواشـيها

وانـضـم لـلـجند يـمـشي تـحـت رايـتـه    …    وبــالــحــيـاة  إذا مــــالـــت يــفــديــهـا

ومـــا عــرتـه شــكـوك فـــي خـلـيـفته    …    ولا ارتــضــى إمــــرة الــجـراح تـمـويـها

فــخــالـد  كــــان يــــدري أن صــاحـبـه    …    قـــد وجـــه الـنـفس نـحـو الله تـوجـيها

فــمــا يــعـالـج مـــن قـــول ولا عــمـل    …    إلا  أراد بــــــــه لـــلــنــاس تــرفــيــهـا

لــــذاك  أوصــــى بــــأولاد لـــه عــمـرا    …    لــمـا  دعـــاه إلــى الـفـردوس داعـيـها

ومــا  نـهـى عـمـر فــي يــوم مـصـرعه    …    نــســاء  مــخـزوم أن تـبـكـي بـواكـيـها

وقــيـل فــارقـت يـــا فـــاروق صـاحـبـنا    …    فـيـه وقــد كـان أعـطى الـقوس بـاريها

فـقـال  خـفـت افـتـتان الـمـسلمين بـه    …    وفـتـنـة الـنـفـس أعـيـت مــن يـداويـها

هــبـوه  أخــطـأ فـــي تــأويـل مـقـصده    …    وأنــهـا  سـقـطـة فـــي عــيـن نـاعـيها

فــلـن  تـعـيـب حـصـيـف الـــرأي زلــتـه    …    حــتـى يـعـيـب سـيـوف الـهـند نـابـيها

تالله لــم يـتَّـبع فــي ابـن الـوليد هـوى    …    ولا شـفـى غـلـة فــي الـصـدر يـطويها

لــكــنــه  قــــــد رأى رأيــــــا فــأتـبـعـه    …    عــزيـمـة مــنـه لـــم تـثـلـم مـواضـيـها

لــم يــرع فـي طـاعة الـمولى خـؤولته    …    ولا  رعــــى غــيـرهـا فــيـمـا يـنـافـيـها

ومـــا أصـــاب ابــنـه والــسـوط يـأخـذه    …    لــديـه  مــن رأفــة فــي الـحـد يـبـديها

إن  الـــــذي بـــــرأ الـــفــاروق نــزهــه    …    عــــن  الـنـقـائـص والأغـــراض تـنـزيـها

فـــذاك خـلـق مــن الـفـردوس طـيـنته    …    الله  أودع فـــيـــهــا مــــــــا يــنــقـيـهـا

لا  الـكـبر يـسـكنها لا الـظـلم يـصـحبها    …    لا الـحـقـد يـعـرفـها لا الـحـرص يـغـويها

(عـــمـــر  وعـــمـــرو بـــــن الـــعــاص)

شــاطـرت  داهــيـة الــسـواس ثــروتـه    …    ولــــم  تــخـفـه بـمـصـر وهـــو والـيـهـا

و أنـــت تـعـرف عـمـرا فــي حـواضـرها    …    ولــسـت تـجـهـل عـمـرا فــي بـواديـها

لــم تـنـبت الأرض كـابن الـعاص داهـية    …    يـرمـي الـخـطوب بـرأي لـيس يـخطيها

فــلـم  يـــرغ حـيـلـة فـيـمـا أمــرت بــه    …    وقـــام  عـمـرو إلــى الأجـمـال يـزجـيها

و لــم تـقـل عـامـلا مـنـها وقــد كـثـرت    …    أمــوالـه  وفــشـا فــي الأرض فـاشـيها

(عـــــمــــر  وولــــــــده عــــبــــد الله )

و  مـــا وقـــى ابــنـك عــبـد الله أيـنـقه    …    لــمـا  اطـلـعـت عـلـيـها فــي مـراعـيها

رأيـتـهـا فـــي حــمـاه وهــي سـارحـة    …    مــثـل الـقـصـور قـــد اهــتـزت أعـالـيها

فـقـلـت مـــا كـــان عـبـد الله يـشـبعها    …    لـــو  لــم يـكـن ولــدي أو كــان يـرويـها

قـــد اسـتـعـان بـجـاهي فــي تـجـارته    …    وبـــات  بــاسـم أبـــي حـفـص يـنـميها

ردوا الــنـيـاق لــبـيـت الــمــال إن لـــه    …    حـــق  الــزيـادة فـيـهـا قــبـل شـاريـهـا

و هــــــذه خـــطـــة لـــلـــه واضــعــهـا    …    ردت حــقـوقـا فــأغـنـت مـسـتـميحيها

مــــا  لاشـتـراكـية الـمـنـشود جـانـبـها    …    بـيـن  الــورى غـيـر مـبنى مـن مـبانيها

