اتطمني يا ست الكل (الحلقة الأولى) TOKOPHOBIA

151-5

تقرير: د.ياسمينا شاهين

طبيب أمراض نساء و توليد بمستشفى قصر العيني جامعة القاهرة 

الجزء الأول

《يا اللي هتبقي أحلى أم في الدنيا 》 ❤

داخلة على دنيا جديدة وحاسة بيكي وحاسة بكل خطوة بتمري بيها وهتمري بيها ومقدرة كل تعب وعارفة إنك مش بتدلعي زي ما بيقولولك …

عارفه أنه من حقك تقلقي وتسألي وتطمني ، زي ما أنا عارفة أنه كتير من التغييرات اللي بتمري بيها بتحصل غصب عنك …

لكن عشان انت قوية ولازم تكوني أم قد المسئولية ، لازم تعرفي كل خطوة بتمري بيها و لازم تفهمي سببها و لازم قدر الإمكان تتغلبي عليها .

واطمني … احنا كلنا جنبك و معاكي ، ايد بإيد وخطوة بخطوة عشان توصلي بعد رضا و معية ربنا لبر الأمان …

8

و نقول بسم الله

يا ترى سمعتي عن ال TOKOPHOBIA ؟

ولو سمعتي ، ايه المعلومات اللي قدرتي تستفيدي بيها من الموضوع ده ؟

طيب قدرتي تتغلبي عليه بنسبة قد ايه ؟

تجاوزتيه لوحدك ولا بمساعدة الطبيب ؟؟

تحبي تشاركينا تجربتك ؟؟

غالبا ما يحدث رهاب الحمل و الولادة  نتيجة :

– نقص في معرفة الأم للمعلومات المتعلقة بالحمل و تطوراته والولادة وكيفية رعاية الطفل

– التغيرات الهرمونية و العصبية أثناء الحمل

– التعرض لبعض الذكريات المؤلمة في الحمل السابق كحدوث اجهاض او وفاة الطفل فور ولادته

– الخوف من الإصابة ببعض الأمراض أثناء الحمل كتسمم الحمل و مخاطره

– الخوف من آلام الحمل و الولادة

– الخوف من طبيعة الرعاية الطبية و جودتها

– عدم الثقة في مقدمي الرعاية الطبية

– عدم الثقة بالنفس

– خوف الأم الشديد على حياة الطفل

– الخوف أن تكون الولادة غير مضمونة

– حضور الأم لولادة أحد الاقارب مثلا في سن صغير دون شرح مبسط لخطوات الولادة مما يسبب لها مخاوف من التعرض لنفس التجربة .

وبخصوص أنواع الرهاب فينقسم إلى نوعين :

** Primary phobia  النوع الأساسي الأولي

ويمثل الخوف المبدئي من مجرد فكرة الحمل أو الولادة فيما بعد وقد يدفع بعض السيدات لاجهاض أنفسهن للتخلص من الجنين  !! 

او لجوء البعض للولادة القيصريه خوفا من الطبيعية

وهذا النوع يتعرض له السيدات التي لم يسبق لهن حمل من قبل ..

** Secondry phobia النوع الثانوي

وغالبا ما يحدث نتيجة التعرض لتجارب حمل سيئة سابقة ، كحدوث” اجهاض” او “وفاة للمولود فور ولادته” “او الدخول في حالة اكتئاب ما بعد الحمل” ..

ومثل هذه المشاعر قد تجعل العقل الباطن ينهمر بالتساؤلات و الأفكار السلبية  كمثل :

– فكرة انجاب طفل مريض ؟؟

–  احتمالية الولادة في مكان غير متوقع ؟

– لن أكون أما جيدة ..

– لن أرى طفلي بشكل جيد

الأعراض :

– وغالبا ما تظهر الأعراض في شكل توتر شديد يعيق الأم عن ممارسة مهامها اليومية كالتعرق والأرق وخفقان القلب والترجيع و نوبات الهلع

– تجنب حديث المرأه عن مجرد فكرة الإنجاب

– عدم الرغبة حتى ف حمل الأطفال و اللعب معهم !!

– الحرص على تجنب و تأجيل الحمل باستمرار مما يؤدي الى استخدام موانع الحمل بصورة وسواسية !

