محسن عقيلان يكتب: تحالف الدول الصغيرة ايسلندا وقطر نموذجا

شد انتباهي اثناء جولة في دولة ايسلندا بالتحديد جامعة ايسلندا وجود مركز لدراسة الدول الصغيرة راقت لي الفكرة وعزمت على التعرف على الدول الصغيرة واستعنا بقطر لكي نشكل نموذج ينجح الفكرة حيث وجدت ان هناك مؤشرات ومقاييس كثيرة عالمية تتنافس عليها كلا الدولتين الصغيرتين.

من حيث التعليم والصحة والطاقة والامن الغذائي  لكن ليس هذا الهدف من الدراسة انما ما نريد ايصاله كيف تستطيع الدول الصغيرة اثبات وجودها عالميا  مع اختلاف البيئة والظروف والجغرافيا والمخاطر والتحالفات الى اخره وايضا هل استسلمت هذه الدول لفكرة الانضواء  تحت مظلة حماية  دائمة الى الابد ؟

وما هي الخطط المستقبلية لهذه الدول في عالم متغير؟ وهل فكرة الاعتماد على الكثافة العددية للجنود والعتاد التقليدي سيستمر ام  ان هناك مستقبل جديد ؟ و قبل ان نبدأ هل هناك من الدول الصغيرة من تمتلك الامكانيات  سواء التكتولوجية او الصناعية  او المادية  او البنية التحتية اللازمة  ؟  يجيب على تلك التساؤلات هي المقاييس الدولية لبعض المجالات المهمة التي تتمتع بها الدولتان في المراتب العشرة الاولى عالميا على سبيل المثال لا الحصر   نصيب الفرد من الناتج المحلي الاجمالي  سنة ٢٠٢٢ حسب مقياس ماكنزي وكومباني ايسلندا ٦٢٤٢٠ الف دولار قطر ٥٦٢١٠ الف دولار  صنفت ايسلندا وقطر من العشر الاوائل عالميا يالجمع بين مكان العمل والرفاهية وفقا لاستطلاع بنك HSBC  و الاكثر سلاما و امنا حسب GLOBAL PEACE  INDEX سنة ٢٠٢٢  اما مؤشر ناميبو لجودة الحياة عالميا ايسلندا الرابعة اما قطر العشرين  سنة ٢٠٢٢  و في مجال الاكثر صحة عالميا حسب وكالة بلومبيرغ عام ٢٠١٩ و في مجال سرعة النت وانتشار النت حسب منظمة هوتسويت سنة ٢٠٢٢ تشاركوا المراكز الاولى و في مجال الشمول المالي و التفاذ الرقمي تفوقت قطر ٢٠٢٢ حسب مؤشر تقييم حقوق النفاذ الرقمي ( DARE)  لكن ايسلندا تفوقت على قطر في مجال الابتكار و المراكز البحثية ومجال الطاقة المتجددة  وهناك مجالات كثيرة لا يتسع المقال لحصرها لكن ذكرنا تلك المجالات لان من خلال تصورنا ان هاتين الدولتين ستكونان نواة  لحلف مستقبلي وليس شرط انهم ذاتهم لكن ناتو الدول الصغيرة سيبدأ على هذا الشكل وبدول لها امكانيات مشابهة  فمثلا ايسلندا تمتلك مقومات دول المستقبل التى تعتمد على الذكاء الاصطناعى و البرمجيات فائقة الدقة  والهندسة الوراثية و التكنولوجيا الحيوية  والموقع الاستراتيجي والطاقة المتجددة  ونسبة تعليم عالية ولم يبقى امامها الا الدخول في عالم المستقبل اذا ارادت ذلك كخطوة دفاعية استباقية  من اي اخطار مستقبلية سواء كانت عدائية ‘ تغيرات بيئية ‘  تغير في النظام العالمي ‘ تغير شكل الاحلاف الدولية ‘ تغير انماط السكن و السكان ‘ و ممكن ان يصل طموحهم  الى التنافس على حجز  مناطق نفوذ  على سطح  القمر و المريخ و كواكب اخرى لان الحياة على كوكب الارض في المستقبل ستكون  عبارة عن تجمعات  في مدن حضرية ذكية  ثلاثية الابعاد تجمع بين الصناعة والتجارة والبيئة الزراعية كل ذلك استعدادا  للتغيرات القادمة في شكل الاحلاف والتغير  البيئي  وغرق المدن الساحلية وكثرة الكوارث الطبيعية والكوارث الاصطناعية بفعل البشر   مما سيدفعنا الى التفكير في  تصاميم  تكنولوجيا المدن العائمة  والمدن الذكية والدخول على العمارة البيئية ثلاثية الابعاد ومدمجة في البيئة المحيطة .

أما من الناحية الامنية والعسكرية سيكون شكل العالم القادم بعد انهيار دول و بروز دول جديدة ودخول العالم في مخاض ولادة نظام عالمي جديد وغير مستقر ستصبح القوى عبارة عن   تحالف مجموعة جيوش رقمية والكترونية  وذكاء اصطناعي ومنظومات تخفي  وحرب تكتونية والتحكم بالزلازل والاعاصير بالإضافة لبعض اسلحة المستقبل السرية ولن تكون الدول الكبيرة الحجم ولا صغيرة الحجم بحاجة لعدد جنود كبير لانه من خلال غرف التحكم  ستصل لاي دولة معادية  دون الذهاب لها بجنودها من خلال الجيل الجديد من اسلحة المستقبل  لذلك  ستكون الدولة بحاجة الى تطور نوعي فى السكان والعقول و الابتكارات وهذا لن يتحقق الا بعد تهيئة البلاد وبناء قاعدة زراعية وصناعية  متقدمة جدا وجاهزة بنيتها لاستيعاب التطور والتغير النوعي.

وذلك يتحقق بالسير تدريجيا ودخول مراحل التطور على شكل تجارب و نماذج وبيئات صغيرة حتى نصل للجيل القادر على التكيف مع البيئة الجديدة و ما بين البدء حتى الوصول الى الهدف هناك مراحل احلال بالتدريج حتى لا تقع الدولة و الاجيال القادمة فى حالة انفصام وهذه بداية الفكرة .

وللحديث بقية

اقرأ للكاتب

محسن عقيلان يكتب: القاطرة التركية والاستدارة باتجاه دمشق

شكرا للتعليق على الموضوع