فـــإن نــكـن نــحـن أهـلـيـها ومـنـبـتها    …    فــإنــهـم  عــرفــوهـا قـــبــل أهـلـيـهـا

(عــــمـــر  ونـــصـــر بــــــن حـــجـــاج)

جــنـى  الـجـمـال عــلـى نـصـر فـغـربه    …    عـــــن  الــمـديـنـة تــبـكـيـه ويـبـكـيـها

و كـم رمـت قـسمات الـحسن صاحبها    …    وأتــعـبـت  قـصـبـات الـسـبـق حـاويـهـا

و  زهــرة الــروض لــولا حـسـن رونـقها    …    لــمـا اسـتـطالت عـلـيها كــف جـانـيها

كــانــت  لــــه لــمــة فـيـنـانـة عــجـب    …    عــلــى  جــبـيـن خــلـيـق أن يـحـلـيها

و  كــان أنــى مـشـى مـالـت عـقـائلها    …    شـوقـا  إلـيـه وكــاد الـحـسن يـسـبيها

هـتـفن تـحـت الـليالي بـاسمه شـغفا    …    ولــلـحـسـان  تـــمــنٍّ فــــي لـيـالـيـها

جـــــززت  لــمــتـه لــمــا أتــيــتَ بــــه    …    فـفـاق عـاطـلها فــي الـحسن حـاليها

فـصـحـت  فـيـه تـحـول عــن مـديـنتهم    …    فــإنــهـا  فــتــنـة أخــشــى تـمـاديـهـا

و فـتـنـة الـحـسـن إن هـبـت نـوافـحها    …    كـفـتـنة  الــحـرب إن هــبـت سـوافـيها

(عــــمــــر  ورســــــــول كــــســــرى)

و راع صــاحـب كـسـرى أن رأى عـمـرا    …    بــيـن  الـرعـيـة عــطـلا وهـــو راعـيـهـا

و  عــهــده بــمـلـوك الــفـرس أن لــهـا    …    ســورا مــن الـجند والأحـراس يـحميها

رآه  مـسـتـغـرقا فــــي نــومــه فـــرأى    …    فـيـه  الـجـلالة فــي أسـمـى مـعـانيها

فـوق الـثرى تـحت ظـل الدوح مشتملا    …    بــبــردة  كــــاد طـــول الـعـهـد يـبـلـيها

فــهـان  فـــي عـيـنـه مــا كــان يـكـبره    …    مـــــن  الأكـــاســر والــدنـيـا بـأيـديـهـا

و  قـــال قــولـة حـــق أصـبـحـت مــثـلا    …    وأصــبـح  الـجـيـل بـعـد الـجـيل يـرويـها

أمــنـت  لــمـا أقــمـت الــعـدل بـيـنـهم    …    فــنـمـت نـــوم قــريـر الـعـيـن هـانـيـها

(عــمـر  والــشـورى  )

يـــا  رافــعـا رايــة الـشـورى وحـارسـها    …    جــــزاك  ربــــك خــيـرا عـــن مـحـبـيها

لــم  يـلـهك الـنـزع عــن تـأيـيد دولـتـها    …    ولـــلـــمـــنـــيــة  آلام تـــعـــانـــيـــهــا

لـــم أنـــس أمـــرك لـلـمـقداد يـحـمله    …    إلـــــى  الــجـمـاعـة إنــــذارا وتـنـبـيـها

إن ظـــل بــعـد ثـــلاث رأيــهـم شـعـبـا    …    فـجـرد الـسـيف واضــرب فـي هـواديها

فـاعـجب  لـقـوة نـفـس لـيـس يـصرفها    …    طــعــم الـمـنـية مـــرا عـــن مـرامـيـها

درى عـمـيد بـنـي الـشـورى بـموضعها    …    فــعـاش مـــا عـــاش يـبـنـيها ويـعـليها

و  مـــا اسـتـبـد بـــرأي فــي حـكـومته    …    إن  الــحـكـومـة تـــغــري مـسـتـبـديـها

رأي  الـجـمـاعة لا تـشـقى الـبـلاد بــه    …    رغـــم الــخـلاف ورأي الـفـرد يـشـقيها

(مــــــثـــــال  مـــــــــــن زهــــــــــده)

يــا مــن صـدفـت عــن الـدنـيا وزيـنـتها    …    فــلــم  يــغــرك مـــن دنــيـاك مـغـريـها

مـــاذا  رأيــت بـبـاب الـشـام حـيـن رأوا    …    أن يـلـبـسـوك مـــن الأثـــواب زاهـيـهـا

و  يــركـبـوك عــلـى الــبـرذون تـقـدمـه    …    خـــيــل  مــطـهَّـمـة تــحــلـو مـرائـيـهـا

