رِجَالٍ فِي ظِلَالِ الْقُدْسِ الشَّرِيفْ…“شعر” محسن عبد المعطي

الشاعر والروائي: محسن عبد المعطي محمد عبد ربه

اِنْـــحِــنَــاءَاتُ وَجْــــهِـــكِ الْــمَــجْـنُـونِ    …    تُـشْـعِلُ الْـحُـبَّ فَــي بَـرِيـقِ عُـيُوني

تَـخْـطَـفِينَ الْـمَـكْـنُونَ مِــنْ نَـبَـضَاتِي    …    وَتَـطِـيـرِيـنَ فِــــي سَــمَـاءِ مُـجُـونِـي

تَـشْـغَلِينَ الْأَفْـكَـارَ فِــي قَـلْبِ بَـالِي    …    وَتُــلَــبِّــيـنَ مُــــفْـــرَدَاتِ شُـــجُــونِــي

يَــا مَــلَاكَ الْأَفْـكَـارِ فِــي قَـلْـبِ بَـالِي    …    تَـتَـجَـلَّـيْـنَ فِـــــي سَـــمَــاءِ يَـقِـيـنِـي

يَــــا لُــحُــونَ الْـجِـيـتَارِ بَــيْـنَ فُـــؤَادِي    …    يَـــا نَـسِـيـمَ الْأَزْهَـــارِ هَـــزَّ جُـفُـونِي

أَنْــــتِ يَــــا قِــصَّــةَ الــزَّمَـانِ بِـقَـلْـبِي    …    لَــحْـنُ عُـمْـرِي وَمَــا تَـغِـيبُ لُـحُـونِي

هِـيَ شَـمْسٌ تَـفِيضُ بِـالضَّوْءِ يَشْدُو    …    فَــوْقَ غُـصْـنٍ مِــنْ نَـابِـغَاتِ غُـصُونِي

عِــشْـتِ أُسْــطُـورَةً بِـمَـقْـعَدِ قَـلْـبِـي    …    تَـتَـغَـنَّـيْـنَ فِـــــي خَـــيَــالِ ظُــنُــونِـي

أَنْـــتِ تَـسْـتَحْلِفِينَ لِــي يَــا حَـيَـاتِي    …    كُـــلَّ وَقْـــتٍ عَــلَـى هَــوَاءِ سَـفِـينِي

تَـنْـشُـدِينَ الْـبُـعَـادَ يَـجْـلِـبُ شَـوْقِـي    …    وَيُــزَكِّـي الْـمَـكْـنُونَ مِـــنْ مَـخْـزُونِـي

عِـشْـتُ فِــي صُــورَةِ الْـغَـرَامِ وَحِـيداً    …    يَـسْـتَـلِـذُّ الْأَحْــــلَامَ قَــلْــبُ الْـحَـزِيـنِ

وَحْــــدَةُ الْــقَـلْـبِ يَـــا غَـــرَامُ تُـبَـكِّـي    …    فِـي اعْـتِقَادِي وَفِـي اعْـتِقَادِ مُتُونِي

تَـسْـتَـكِينُ الْأَفْــكَـارُ بَــيْـنَ ضُـلُـوعِـي    …    لَا تُــرِيــدُ الْــهُـبُـوبَ فَــــوْقَ كَـمِـيـنِي

قَـــدْ خَـطَـبْـتُ الْـحَـسْـنَاءَ ذَاتَ زَمَــان    …    وَضَـمَـمْـتُ الْـحَـسْنَاءَ فِــي تَـكْـوِينِي

عِـشْـتُ فِــي حِـضْـنِهَا بِـقَـلْبٍ كَـبِـيرٍ    …    يَـسْـتَلِذُّ الْإِبْـحَـارَ هَــلْ تَـعِـدِينِي ؟!!!

