محسن الغمري يكتب: الغد هو الشباب

شَبٌ..الشين والباء أصل واحد يدل على نماء الشيء، وقوته في حرارةٍ تعتريه، والشباب هو الفَتاء والحداثةُ والشبيبة، وهي جمع شاب الذي يعني النماء والزيادة بقوة جسمِه وحرارته، هذا هو معنى الشباب حسب ما جاء ذكره في معاجم اللغة العربية، الشباب أيضا هو عكس الشيب ! فإذا كان الشيوخ هم الماضي والكهول هم الحاضر، فالشباب هم أذن الغد، هم من يمثلون المستقبل، ولهذا فتعريف الشباب على وجه العموم أنهم: عصب مهم ومفصل قوي في المجتمع، وهم أيضا صمام الأمان وقوة وعز الأوطان، عُدَّة الأمم وثروتها وقادتها، هم مصدر الانطلاقة للأمة، وبناء الحضارات، وصناعة الآمال.

لذا فأنه من المهم جدا تفعيل ما يملك هؤلاء من طاقات هائلة، وتوظيفها من أجل الوطن ومستقبله الذي هو مستقبلهم، ومستقبل الأتي بعدهم من أجيال، ويجب الانتباه حتى لا يسهو المجتمع عما يملكون، فتجيء انطلاقتهم بطيئة، أو يكون بناءها هشا، أو صناعتها رديئة، منحرفة ! فطاقة دون توظيف سليم، قد تكون مدمرة ! وأظن أنه من الواجب علينا أولا اكتشاف الطاقات الكامنة لديهم، وتوجيهها في مسار طبيعي، لتجد من يفعلها تفعيل منظم مدروس مبني على تخطيط وتقنيات حديثة مواكبة للعصر، حتى يتم استثمارها، على اعتبار أنهم مشروع استثماري مضمون، متى وجد الاهتمام الكافي من الحكومات والمؤسسات، لهذا فإن التطلع المنشود من خلال هذا المحور هو عملية تعديل إيجابي تتناول طاقة الشاب وتنميها ، حتى يكتسب المهارة والإتقان، وتفعيل دوره في مواجهة الأفكار المتطرفة والمتشددة، خصوصا أنّهم الأكثر عرضة لذلك ؟ وإذا كان هذا هو دور المجتمع، ودور شيوخه، فدور الشباب في المرحلة يكون منحصرا في التعلم واكتساب الخبرة أولا وقبل أي شيء، فلا يوجد عمل جديد محكم الصنعة، واعد بنتائج جيدة يأتي من فراغ ! فالعلم والتمرس هما أساس أي عمل ناجح، فالقدرة على التعلم، واكتساب المهارة ممن سبقني في نفس المضمار، لهي مهارة شخصية، ولابد أن يقر كل شخص في قلبه وضميره، أنه ليس بكبير على التعلم ممن سبقوه، فلا تكابر أيها الشاب، ولا تتكبر.. فقط تعلم واستوعب ما تتعلمه، فلسوف تأتي اللحظة، التي سيكون المجتمع في أشد الحاجة إلى ذراعك وفكرك، وعندئذ ستجد نفسك في موقع القيادة، لكن متحصن بعنصري النجاح الأساسيان ألا وهما العلم والخبرة الضرورية، بل وتكون قد تسلحت أيضا بثقة كل من سبقوك في العمر والعمل، ولتكن يا شباب الغد متأكدا واثقا أنه لا نجاح دون علم وممارسة، فهما أساسا طريق النجاح، وتحقيق الذات، وتحقيق النهوض بمصرنا الحبيبة، لنعبر بها إلى بر الأمن والأمان !

اقرأ للكاتب

محسن الغمري يكتب: يوم حواء العالمي‎‎

شكرا للتعليق على الموضوع