مــشــى فـهـمـلـج مــخـتـالا بــراكـبـه    …    وفـــي  الـبـراذيـن مــا تـزهـى بـعـاليها

فـصـحت يــا قــوم كــاد الـزهو يـقتلني    …    وداخـلـتـنـي  حــــال لــســت أدريــهــا

و  كــــاد يـصـبـو إلـــى دنـيـاكـم عــمـر    …    ويــرتــضـي  بـــيــع بــاقــيـه بـفـانـيـهـا

ردوا  ركــابــي فـــلا أبــغـي بـــه بـــدلا    …    ردوا  ثـيـابـي فـحـسـبي الـيـوم بـالـيها

(مـــــثـــــال  مــــــــــن رحـــمـــتـــه )

و  مــــن رآه أمــــام الــقــدر مـنـبـطـحا    …    والــنــار  تــأخــذ مــنـه وهـــو يـذكـيـها

و  قــــد تــخـلـل فــــي أثــنـاء لـحـيـته    …    مـنـها  الـدخـان وفــوه غــاب فـي فـيها

رأى  هــنـاك أمــيـر الـمـؤمـنين عــلـى    …    حـــــال  تـــــروع لــعــمـر الله رائــيــهـا

يـسـتقبل  الـنـار خـوف الـنار فـي غـده    …    والـعـين  مــن خـشـية سـالـت مـآقيها

(مـــثــال مـــــن تـقـشـفـه وورعــــه )

إن  جــاع فــي شــدة قــومٌ شـركـتهم    …    فـي الـجوع أو تـنجلي عـنهم غواشيها

جــــوع  الـخـلـيـفة والــدنـيـا بـقـبـضـته    …    فــي  الـزهـد مـنـزلة سـبـحان مـولـيها

فــمـن  يــبـاري أبـــا حــفـص وسـيـرته    …    أو مــــن يــحــاول لـلـفـاروق تـشـبـيها

يـوم اشـتهت زوجـه الـحلوى فـقال لها    …    مــن أيــن لـي ثـمن الـحلوى فـأشريها

لا تـمـتطي شـهـوات الـنـفس جـامحة    …    فـكـسرة  الـخـبز عــن حـلـواك تـجـزيها

و هـل يـفي بـيت مـال الـمسلمين بما    …    تــوحـي إلــيـك إذا طــاوعـت مـوحـيـها

قــالــت لــــك الله إنـــي لــسـت أرزؤه    …    مـــالا لـحـاجـة نــفـس كــنـت أبـغـيـها

لــكـن أجــنـب شـيـئـاً مـــن وظـيـفـتنا    …    فــي  كــل يــوم عـلـى حــال أسـويـها

حــتــى إذا مـــا مـلـكـنا مـــا يـكـافـئها    …    شــريــتـهـا  ثــــــم إنـــــي لا أثــنـيـهـا

قـال اذهـبي واعـلمي إن كـنت جاهلة    …    أن  الـقـنـاعة تـغـنـي نــفـس كـاسـيها

و  أقـبـلت بـعـد خـمـس وهــي حـاملة    …    دريــهـمـات  لـتـقـضي مـــن تـشـهـيها

فــقـال  نـبـهـت مــنـي غـافـلا فـدعـي    …    هــذي الـدراهـم إذ لا حــق لــي فـيها

ويــلـي عــلـى عـمـر يـرضـى بـمـوفية    …    عــلـى الـكـفـاف ويـنـهى مـسـتزيديها

مـــا  زاد عــن قـوتـنا فـالـمسلمين بــه    …    أولـــى فـقـومـي لـبـيت الـمـال رديـهـا

كـــذاك  أخــلاقـه كــانـت ومــا عـهـدت    …    بـــعــد  الــنــبـوة أخـــــلاق تـحـاكـيـهـا

(مـــــثـــــال  مــــــــــن هـــيـــبــتــه )

فــــي  الـجـاهـلية والإســـلام هـيـبـته    …    تـثـنـي  الـخـطوب فــلا تـعـدو عـواديـها

فـــي طـــي شــدتـه أســرار مـرحـمة    …    تـثـنـي  الـخـطوب فــلا تـعـدو عـواديـها

و بــيـن جـنـبـيه فــي أوفــى صـرامـته    …    فــــــؤاد  والــــــدة تـــرعــى ذراريـــهــا

أغـنـت عــن الـصـارم الـمـصقول درتــه    …    فـكـم  أخـافـت غــوي الـنـفس عـاتـيها

كـانـت لــه كـعـصى مـوسى لـصاحبها    …    لا  يــنــزل الــبـطـل مــجـتـازا بــواديـهـا

أخــاف  حـتـى الــذراري فــي مـلاعبها    …    وراع  حــتـى الـغـوانـي فــي مـلاهـيها

