التلبك المعوي في العيد

التلغراف – صحة – علوم: يعتبر التلبك المعوي المعروف طبياً باسم عسر الهضم (بالإنجليزية: Dyspepsia) إحدى المشكلات الشائعة التي يعاني منها الناس، وهو مصطلح عام يصف الشعور بعدم الراحة في الجزء العلوي من البطن، وقد يسمى أيضاً بسوء الهضم أو اضطراب المعدة.

تجدر الإشارة هنا أن التلبك المعوي ليس مرضاً بحد ذاته، بل يعتبر عرضَاً من أعراض الجهاز الهضمي، ويصف هذا المصطلح أعراضاً معينة؛ مثل: الشعور بألم في البطن، والشعور بالامتلاء بمجرد بدء تناول الطعام، كما أنه شائع الحدوث في الأعياد، نظراً لتغييرات الحياتية والعادات الغذائية، أو قد يكون مرتبطاً بحدوث أحد الأمراض في الجهاز الهضمي.

مسببات التلبك المعوي في العيد

ينجم التلبك المعوي والإسهال في العيد عن عدة ممارسات ومسببات، نذكر لك منها ما يلي:

استهلاك الشوكولاتة بكميات كبيرة: والتي تتواجد على موائد الضيافة في العيد، لكنها من أشيع مسببات حدوث سوء الهضم، فهي غنية بالكاكاو والدهون والكافيين، الجدير بالذكر أن الشوكولاتة الداكنة أقل ضرراً على المعدة، لكنها لا يزال استهلاكها بكميات كبيرة محفز لاضطراباتها.

تناول المشروبات المليئة بالكافيين: والتي يكثر تقديمها في الأعياد؛ مثل الشاي والقهوة، والتي من شأنها أن تزيد أعراض التلبك المعوي.

تناول الأطعمة الغنية بالدهون: فهي من مسببات اضطراب المعدة في العيد، حيث أنها صعبة الهضم في المعدة والأمعاء.

الإفراط في الأكل أو تناول الطعام بسرعة كبيرة: مما يؤدي إلى عسر الهضم.

تناول الأطعمة المقلية: تتسم بمحتواها الدهني العالي، كما أنها من أشيع الأسباب التي تؤدي إلى حرقة المعدة.

 الإكثار من المشروبات الغازية: حيث تؤدي إلى تهيج في بطانة المعدة والارتداد المريئي.

تناول الأطعمة التي تحتوي على الكثير من الأحماض: مثل: الطماطم، والبرتقال.

التدخين: سواءً كان تدخين السجائر أو الأرجيلة.

الإصابة بأمراض أخرى: ففي بعض الأحيان ينتج عسر الهضم عن أمراض أخرى؛ مثل: التهاب المعدة، القُرَح الهضمية، التهاب البنكرياس، انسداد الأمعاء، انخفاض تدفق الدم في الأمعاء، داء السكري، مرض الغدة الدرقية.

أعراض التلبك المعوي

عند الإصابة بالتلبك المعوي أو سوء الهضم يبدو على المصاب العديد من الأعراض، ومنها:

الشبع المبكر أثناء تناول الطعام، حيث يمكن أن تشعر بالامتلاء الشديد لدرجة عدم إكمال طعامك، رغم أنك لم تتناول أكثر من المعتاد.

الشعور بامتلاء مزعج بعد تناول وجبتك: وقد يستمر هذا الشعور طويلاً.

الإحساس بعدم راحة في أعلى البطن: تتراوح شدة الأم ما بين الخفيفة إلى الشديدة في منطقة ما بين أسفل عظم الصدر والسُرّة.

الشعور بالحرقة في أعلى البطن: ويمكن وصف الأم على شكل سخونة مزعجة أو حرقة في منطقة ما بين أسفل عظم الصدر والسُرّة.

انتفاخ في البطن: كما يترافق ذلك مع إحساس مزعج بالضيق في الجزء العلوي من البطن.

الغثيان: تشعر كأنك ترغب في القيء.

القيء والتجشؤ: يمكن أن يشعر المصاب بالتلبك المعوي بهذين العَرَضين لكنها الأقل شيوعاً.

حرقة المعدة: وهي ألم أو شعور بالحرقة في وسط صدرك قد يمتد إلى رقبتك أو ظهرك أثناء الأكل أو بعده.

مضاعفات التلبك المعوي

لا يؤدي عسر الهضم عادةً إلى تطور حالات خطيرة، لكنه قد يعطّلك عن ممارسة نشاطاتك المعتادة في العيد، لأنه يؤثر على جودة حياتك، حيث يجعلك تشعر بعدم الراحة ويتسبب بفقدان الشهية، وقد تضطر لإلغاء بعض نشاطاتك الاجتماعية بسبب سوء أعراضه والشعور بعد الراحة.