أَنْــــتِ يَــــا عَـالَـمِـي وَنُـــورَ حَـيَـاتِـي    …    تُـخْـمِـدِينَ الـنِّـيـرَانَ بَــيْـنَ سُـجُـونِي

وَتَــطُــولِـيـنَ كُــــــلَّ وَغْــــــدٍ دَنِـــــيءٍ    …    يَـــزْرَعُ الْـقَـيْـدَ فِــي رُمُــوزِي وَدِيـنِـي

كَـــمْ كَـسَـرْتِ الْأَوْغَــادَ قَـيْـدَ اعْـتِـلَاءٍ    …    فَــــوْقَ أَرْضِ الــرَّحْـمَـنِ بَــعْـدَ فُــتُـونِ

قَــرِّبِــي الْــخَــدَّ وَامْـنَـحِـيـنِي حَــيَــاةً    …    سُـكَّـرَ الْـوَعْـدِ يَــا حَـيَـاتِي امْـنَحِينِي

قَــرِّبِـي الـثَّـغْـرَ أَخْـطَـفِ الْـحُـبَّ مِـنْـهُ    …    بَـعْـدَ طُــولِ الْـعَـذَابِ فِــي تَـخْـمِينِي

قَــرِّبِـي الـثَّـغْـرَ أَخْـطَـفِ الْـحُـبَّ مِـنْـهُ    …    بَـعْـدَ طُــولِ الْـعَـذَابِ فِــي تَـخْـمِينِي

قَــرِّبِــي جَــبْـهَـةَ الْـحَـبِـيـبِ لِــثَـغْـرِي    …    أَلْــثُــمِ الْـجَـبْـهَـةَ الَّــتِــي تَـحْـتَـوِيـنِي

وَذِرَاعَــــاكِ قَــــدْ أَحَــاطَــتْ بِـجِـيـدِي    …    طَــوِّقِــيـنِـي بِــشَــوْقِـهَـا طَــوِّقِـيـنِـي

وَازْرَعِــي الْـحُـبَّ مِـنْ تَـلَابِيبِ طَـوْقٍ    …    بَـــاتَ فِــي رِفْـقَـةِ الْـحَـبِيبِ الْـمُـعِينِ

عِـنَـبِي فَــاضَ فِــي حُـقُـولِ كُـرُومِي    …    فَـكُـلِـي وَاشْــرَبِـي خُــلَاصَـةَ تِـيـنِـي

وَاحْــلُـمِـي بِـالـرَّخَـاءِ دَوْحَـــةَ تُــوتِـي    …    وَاسْـتَـمِـدِّي الْأَعْــمَـارَ مِــنْ زَيْـتُـونِي

وَاكْــتُـبِـي قِــصَّـةَ الـسَّـمَـاحِ اعْـتِـبَـاراً    …    مِـــنْ جِـهَـادِي وَبَـعْـدَهَا سَـامِـحِينِي

كُــتِــبَـتْ قِـــصَّــةُ الْــيَــهُـودِ بِــأَرْضِــي    …    مِــــنْ غُــــزَاةٍ بِـخُـبْـثِـهِمْ فَـضَـحُـونِـي

سَـلَـبُوا الْأَرْضَ وَاسْـتَـبَاحُوا عَـمَـارِي    …    هَـدَمُـوا الْـبَـيْتَ وَاسْـتَـبَاحُوا عَـرِيـنِي

دَنَّـسُوا الـدَّرْبَ فِـي اغْـتِيَالٍ لِحُلْمِي    …    وَطُــمُــوحِـي وَخِــلْـقَـتِـي وَحَـنِـيـنِـي

نَــصَــبُـوا خَـــيَّــةَ الــشَّــقَـاءِ لِـقَـلْـبِـي    …    حَـيَّـةَ الـسُّـمِّ فِــي الْـخَفَاءِ اقْـتُلِينِي

فِـي جِـهَادِي فِـي حُـبِّ مَـنْ أَبْتَغِيهَا    …    أَشْـغِـلِـينِي فِـــي حُـبِّـهَا أَشْـغِـلِينِي

بَــعْـدَ طُــولِ الْـجِـهَادِ دَاسَ شُـعُـورِي    …    مَـحْضُ قِـزْمٍ فِـي خِـسَّةٍ مِـنْ مَـهِينِ

يَــنْـفُـثُ الــسُّــمَّ قَــاتِـلاً كُـــلَّ حَـــيٍّ    …    وَاصِــمــاً بِــالْإِرْهَــابِ كُــــلَّ حَــصِـيـنِ

فَـاعْبُرِي الْـبَحْرَ فَـوْقَ جُـثَّةِ عِـشْقِي    …    وَخُــذِيـنِـي نَــحْـوَ الْـخَـلِـيلِ خُـذِيـنِـي

وَاسْكُبِينِي فِي الْقُدْسِ دَانَةَ سَحْقٍ    …    لِــلْـيَـهُـودِي فِــــي دُجَــــى جِـيـنِـيـنِ

