مبادرة اعرف تاريخك من نورهان “منارة الإسكندرية”
بقلم الأثرية: نورهان عبد الهادي محمود سلام
تأسست مدينة الإسكندرية عام 332 قبل الميلاد بواسطة الاسكندر الأكبر، وهي تقع على بعدد 20 ميلاً غرب نهر النيل بمصر، واحتلت موقعاً متميزاً كميناء رئيسي على البحر المتوسط، وهذا الأمر ساعد المدينة على الازدهار ، وسرعان ما اصبحت الإسكندرية واحدة من أهم مدن العالم القديم ، كذلك بسبب مكتبتها الشهيرة التي ضمت مختلف العلوم والفنون من كل مكان في العالم .
ولكن كان العائق الوحيد أمام توافد الناس من كل حدب وصوب إلى مدينة الإسكندرية هو الصعوبة التي واجهها البحارة في تجنب الصخور والمياه الضحلة عند الاقتراب من ميناء الإسكندرية، وللمساعدة في إزالة هذا العائق، أمر ” بطليموس الأول ” ببناء منارة وقد استغرق بناء منارة الإسكندرية حوالي أربعين عاماً، وتم الانتهاء منها في حوالي 250 سنة قبل الميلاد.
– المنارات:
نوع عرف على السواحل المصرية قبل عصر الاسكندر الاكبر وتعتبر مناره الإسكندرية من عجائب الدنيا السبع وقد بناها المهندس سوستراتوس من كيندوس خلال عصر الملك بطليموس الثاني حوالي ٢٨٥-٢٤٦ ق. م وقد عرف هذا المهندس عموما على انه ابو المنارات.
وسواء اكتسبت الجزيرة اسمها من المنارة المبنية عليها او ان المنارة اكتسبت اسمها من الجزيرة فهذا غير مؤقت فكلمه فاروس كانت تطلق على المنارة في جميع اللغات. فالمنارة في اللغة اللاتينية Pharus وفي الإسبانية والإيطالية Faros وكلمه Pharus تستخدم كثيرا في اللغة الانجليزية. وكما سبق القول فقد قام المهندس سوستراتوس ببنائها واذن له الملك البطلمي بنقش اسمه على هذا الصرح كنوع من الاعتراف بالفضل وقد صاغ الاهداء الى الألهة لهؤلاء الذين يسافرون بواسطة البحر.
– المواد المستخدمة في البناء:
لقد بلغت تكلفه بناء مناره الإسكندرية حوالي ٨٠٠ تالينت وان هذه التكلفة تعتبر رخيصة للغاية حيث ان ٨٠٠ تالينت تكون مساويه تقريبا لحوالي ٢٠٠٠جنيه استرليني في الايام الحالية وقد بنيت المنارة بالأحجار المنحوتة التي استخرجت من المحاجر المكس وعملت لها حلى بديعه من المرمر والرخام والبرونز و اقيمت فيها اعمده كثيره جرانيتيه استخرجت خصيصاً من محاجر اسوان ولا تزال اثر هذه الأعمدة الجرانيتيه موجوده الان حول طابيه قايتباي في القاع البحر.
– وصف المنارة:
في القرن الثالث عشر الميلادي اكد الجغرافي العربي الادريسي أن المنارة كانت ترتفع حوالي ٦٠٠ قدم حوالي ١٣٥ متر بينما اكدت مصادر اخرى ان ارتفاعها قد يصل الى ٥٩٠ قدم وعموما فمهما كان ارتفاعها وابعادها فإنها مما لا شك فيه انها كانت صرحاً شامخاً معجزاً.