أريـــت تــلـك الــتـي لــلـه قـــد نــذرت    …    انـــشـــودة  لـــرســـول الله تــهــديـهـا

قــالـت  نـــذرت لـئـن عــاد الـنـبي لـنـا    …    مـــن  غـــزوة الـعـلـى دفـــي أغـنـيـها

و يـمـمت حـضـرة الـهـادي وقــد مـلأت    …    أنــــــور  طــلــعـتـه أرجــــــاء نــاديــهـا

و اسـتـأذنت ومـشت بـالدف وانـدفعت    …    تـشـجي  بـألـحانها مـا شـاء مـشجيها

و  الـمـصـطـفى وأبــــو بــكــر بـجـانـبـه    …    لا  يــنــكـران عــلـيـهـا مــــن أغـانـيـهـا

حــتـى  إذا لاح مـــن بــعـد لــهـا عـمـر    …    خـــارت قــواهـا وكــاد الـخـوف يـرديـها

و  خــبــأت دفــهــا فـــي ثـوبـهـا فــرقـا    …    مـــنــه وودت لــــو ان الأرض تـطـويـهـا

قـــد كــان حـلـم رســول الله يـؤنـسها    …    فـجـاء  بـطـش أبــي حـفـص يـخـشيها

فــقــال مـهـبـط وحـــي الله مـبـتـسما    …    وفـــي ابـتـسـامته مـعـنـى يـواسـيـها

قـــد  فـــر شـيـطـانها لــمـا رأى عــمـر    …    إن الـشـياطين تـخشى بـأس مـخزيها

(مــثـال  مـــن رجــوعـه إلــى الـحـق )

و  فــتــيـة ولـــعــوا بــالــراح فـانـتـبـذوا    …    لــهـم  مـكـانـا وجـــدوا فـــي تـعـاطيها

ظــهـرت  حـائـطهم لـمـا عـلـمت بـهـم    …    والــلـيـل  مـعـتـكـر الأرجـــاء سـاجـيـها

حــتـى تـبـيـنتهم والـخـمر قــد أخــذت    …    تــعـلـو ذؤابــــة سـاقـيـهـا وحـاسـيـهـا

سـفـهـت آراءهـــم فـيـهـا فــمـا لـبـثوا    …    أن أوسـعـوك عـلى مـا جـئت تـسفيها

و  رمــت تـفـقيههم فــي ديـنـهم فــإذا    …    بـالـشرب قــد بـرعـوا الـفـاروق تـفقيها

قــالــوا  مــكـانـك قـــد جـئـنـا بــواحـدة    …    وجــئــتــنــا  بــــثــــلاث لا تــبــالــيـهـا

فـــأت  الـبـيوت مــن الأبــواب يــا عـمـر    …    فــقــد  يُــــزنُّ مــــن الـحـيـطان آتـيـهـا

و اسـتـأذن الـنـاس أن تـغشى بـيوتهم    …    ولا  تـــــلــــم بـــــــــدار أو تــحــيــيـهـا

و لا تـجـسس فـهـذي الآي قــد نـزلت    …    بـالـنـهي  عــنـه فــلـم تـذكـر نـواهـيها

فــعـدت عـنـهم وقــد أكـبـرت حـجـتهم    …    لـــمــا  رأيـــــت كـــتــاب الله يـمـلـيـهـا

و مـــا أنــفـت وإن كــانـوا عـلـى حــرج    …    مــــن  أن يــحـجـك بــالآيـات عـاصـيـها

(عمــر  وشجـرة الـرضـوان)

و سـرحة فـي سـماء السرح قد رفعت    …    بـبـيعة الـمـصطفى مــن رأسـهـا تـيـها

أزلـتـها حـيـن غـالـوا فــي الـطواف بـها    …    وكــــان  تـطـوافـهـم لـلـديـن تـشـويـها

(  الـخـاتـــمـــة  )

هـــذي  مـنـاقـبه فـــي عــهـد دولــتـه    …    لـلـشـاهـديـن  ولــلأعــقـاب أحــكـيـهـا

فــــي  كــــل واحــــدة مـنـهـن نـابـلـة    …    مـــن  الـطـبـائع تــغـذو نـفـس واعـيـها

لــعــل  فـــي أمـــة الإســـلام نـابـتـتة    …    تــجــلـو  لـحـاضـرهـا مــــرآة مـاضـيـهـا

حـتـى تــرى بـعـض مـا شـادت أوائـلها    …    مــــن  الــصــروح ومـــا عــانـاه بـانـيـها

وحـسـبها أن تــرى مــا كـان مـن عـمر    …    حــتــى  يـنـبـه مـنـهـا عــيـن غـافـيـها

اقرأ للشاعر 

مُلْتَقَى الْعَاشِقَاتْ … “شعر” محسن عبد المعطي

شكرا للتعليق على الموضوع