مدحت محي الدين يكتب: الإبتزاز الإلكترونى والتنمر بين المراهقين
جرائم قد تبدو جديدة على مسامع المواطن المصرى ولكنها قديمة جدا فى العالم أجمع ومنتشرة بقوة وللأسف ضحايا هذه الجرائم من فئة المراهقين اللذين وصلوا لمرحلة الإنتحار تحديدا كثيرين ؛ أبرز هذه الجرائم كانت فتاة تعرضت للإبتزاز الإلكترونى وتعرضت للتنمر على يد زملائها مما اضطر أبواها للسفر عدة مرات لتغيير مكان الإقامة وبالآخر انتحرت الفتاة ، بعدما أحدث انتحارها دويا بالمجتمع الأمريكى اهتمت السلطات بالجريمة وتوصلوا للجانى ، وكانت المفاجأة وهى أن المجرم المبتز كان روسيا يقيم ببلده واصطاد الضحية دون سابق معرفة ، وقام بإختراق جهاز الحاسوب الخاص بها وهكذا تمكن من ملاحقتها الكترونيا وابتزها وهددها وفضحها بين زملائها أينما ذهبت فضيق عليها الخناق حتى انتحرت .
مؤخرا سمعنا عن الجريمة المدوية التى حدثت بمحافظة الغربية وهى انتحار طالبة بالمرحلة الثانوية بسبب قيام زملاء لها بفبركة صور وفيديوهات انتقاما منها لأنها صدت محاولات أحدهم بالتقرب منها ، الأبشع من ذلك هو قيام مدرس الكيمياء بالتنمر على الفتاة وأحرجها أمام زميلاتها بالدرس ، مما صعب على الفتاة المعاناة التى كانت تخوضها وحدها فى مواجهة الأزمة فلم تعد تتحمل وبمجرد ما علم أهلها انتحرت .
تخيل معى عزيزى القارئ ماذا كان سيحدث لو من بداية الأمر أخبرت الفتاة أهلها بما تتعرض له من ابتزاز وتنمر وضغوط ؟ ما الذى يضطر فتاة بمقتبل العمر للمعاناة ومواجهة معركة أكبر منها فى صمت ودون أن تلجأ للكبار لكى يوقفوا هؤلاء المجرمين عند حدهم ؟.
منذ أيام قليلة حكت فتاة بالمرحلة الثانوية أنهم كانوا بدرس خصوصى مع طالب زميل لهم كان قد اخترق أجهزة زميلاته البنات وحاول ابتزازهم ، لكن والدة فتاة منهم خرجت له بال ” الشبشب ” وضربته أمام زميلاته اللاتى قمن بتصويره وهو يتلقى ” العلقة الساخنة ” ، وأجبرته الأم على مسح صور البنات والتوقف عن اختراق أجهزتهم وأوقفته عند حده ، ليس هذا فقط بل عندما علم أهله اعتذروا للبنات وللأم وأبدوا استعدادهم للترضية مع التعهد بتربية ابنهم من أول وجديد .
هنا عزيزى القارئ يتضح لنا أن وجود الأهل مع الأبناء فى الصورة هو أهم حماية للأبناء من تفاقم المشاكل ، لأن بمساندة الأهل لن يضطر أبدا الطفل أو المراهق لخوض معركة أكبر منه بمفرده وبالتالى لن يشعر بالضغط الرهيب والخوف الذى يمكن أن يشعر به فى مثل هذه المواقف .
على الأهل أيضا متابعة الأبناء للتأكد من عدم قيامهم بالتنمر على غيرهم أو ارتكاب جرائم مثل الفبركة والإبتزاز ظنا منهم أنهم بذلك يتسلون بينما هم فى الحقيقة يدمرون ويقتلون غيرهم بغير وعى ، فالتكنولوجيا لها آثار جانبية كأى شئ آخر ، وسهولتها تعطى للمراهق ولغير الناضج إحساس زائف بالسلطة والتحكم ولذلك يجب أن يكون هناك رقابة مستمرة من الأهل .
يجب أيضا أن يكون هناك توعية مستمرة بالمدارس للقضاء على التنمر كما تم القضاء على الضرب بالمدارس ، ويجب أيضا التوعية للطلاب بحماية أنفسهم من التعرض للجرائم الإلكترونية وإخبار الأهل دوما والإستغاثة إذا تعرض أحد منهم لأى نوع من أنواع الإبتزاز .
اقرأ للكاتب
مدحت محي الدين يكتب: الوجه الآخر للفيسبوك