ضِــفَّــتِـي غَـــزَّتِــي وَحَــيْــفَـا وَيَــافَــا    …    اِحْـفَظِيهَا فِـي مُـهْجَتِي وَاحْفَظِينِي

أَنَـــا إِنْ مُـــتُّ يَـــا حَـبِـيـبَةُ فَـامْـضِـي    …    حَــرِّرِي الْـقُـدْسَ مِــنْ قُـيُـودِ الـلَّعِينِ

غَـالِـبِـي الْــيَـأْسَ يَـــا حَـيَـاةُ وَصَـلِّـي    …    وَاسْــأَلِـي الــلَّـهَ نَــصْـرَ جُــنْـدٍ أَمِــيـنِ

فِـي ظِـلَالِ الْـقُدْسِ الـشَّرِيفِ رِجَـالٌ    …    وَهَــبُــوا الْـعُـمْـرَ لِـلْـحَـبِيبِ الْـمَـصُـونِ

سَــطَّــرُوا صَــفْـحَـةَ الْـفَـخَـارِ جِــهَـاداً    …    فِـي حِـمَى الْـقُدْسِ مِنْ عَدُوٍّ خَؤُونِ

عَــاهَــدُوا الــلَّـهَ أَنْ يَــجُـودُوا بِـنَـفْـسٍ    …    سَـــطَّــرُوا بِــالــدِّمَـاءِ خَـــيْــرَ يَــمِـيـنِ

بَــارِكِــيــهِـمْ حَــبِـيـبَـتِـي بَــارِكِــيـهِـمْ    …    وَابْـذُرِيـهِـمْ فِــي قُـدْسِـنَا وَابْـذُرِيـنِي

وَاحْـضُنِي الْـمُصْحَفَ الـشَّرِيفَ بِقَلْبٍ    …    يَـنْبِضُ الْـحُبَّ فِي الْوَرَى وَاحْضُنِينِي

وَانْــصُـبِـي وَحْـــدَةَ الْـقُـلُـوبِ شِــعَـاراً    …    فِـي ذُرَاهَـا مَـجْدِي الْـحَبِيبُ يَجِينِي

بِـفِـلِـسْـطِينَ زَغْــــرِدِي فِـــي فَــخَـارٍ    …    وَأَقِـيـمِـي الْأَفْـــرَاحَ فِـــي كُــلِّ حِــي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذه المعلقة من بحر الخفيف التام

العروض تام صحيح  والضرب تام صحيح 

ووزنه :

فَـاعِـلاتُنْ مُـسْـتَفْعِ لُــنْ فَـاعِـلاَتُنْ    …    فَـاعِـلاَتُنْ مُـسْـتَفْعِ لُــنْ فَـاعِـلاَتُنْ

مـثـل :

اِنْــحِــنَــاءَاتُ وَجْـــهِــكِ الْــمَـجْـنُـونِ    …    تُـشْعِلُ الْـحُبَّ فَـي بَـرِيقِ عُيُوني

تَـخْـطَفِينَ الْـمَـكْنُونَ مِـنْ نَـبَضَاتِي    …    وَتَـطِـيـرِينَ فِـــي سَـمَـاءِ مُـجُـونِي

تَـشْغَلِينَ الْأَفْـكَارَ فِـي قَـلْبِ بَالِي    …    وَتُــلَــبِّـيـنَ مُـــفْــرَدَاتِ شُــجُــونِـي

يَـا مَـلَاكَ الْأَفْـكَارِ فِـي قَـلْبِ بَـالِي    …    تَـتَـجَـلَّـيْنَ فِــــي سَــمَـاءِ يَـقِـيـنِي

يَـــا لُــحُـونَ الْـجِـيتَارِ بَـيْـنَ فُــؤَادِي    …    يَــا نَـسِـيمَ الْأَزْهَــارِ هَــزَّ جُـفُـونِي

أَنْـــتِ يَـــا قِــصَّـةَ الــزَّمَـانِ بِـقَـلْبِي    …    لَـحْـنُ عُـمْـرِي وَمَـا تَـغِيبُ لُـحُونِي

هِيَ شَمْسٌ تَفِيضُ بِالضَّوْءِ يَشْدُو    …    فَـوْقَ غُـصْنٍ مِـنْ نَـابِغَاتِ غُصُونِي

اقرأ للشاعر

مَوْكِبُ الْحَجِيجْ …“شعر” محسن عبد المعطي

شكرا للتعليق على الموضوع