ياسمين مجدي تكتب: من رحم الألم يولد الأمل

أصبحنا نعي تماماً الآن، أن الدراما المصرية جزء لا يتجزأ من الإعلام المصري، فما هي إلا رسائل قصيرة يتم بثها للمتلقي عن طريق صناعها من ممثلين مخرجين ومؤلفين الذين هم العمود الفقري لأي عمل درامي والذين يا للأسف أصبح لدى البعض منهم ظاهرة كتبت عنها فيما سبق، وهي عدم ابتكار أفكار جديدة لتناولها، بل الاعتماد على أفكار قديمة تم تناولها من قبل مرات ومرات.

لكن حزنت حزناً كبيراً أثناء متابعتي لمسلسل “لؤلؤ”، فهو يحكي قصة صعود مطربة من تحت الصفر حتى القمة، بل وكيفية الحفاظ عليها ربما يكون هناك فائدة للمسلسل بالنسبة لكل المطربين الجدد الذين يشقوا طريقهم لعالم الأضواء الشهرة، لكن يا سادة أسأل نفسي وأنا أشاهد حلقاته فما كل هذا الحقد وما كل تلك الضغينة التي تحملها بعض النفوس المريضة لهؤلاء الذين يحفرون في الصخر؟ أسأل نفسي في كل حلقة أشاهدها هل هذا حقيقي؟ هل هذا يحدث في الوسط الفني؟ فهناك الكثير من الفنانات اللاتي صعدن من تحت الصفر.

ولكن ما سمعت إلا عن كل الدعم وكل التشجيع من حولهم دون ضغينة أو غل أو حقد من أحد. فهل نرى تلك الاخلاق والقيم غير النبيلة في أطفالنا وجيل المستقبل القادم؟ هل هذا ما نرسخه في نفوسهم ووجدانهم؟!! لماذا ونحن نحارب من أجل خلق جيل جديد ينفع نفسه ووطنه؟

 ولكننا سنخلق جيل جديد، فمن رحم الألم يولد الأمل، فلماذا لا ننشئهم على أن يكون لديهم حب الاستطلاع والابتكار كما يعلمهم بطل مسلسل “في بيتنا روبوت”، الذي اخترع بعض الروبوتات التي تساعدهم في انجاز مهامهم. ومن هنا، بدأنا نرى بشائر المخترعين فقد فاجأنا أحد شباب الجيل الحالي باختراع ربوت يساعد في الكشف المبكر عن الإصابة بالكورونا هذا سيخدم البشرية بتقليل عدد الوفيات من هذا الفيروس القاتل.

 فهنا نستبشر خيرًاً بأن هناك من لا يفكر في نفسه فقط، بل يفكر في خدمة البشرية من خلال هذا المسلسل، الذي يشجع الأطفال على الرجوع لحب القراءة والاطلاع مرة أخرى، والعودة للكتب لاكتشاف كل ما ينفع البشرية ويخلق جيل جديد من المخترعين يجعلون مصرنا في عداد الدول المتقدمة.

من هنا، أقدم التحية والتهنئة لصناع تلك المسلسلات الذين بالرغم من خوفهم من تعرضهم للإصابة بالكورونا، يعملون تحت إجراءات احترازية مشددة ويعرضون انفسهم للخطر من أجل إسعادنا وأتمنى أن يسير كل الانتاج الدرامي القادم على نفس نهج هذا المسلسل للمساهمة في خلق نشئ جديد ينفع نفسه ووطنه في المستقبل.

اقرأ للكاتبة

ياسمين مجدي يكتب: في حضرة الزمن الجميل

شكرا للتعليق على الموضوع