– الشعور بالخوف من الموت

– تعدد الأسئلة الموجهة للطبيب بخصوص الحمل

– الشعور بعدم المساواة بين الرجل و المرأة و أن هي من تتحمل أعباء الحمل و الولادة و ليس هو !

# العلاج

و لكن عزيزتي …

لا داعي للقلق ..

فأول خطوة للعلاج هو أن تشعري بالمشكلة وتعترفي بوجودها وتمتلكي الشجاعة لمواجهتها والتغلب عليها مبكرا ومن ثم يسهل الأمر ..

ومن المهم ألا تنجرفي في تيار الإسراع باستخدام العقاقير كمضادات القلق والاكتئاب كأول خطوة في العلاج لأنها بالطبع ليست آمنة بنسبة ١٠٠% خاصة أثناء الحمل 

و لكن من الممكن البدء ببعض الطرق المبدأية الطبيعية :

**الجانب الديني:

لا شك أن تقوية الإيمان يزيد من الهدوء واليقين والثقة بأن الأمر كله بيد الله وأن الله لا يريد بعبده السوء أبدا .

فذكر الله وقول”لاحول ولاقوة الا بالله” والاستغفار والحرص على الورد اليومي والالتزام بالصلاة والأذكار سيساعدك كثيرا ويرفعك عند الله درجات …

** التفكير الإيجابي:

فالحمل و الولادة سنة الله في الكون ، و عليكي أن تشعري بالجانب المضيء و بنعمة الله عليكي برزقك هذا الطفل الذي يمكن أن يكون سببا في دخولك الجنة .

و تذكري كم من أمهات يدفعون من الصحة والأموال الكثير ليحظوا بدقيقة من هذه اللحظات الفارقة في العمر وقد لا يستطيعون …

**الدعم المعنوي :

دعم الأسرة و دعم الزوج والأصدقاء في منتهى الأهميه ومن المهم أن تحكي لهم مشاعر الضيق فهذا سيساعدك كثيرا في تجاوز المرحلة

** الممارسات الحياتية الصحية :

– الحرص على تناول الأطعمة الصحية كالخضراوات والفاكهة و الألبان

– التعرض للشمس ، فهي تساعد على زيادة افراز “هرمون السيرتونين” الملقب” بهرمون السعادة” المضاد للقلق والاكتئاب

– تناول الفيتامينات الموصوفه اثناء فترة الحمل فقط  تحت استشارة الطبيب المعالج لأن بعض الانواع يمنع تناولها أثناء الحمل

–   شرب المشروبات المهدئة كاليانسون و البابونج والابتعاد عن مشروبات الكافيين كالشاي والقهوة والمياه الغازية

– الحرص على ممارسة التمارين الرياضية البسيطة كالمشي نصف ساعه مرتين لثلاثة مرات في الأسبوع او بعض تمارين الكارديو البسيطة و لكن تجنبي الإجهاد أو ممارسة تمارين جديدة دون الرجوع للطبيب المعالج

– ممارسة تمارين الاسترخاء واليوجا والتنفس العميق

– اجراء تحاليل ما قبل الزواج والحمل للاطمئنان على صحة الوالدين ومن ثم الجنين

كما يقع على عاتق كل طبيب منا أيضا المسئولية :

– فيما يخص الاهتمام ببرامج التوعية للأمهات فيما يخص المعلومات الخاصة المتعلقة بالحمل والولادة

– تقبل الطبيب لانهمار الاسئلة عليه آنذاك جراء توتر المريضة وضرورة تقبلها واحتوائها وطمأنتها

– العلاج المعرفي السلوكي وتعليم المريض طرق مواجهة التوتر كتقنيات التنفس العميق

– و في الحالات الشديدة قد نلجأ لاستخدام بعض مضادات القلق والاكتئاب التي تناسب وضع الحالة و هل هي في فترة الحمل أم لا

وفي النهاية ..

تذكري عزيزتي الأم أن أمومتك هدية عظيمة من ربك و بها بفضل الله و إرادته ستنالي أعظم منازل الدار الآخرة بصبرك و حمدك و فرحتك

《فالجنة تحت أقدام الأمهات》..

#بمنطق_مختلف

#د/ياسمينا شاهين

طبيب أمراض نساء و توليد بمستشفى قصر العيني جامعة القاهرة

اقرأ ايضاً

إجهاد الحامل النفسي يؤثر سلباً على جنينها

شكرا للتعليق على الموضوع