مصطفى التوني يكتب: حوادث الهجرة غير الشرعية لن تنتهي

حادث غرق قارب للهجرة غير الشرعية أمام السواحل اليونانية والذي أبحر من مدينة أزمير التركية متجهاً إلى إيطاليا وعلى متنه 68 شخصاً من جنسيات مختلفة والذي أسفر عن مصرع 3 مصريين ونجاة 7 وفقدان 21 أخرين ليس الأول ولن يكون الأخير، ولعل أشهر هذه الحوادث كان غرق مجموعة من الشباب من إحدى قري محافظة الدقهلية.

 كنت أعتقد أن حادث مركب رشيد الذي حدث في سبتمبر 2016 سوف يكون رادع لسماسرة الهجرة غير الشرعية وعظة وعبرة للشباب الطامحين في السفر إلى الخارج بأي طريقة.

 والسؤال الذي يطرح نفسه عقب تلك الأنواع من الحوادث هو من يتحمل تبعات مثل هذه الحوادث؟ لا شك أن أطراف ثلاث هم من يتحملون تبعات تلك الحوادث، الحكومة وأصحاب المراكب والمهاجرون يتحملون ذلك بدرجات متفاوتة.

أولاً: الحكومة التي لا تعمل على سرعة إعادة النظر في قانون الهجرة غير الشرعية، وتغليظ العقوبة عليها ومحاسبة كل من يشارك فى تهريب المواطنين بطرق غير شرعية والعمل على ملاحقتهم.

ثانياً: أصحاب المراكب وسماسرة البشر الذين يستقطبون الشباب من على المقاهي ويقنعونهم بالسفر إلى دول أوروبا مقابل عمولة يأخذونها من أصحاب تلك المراكب، هؤلاء ليسوا بشراً بل هم قتلة يستحقون أشد العقوبات لأنهم يعلمون خطورة جرمهم ورغم ذلك تُعمي الأموال بصائرهم ولا يضرهم أن يعيش هؤلاء الناس أو أن يموتوا أي حياة يحياها هؤلاء؟!!! وأي مكاسب يحققونها على حساب حياة البشر؟!!!!!

ثالثاً: المهاجرون غير الشرعيين:- الشباب الذين يقومون بالإقدام على هذا الفعل مبررين ذلك بما يرونه من غلاء المعيشة وعدم إيجاد فرصة عمل وضيق العيش كل هذا ليس مبرراً للمخاطرة بالنفس لتحقيق حياة أفضل، ولن تتحقق حتى إذا وصلت إلى هذه البلاد فالكل يعلم أن المهاجرين غير الشرعيين يعملون بشكل أشبه ما يكون بالعبودية والمهانة والذل.

لا شك أن الهجرة والسفر لتحقيق حياة أفضل حلم يراود أغلب الشباب وأمر من الله تعالى أن نسعى في الأرض بحثاً عن الرزق يقول تعالى “فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ” ولكن بالطرق الشرعية التي تضمن نجاح حلمك وعودتك إلى أهلك سالماً.

أقول لحكومتنا ضعوا المواطنين في حساباتكم واسألوا أنفسكم ما الذي دفع الناس إلى السفر خارج البلاد بهذه الطريقة والتي فيها هلاك الأنفس وضياع المال. ولتعلموا  أن ازدياد سوء الأوضاع المعيشية هذه الفترة سيكون دافع للشباب إلى الإقبال على مثل هذه الطرق في السفر لمحاولة إيجاد طريقة ليس لتحسين الدخل بل لإيجاد ما يسد رمق من يعولون فمهما تحققوا من إنجازات في مجالات ترون أنها تحقق التقدم لمصر فلن يعي من لا يملك قوت يومه قيمة هذه الإنجازات طالما لم يستطيع توفير حياة كريمة له ولأسرته، أدركوا خطورة الوضع الاقتصادي على الشعوب قبل فوات الأوان سيطروا علي الأسواق التي تنهش في عظام الشعب منذ بداية برامج الإصلاح الاقتصادي المتتالية  و ما يحدث للجنيه من تعويم يعقبه زيادات غير عادية في الأسعار حتي غير المستوردين يرفعون الأسعار لأنهم لم يجدوا رقابة صارمه من الحكومة  في عام 1980، حين علم السادات بالزيادات المبالغ فيها في سعر اللحمة واستياء الناس من ذلك، قرر وبشكل مفاجئ منع الذبح لمــــدة شهــــــرين كاملين، للحد من جشع التجار بحيث يطبق القرار على جميع أنواع الحيوانات وعلى محافظات الجمهورية وبالفعل تم تنفيذ القرار بدقة متناهية وكان مجرد مرور مفتش التموين من أمام الجزار الجالس أمام محله الخالي من البضاعة والزبائن يمثل رعبا للجزارين، وعند انتهاء الشهر كانت الاسعار قد عادت إلى طبيعتها واصبحت اللحمة في متناول الجميع. أين أنتم من مثل هذه القرارات؟

وأنتم يا سماسرة البشر اتقوا الله ولا تلعبوا بأحلام الشباب وتستغلوا ضيق العيش وتعدوهم بالأموال والقصور فيفيقوا من أحلامهم ليجدوا أنفسهم فى القبور بدلا من الأموال والقصور.

وإلى كل الشباب لن أقول لكم بمبلغ السفر الذي دفعتموه أقيموا مشروعاً يدر عليكم دخلاً فأنا أعلم كم التعقيدات والروتين الذى تسير به دوائرنا الحكومية مما يُعقد هذه المشروعات، ولكن أحسنوا الاختيار ..كان يمكن أن تتحصل بهذا المبلغ على فيزا مناسبة للعمل في دول الخليج بطريقة مشروعة تحاول بها تحقيق حلمك .ووالله إن الغربة لتربة ويعلم المغتربون هذا جيداً فمهما كان ضيق العيش هنا ستتمنى لو يوماً واحداً من أيام بلدك.

اقرأ للكاتب

مصطفى التوني يكتب: الفلوس دي حلال يا ولد عمي؟!

شكرا للتعليق على الموضوع