افندينا…. عمل ملحمي للمبدع محسن الغمري
رواية افندينا، عمل ملحمي للكاتب المبدع محسن الغمري، وهو العمل السادس له، فقد صدرت له مجموعتان قصصيتان هما القفز فوق السحاب، فاطمة وبلانش الحائزة على جائزة اتحاد الكتاب عام ٢٠١٢، كما صدرت له ثلاث ر وايات : ربما ذات يوم، حكاية قبل الموت، وثبات طويلة عالية.
وفي روايته “افندينا” يستعرض كاتبنا تلك الاحداث التاريخية الهامة التي وقعت في الفترة ما بين عام ١٨٠٥ وعام ١٨٥٥ والتي بدأت بحركة القضاء على المماليك وانتهت باغتيال ” عباس حلمي باشا” وما بينهما من حروب بأرض الحجاز والشام والسودان، وصراعات خارجية مع الخليفة العثماني والدول الأجنبية، وصراعات داخلية فيما بين أفراد الأسرة العلوية نفسها والتي انتهت باغتيال ” افندينا” كأول عملية اغتيال في التاريخ المصري الحديث.
ان عمل ملحمي بهذا الحجم لا يمكن الإحاطة بكل جوانبه بمجرد قراءته لمرة واحدة، وإنما يمكن – فقط- الدخول اليه من جانب أو اثنين او اكثر.
اولا: الجانب الفني
تتكون الروا ية من عناصر اربعة: الشخصيات و الأماكن والازمنة والأحداث.. ومن ناحية الشخصيات ، كانت الشخصية الرئيسية – بطبيعة الحال- هي شخصية عباس حلمي بجناحيها ، محمد علي و الشيخ صفي القولي..وكذلك الشخصيات المساعدة على كثرتها ..ولقد ظهرت براعة الكاتب ومهارته وحرفيته في تنمية الشخصية الرئسية وتفاعلها مع الشخصيات المساعدة وانصهارها في الاحداث والمواقف .
ان الفن هو نبضة شعورية تنتقل من المبدع إلى المتلقي عبر موصل مادي، كلمة أو لون أو نغم .. ولقد استطاع كاتبنا ان يجعلنا متعايشين -بمشاعرنا ووجداننا- مع هذا العمل الملحمي منذ بدايته وحتى نهايته، وذلك من خلال ، مصداقيته ، وسيطرته عل إيقاع الرواية ، وقدرته على وصف الأماكن والروائح وتحديد الازمة .ولقد لعبت اسماء الشخصيات دورا حيويا هاما في التأكيد على مصداقية الرواية وتوثيق احداثها
ثانيا:الجانب الأدبي
لعب الوضوح وبساطة الاسلوب دورا أساسيا في ابراز جماليات البناء الدرامي . كما كانت بعض المحسنات البديعية مثل الجناس( قفا وكفا- رق ورقة-).سببا في اظهار قوة الكاتب وتمكنه من اللغة..ولقد كانت خفة الظل التي تمتع بها كاتبنا سببا من اسباب انجذاب القارئ بهذه الرواية، وذلك حين كان يداعبه باستخدام بعض الألفاظ الشعبية مثل، فرد طوله.فلفصة. وغوشة . وحوحة . الاديش .وغيرها.
ثالثا: الجانب الثقافي
ليست هذه الرواية رواية ملحمية وجميلة فحسب، وانما هي رواية مفيدة أيضاً ومهمة،فقد سلطت الضوء على فترة ضبابية في التاريخ المصري الحديث بطريقة شائقة وموثقةوموفقة .كان الحقل الثقافي في أشد الحاجة إليها…والكلام يقصر ولا يستطيع احد ان يخبر بالكل.
اقرأ ايضاً
التلغراف تحاور محسن الغمري الروائي والقاص المصري