ياسمينا شاهين تكتب: ضمير الخوف

الخوف شعور قد يرهب من مواجهته الكثير، وفي كثير من الأحيان، قد لا يدرك الشخص الفلسفة الحقيقية للهروب أو السبب الحقيقي له أو حتى الدافع الخفي الذي يدفعه للرحيل..

ربما كانت وسيلة نفسية للدفاع، هدفها الحفاظ على التوازن الفسيولوجي والثبات النفسي والاتزان العقلي والجسماني، أو قد تكون بالأحرى فطرة دفاعية للمواجهة ودعم استقرار الحياة واستمرارها، أو قد تكون محاولة بائسة للنسيان في كثير من الأحيان!!

ولكن دعنا نفكر قليلا في تلك الفلسفة المرحة ولنسأل إذا كان لهذا الشعور مساوئ وفقط، فلماذا وجده الله فطرة بداخلنا؟ أليس لكل شيء حكمة وهدف؟

بالطبع لم يخلق الله شيئا عبثا أبدا ولكن نحن من لا نحاول التفكير جديا فيما وراء الأشياء لنهدأ …

عزيزي، الخوف ركن من أركان الحياة، جرس انتباه، اشارة ايقاظ، الخوف هو الدافع والمحرك الأساسي لكل تصرف نقوم به، فحياتك في الأساس مقامة ومبنية على أشياء وتصرفات وأفعال تهدف إلى تحقيق سعادتك النفسية أو الهروب من آلامك الوجدانية، وعندما نبحث عن الركن والدافع الأساسي سنجده الخوف، الخوف وفقط!!!

الخوف يجعلك تنتبه، يجعلك تحترس، يجعلك تأخذ خطوات استباقيه، اجراءات احترازيه، يجعلك تخطط، يضعك في الضغط النفسي المطلوب للأبداع ولحل الأزمات في أقصر الاوقات، ولا تنسى أن الخوف والخشوع ركن ديني متأصل في تقوى الله والخوف من عقابه وهو الدافع إلى الاصلاح وإعمار الأرض ونشر الخيرات والبعد عن المنكرات..

ولكن تذكر أن كل ما في حياتنا يجب وزنه بميزان الذهب، فألحياه معادلة بين العواطف الإيجابية والسلبية ولابد من الاتزان تحقيقا لنجاح وثبات ذاك الميزان …

فلا تجعل الامر يتفاقم لحد الفوبيا والشلل ولا تعش متبلد المشاعر بلا خطوات ايجابيه، فالتوازن طريق النور ومفتاح السرور.

وتذكر انه من الجميل ان تحيا آمنا في منطقة الراحة الخاصة بك، ولكن ان عشت فيها دوما دون إدراك او قلق لن تتقدم ولن تدرك حتى انك لا تتقدم..

وفي النهاية، حاول أن توقظ ضمير الخوف بداخلك، فمقاليد الأمور بين يديك فاحكمها بعد أن تعقلها ثم توكل بقلب خاشع مطمئن وعقل راجح مستقر ….

اقرأ للكاتبة

ياسمينا شاهين تكتب: حب غير مشروط

شكرا للتعليق على الموضوع