– الوصف الخارجي للمنارة:
أقيمت المنارة على قاعده واسعه مربعه وكان المدخل هذه المنارة من الجهة الجنوبية ويؤدي هذا المدخل درج وقد شكلت المنارة على الطراز البابلي على هيئه ثمانية ابراج كل فوق الاخر وكل منها اصغر حجم من الذي اسفله “النظام الهرمى” الطابق الارضي ارتفاعه ٦٠متر مربع الشكل به نوافذ عده عريضة مزخرفه وحجرات يبلغ عددها ٣٠٠ حجره حيث كانت توضع بها الآلات ويقيم العمال وينتهي هذا الطابق بسطح في جوانبه اربعه تماثيل ضخمه من البرونز تمثل Triton ابن Neptun آله البحر .والطابق الثاني مثمن الاضلاع ارتفاعه حوالي ٣٠٠ متر والطابق الثالث مستدير وبداخل البناء سلم حلزوني وربما كان هذا السلم مزدوجاً ويتوسطه آله رافعة تستخدم في نقل الوقود إلى المنارة.
– المجمرة:
في قمة المنارة كانت توجد مجمره عظيمه يخرج منها عمود من النار يظل مشتعلا بصفه مستمرة طول الليل ويتحول الى عمود دخان اثناء النهار ولتزويد هذه المجموعة بالوقود فان المهندس العبقري Sostratos قد صمم طريقه مذهله وهي عباره عن مسطح مائل يرتفع ببطء شديد متسلقا من النصف الاسفل من المبنى حاملا عليه الخيول المحملة بالوقود بل وحتى كان من الممكن ان يكون محملا بعربات خشبيه تجرها خيول تحتوي على الوقود ثم ينقل الوقود بعد ذلك الى المجمرة عن طريق روافع.
– الوصف الداخلي للمنارة:
اما عن الجزء الداخلي للمنارة فانه يتكون من ٣٠٠ حجره فسيحه يسكنها حاميه كبيره مسؤلة عن المنارة وطبقا لما يقوله العرب الأوائل فان المنارة كانت مبنيه من اساس من زجاج وقيل انا المهندس Sotratros قبل ان يقرر نوع المادة التي سوف يستخدمها كأساس قام باختبار انواع مختلفة من الاحجار والطوب والجرانيت والذهب والفضة والنحاس والرصاص والزجاج وكل انواع العناصر والمعادن الاخرى واجري عليها اختبارات مختلف فوجد ان الزجاج هو افضل هذه العناصر والمعادن جميعا وهو الوحيد الذي يصلح كأساس بالمقارنة بجميع هذه العناصر الاخرى والمعادن ولذلك فقد استخدمت كتله ضخمه من الزجاج لتكوين اساس المنارة .
– صمدت منارة الإسكندرية القديمة في مكانها لمدة 1500 عام – وهو رقم مذهل بحق – نظراً إلى مبنى مجوف على ارتفاع كبير ومكون من 40 طابق، وقد عاصرت المنارة الإمبراطوريات اليونانية، والرومانية، ثم الإمبراطورية العربية الإسلامية بعد الفتح الإسلامي لمصر، ولكن أهميتها تضاءلت عندما تم نقل عاصمة مصر من الإسكندرية إلى القاهرة .
وفي نهاية المطاف، دُمرت منارة الإسكندرية بسبب زلزال في وقت ما من العام 1375 م.
في عام 1480 تم استخدام الحجر المتبقي لبناء قلعة قايتباي من قبل السلطان قايتباي من مصر، وبنيت القلعة على نفس الجزيرة حيث وقفت منارة الإسكندرية .واليوم مدينة الإسكندرية تستخدم رمزا للمنارة على علم محافظة الإسكندرية، وكذلك على ختمها ، وايضا على ختم جامعة الإسكندرية.
– وفى نهاية المقالة اوضح ان المنارة رمز للعظمة في محافظه الإسكندرية وفى العالم الا ان المحافظة ملئيه بالمعالم الكثيرة التي تجلب إليها السياح من جميع انحاء العالم مثل : مكتبه الإسكندرية و عمود السواري و مقابر كوم الشقافة والمسرح الروماني و متحف الإسكندرية القومي و قلعة قايتباي لذلك تعتبر الإسكندرية من المحافظات ذات الإمكانات الواعدة للتنمية السياحية ويتطلب ذلك أن تتضافر من أجل تنشيط صناعه السياحة بالمحافظة كمصدر رئيسي للاقتصاد القومي .
#اعرف_تاريخك
اقرأ ايضاً