علاج التلبك المعوي

يوجد العديد من الطرق للتعامل مع التلبك المعوي، ويتم ذلك عن طريق استخدام الأدوية أو باستخدام العلاجات الطبيعية في المنزل، ويشمل ذلك ما يلي:

علاج التلبك المعوي بالأدوية

تشمل مجموعة الأدوية التي تساهم في تخفيف أعراض التلبك المعوي في العيد ما يلي:

مضادات الحموضة (بالإنجليزية: Antacids): وهي الخط العلاجي الأول لعسر الهضم، كما أنها لا تحتاج لوصفة طبية، لكن يجب استشارة الطبيب أو الصيدلي عن إمكانية تناولها.

حاصرات مستقبل الهستامين 2 (بالإنجليزية: H2 Antagonist): يأتي دورها في كونها تعمل على تقليل كمية الحمض المُفَرز من المعدة، وهي أكثر فعالية من مضادات الحموضة، لكن ليست كل أدوية هذه المجموعة مسموحة الصرف دون وصفة طبية، كما أنها ليست آمنة على جميع الفئات؛ لذا يجب استشارة الطبيب.

مثبطات مضخة البروتون (بالإنجليزية: Proton pump inhibitors or PPIs): حيث يمكن أن تقلل من إفراز حمض المعدة، كما أنه يُوصى بها إذا ترافق عسر الهضم مع الشعور بحرقة المعدة، وتتميز بأن تأثيرها أقوى من حاصرات مستقبل الهستامين 2.

الأدوية المحفزة لحركة القناة الهضمية: (بالإنجليزية: Prokinetics): تعزز أدوية هذه المجموعة الدوائية حركة الطعام في المعدة، مما يؤدي إلى تحسّن أعراض التلبك المعوي.

المضادات الحيوية: يتم وصفها عادةً لعلاج عسر الهضم الناتج عن أنواع البكتيريا المختلفة، ومن ضمنها بكتيريا المَلوية البَوابية (بالإنجليزية: Helicobacter pylori).

علاج التلبك المعوي في المنزل

تتواجد بعض المواد الطبيعية التي تساعد في تخفيف أعراض التلبك المعوي، وتشمل ما يلي:

شاي النعناع: يمتلك النعناع خواص طبيعية تجعل منها حلاً ممكناً لعسر الهضم، حيث يعمل على تعطير النفس، كما أنه مضاد للتشنج، فيساعد على تهدئة تهيج المعدة، لكن لا ينصح بتناوله إذا كان الألم ناتجاً عن الارتداد المريئي لأن ذلك يزيد الوضع سوءاً.

شاي البابونج: عُرف البابونج سابقاً أنه مهدئ ومساعد على النوم، لكننا نضيف على ذلك أنه يساعد في تحسّن أعراض التلبك المعوي، ذلك عن طريق تقليل حمض المعدة في الجهاز الهضمي، وتجدر الإشارة هنا أن لديه خصائص مضادة للالتهابات، لكن يجب على المرضى الذين يتلقون الأدوية المميعة للدم استشارة الطبيب قبل تناولهم لشاي البابونج، لكونه يزيد من ميوعة الدم.

الزنجبيل: يساهم نبات الزنجبيل في تخفيف أعراض التلبك المعوي من خلال تقليل كمية الحمض التي يتم إفرازها من المعدة، كما لا ينصح بالإكثار منه، فإن الحد الأعلى منه يتراوح ما بين 3 إلى 4 غرامات في اليوم.

بذور الشومر: تعمل بخواصها المضادّة للتشنج على تهدئة مشاكل الجهاز الهضمي بما في ذلك التلبك المعوي، وتشنج المعدة، والغثيان، والانتفاخ.

سواءً اتبعت نهج علاج التلبك المعوي بالأدوية أو علاج التلبك المعوي بالمنزل، فلا تتردد باستشارة طبيبك الخاص، فهو الأعلم بحالتك الصحيّة، وبإمكانه أن يرشدك للحل الأمثل بما يتناسب معها.

الوقاية من التلبك المعوي في العيد

يمكن تجنب مشاكل التلبك المعوي في العيد، عن طريق اتباع هذه النصائح:

تجنب الإفراط في تناول القهوة والشاي.

تناول الطعام ببطء.

تقسيم الوجبات إلى أجزاء، أو تناوله على دفعات.

عدم استهلاك كميات كبيرة من حلويات العيد والشوكولاتة.

التوقف عن التدخين.

الحفاظ على وزن معتدل.

تقليل تناول المشروبات الغازية.

التخفيف عن النفس وتجنّب الإجهاد عن طريق أداء تمارين اليوغا والاسترخاء.

في الختام، نلاحظ أن تجنب حدوث التلبك المعوي في العيد ليس أمراً صعباً، بل يمكن ذلك عن طريق معرفة مسبباته ومحفزاته وتجنبّها، كما أن اتباع النصائح السابقة يجنبك ذلك، فدرهم الوقاية خيرٌ من قنطار علاج.

اقرأ ايضاً

احذر:التوتر والقلق يسببان القولون العصبي

شكرا للتعليق على الموضوع