ياسمين مجدي تكتب: لماذا أوقفتم “باب الخلق”
سؤال يدور في ذهن الكثيرين من محبي ومتابعي هذا البرنامج، الذي كان يذاع على إحدى الفضائيات المصرية فكنت قد نوهت في مقال سابق عن بعض مذيعي برامج التوك شو الليلية التي تصيبنا ببعض وجع الرأس نتيجة لأصواتهم العالية وصراخهم في البرامج التي تجعلنا نتجول ما بين القنوات لنشاهد مواد أخرى أو نغلق التلفاز.
لكن سؤالي هنا للسادة المسؤلين عن القناة، الذين قاموا بإيقاف برنامج من أرقي البرامج و أكثرها هدوءاً و هو برنامج”باب الخلق” حيث كان يقدم من الناس إلى الناس فكان برنامجا إنسانيًا في المقام الأول و يقدمه الصحفي والإعلامي المخضرم” محمود سعد” الذي نعتبر كل كلمة يتفوه بها عبرة وعظة ونتعلم منه طالما حيينا، فهي خلاصة التجارب العديدة التي مر بها في حياته الصحفية و نموذج بارع لي و لكل إعلامي في بداية حياته المهنية حيث يتمتع بالرزانة والصوت الهادئ العذب الذي ترتاح له الآذان و الأنفس فتشعر معه بالطمأنينة و راحة البال،كما نتعلم منه كيف ندير الحوار كما يجب أن يكون.
فهذا البرنامج كان يقوم على التجول في شوارع مصر المحروسة القديمة ذات الطابع الذي نشم من خلاله عبق التاريخ ويلتقي بأصحاب الحرف اليدوية القديمة البسيطة التي يحترفها أصحابها من قديم الأزل فيعرفونا على أصول الحرفة و أسرارها التي لم نعرفها من قبل ومساعدة من لديه موهبة ما أو مشروع صغير مازال في البدايات فيقوم بتعريفه للناس والترويج له.
أيضاً من مزايا هذا البرنامج الجميل و مقدمه الإعلامي الجليل هو التجول داخل الجوامع المختلفة والأثرية القديمة لتعريفنا بها من حيث نشأتها ومؤسسيها حيث نرى في المرحلة الأخيرة تعمق الأستاذ محمود سعد في القراءة و الإطلاع في تلك النوعية من كتب السير المختلفة للصحابة الأجلاء فكان يحكي لنا عنهم خلال الحلقات التي تهفو لها النفس اشتياقاً لزيارتها و الذي أصبح نادراً بسبب الكورونا اللعينة .
لكن فجأة يا سادة دون سابق إنذار،وجدنا البرنامج ينتقل من شاشات الفضائيات عبر التلفاز إلى منصات التواصل الاجتماعي ونرى الأستاذ محمود يظهر علينا من خلال اليوتيوب و الفيسبوك فقط يرد على أسئلة متابعيه و يبث بعض الحلقات القصيرة من البرنامج، لكن هل يعقل يا سادة؟ماذا يفعل من ليست لديه القدرة للمتابعة عبر منصات التواصل ومن ليس لديه وصلات للإنترنت فإما أن يقوم السادة المسؤولين عن القناة بالإفصاح عن سبب توقف هذا البرنامج وإعادة بثه إلينا مرة أخرى عبر فضائيات التلفاز.
اقرأ للكاتبة
ياسمين مجدي تكتب: كبوة المهرجان